بوتين رئيسا فوق العادة

ارتياح تام

موسكو - أعلنت لجنة الانتخابات الروسية الإثنين فوز الرئيس فلاديمير بوتين بحوالي 77 بالمئة من أصوات الناخبين وهي أعلى نسبة يحصل عليها خلال مسيرته الرئاسية.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن نيكولاي بولاييف نائب رئيس اللجنة الانتخابية المركزية أن أكثر من 55 مليونًا من المواطنين الروس صوتوا لصالح بوتين في الانتخابات الحالية بعد فرز نحو مئة بالمئة من الأوراق.

وأشار بولاييف أن نسبة الإقبال على التصويت تجاوزت 67 بالمئة، لافتا الى أن بوتين حطم بذلك رقمه القياسي السابق للعام 2004 حين أيّده 71 بالمئة من الناخبين أي حوالي خمسين مليونا.

وفي عام 2000 فاز بوتين في أول انتخابات رئاسية له بـ53 بالمئة من الأصوات وفي 2012 صوت له 64 بالمئة من الناخبين.

وتقدّم بوتين على منافسه الابرز مرشح الحزب الشيوعي المليونير بافيل غرودينين الذي لم يحصد سوى 12.1 بالمئة من الاصوات وحل امام القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي (5.8 بالمئة) والصحافية القريبة من المعارضة الليبرالية كسينيا سوبتشاك (1.5 بالمئة).

وشكر بوتين مئات من انصاره الذين تجمعوا في وسط موسكو للاحتفال بفوزه الكبير في الانتخابات الرئاسية، معتبرا ان هذا الامر يظهر \"الثقة والأمل\" لدى الشعب الروسي. وقال مساء الاحد امام انصاره قرب الكرملين \"ارى في هذا الامر (النتيجة) الثقة والأمل لدى شعبنا. سنقوم بعمل كبير في شكل مسؤول وفاعل\".

وكان الكرملين جعل من نسبة المشاركة في الانتخابات معركته الرئيسية، بهدف اضفاء شرعية على الانتخابات المحسومة النتائج. واتهمت المعارضة الروسية وعلى رأسها اليكسي نافالي، ابرز المعارضين الروس، الكرملين بتضخيم المشاركة بعمليات تزوير عبر حشو الصناديق او عبر تنظيم نقل الناخبين باعداد كبيرة الى مراكز الاقتراع.

وقال نافالني في مؤتمر صحافي \"انهم بحاجة الى اقبال. النتيجة معروفة سلفا وهي فوز بوتين باكثر من 70 بالمئة (من الاصوات)\"، مؤكدا ان نسبة المشاركة الحقيقية ادنى من تلك المسجلة في انتخابات 2012. وشدد على ان \"السبيل الوحيد للنضال السياسي في روسيا هو بالتظاهر. سنستمر في القيام بذلك\".

وعرضت منظمة \"غولوس\" غير الحكومية والمتخصصة في مراقبة الانتخابات حالات التزوير على موقعها الالكتروني مشيرة الى 2629 تجاوزا مثل حشو صناديق والتصويت اكثر من مرة واعاقة عمل المراقبين.

في المقابل اعتبرت رئيسة اللجنة الانتخابية ايلا بامفيلوفا انه \"لم يحصل هذا الكم من التجاوزات\".

ضغوط للخروج الى التصويت

ونظمت السلطات حملة إعلامية مكثفة لحث الناخبين على التصويت، وسهلت عمليات التصويت خارج مناطق إقامة الناخبين. وأوردت وسائل إعلام حتى أنها مارست ضغوطا على موظفي الدولة والطلاب من أجل الإدلاء بأصواتهم.

وأفاد ناشطون من المعارضة الأحد عن قيام الشرطة بجلب ناخبين في حافلات إلى مراكز الاقتراع وتوزيع قسائم شراء مواد غذائية بأسعار مخفضة على الروس الذين يذهبون للإدلاء بأصواتهم.

وبوتين الذي يمتدحه البعض ناسبين إليه عودة الاستقرار بعد فترة التسعينات، يحمل عليه منتقدوه باعتبار أن الثمن كان تراجع الحريات.

ودعا نافالني، الذي رفضت المفوضية العليا للانتخابات ترشحه للانتخابات الرئاسية بسبب ادانته قضائيا في قضية اختلاس اموال يتهم الكرملين بالوقوف وراءها، إلى مقاطعة الانتخابات وأرسل أكثر من 33 ألف مراقب إلى مراكز الاقتراع.

من جهته قال مرشح الحزب الشيوعي غرودينين بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس \"بات الان واضحا ان الانتخابات لم تكن عادلة\".

لوكالة فرانس برس عالم ممبيتوف وهو رئيس منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق التتار \"تعرض التتار لضغوط كبيرة قبل الانتخابات\".

وردا على تنظيم الانتخابات منع التصويت في أوكرانيا

شهد الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب قضية تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في المملكة المتحدة.

ولم تنتظر موسكو إلى ما بعد الانتخابات بل أعلنت السبت طرد 23 دبلوماسيا بريطانيا بصورة وشيكة، ردا على إجراء مماثل اتخذته لندن.

واعتبر بوتين مساء الاحد ان اتهام موسكو بتسميم الجاسوس الروسي السابق على الاراضي البريطانية هو \"مجرد هراء\"، مؤكدا ان روسيا \"دمرت كل اسلحتها الكيميائية\" و\"مستعدة للتعاون\" مع لندن.

وأدى تبادل تدابير طرد الدبلوماسيين بين روسيا وبريطانيا في نهاية الحملة الانتخابية إلى تعزيز أجواء التوتر الأقرب إلى الحرب الباردة التي خيمت على ولاية بوتين الرئاسية الأخيرة، على خلفية دعم الكرملين للنظام السوري والأزمة الأوكرانية والاتهامات الموجهة إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وجرت الانتخابات في الذكرى الرابعة للمصادقة على ضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية إلى روسيا بعد استفتاء اعتبرته كييف والغربيون غير قانوني.

وفتح اكثر من 1200 مركز اقتراع في القرم الا ان قسما كبيرا من التتار، المجموعة المسلمة المعارضة بشكل واسع لضم القرم الى روسيا، قالوا انهم لا ينوون المشاركة في الانتخابات. وقالت الرئاسة الروسية في القرم ان قررت كييف منع الناخبين الروس المقيمين في أوكرانيا من التصويت. وقام عشرات الشرطيين وناشطون قوميون الأحد بمنع الدخول إلى القنصليات الروسية في العديد من المدن الكبرى الأوكرانية.