أول عملية إجلاء لمقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية

نحو إجلاء جديد

حرستا (سوريا) – بدأ إجلاء مقاتلين من حركة أحرار الشام ومدنيين من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي بموجب اتفاق هو الأول في المنطقة المحاصرة منذ بدء الجيش السوري هجومه فيها قبل أكثر من شهر.

وتحدث التلفزيون الرسمي عن \"خروج 547 شخصاً من حرستا حتى الآن منهم 88 مسلحا\".

وأوضح مصدر عسكري عند أطراف حرستا أن \"الحافلات تتجمع في منطقة تماس بين الطرفين قبل أن تنطلق إلى مناطق سيطرة الجيش ومنها إلى إدلب\" في شمال غرب سوريا.

ويأتي الإجلاء بموجب اتفاق أعلنت عنه حركة أحرار الشام الأربعاء بعد مفاوضات مع روسيا.

ومن المفترض أن يخرج \"1500 مسلح وستة آلاف من عائلاتهم من حرستا\" على دفعات، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

اصطفت عشرات الحافلات البيضاء اللون إلى جانب الطريق المؤدي من دمشق إلى حرستا في الغوطة الشرقية، سيتم استخدامها لإجلاء مقاتلين ومدنيين الخميس من المدينة.

وكان من المفترض أن تبدأ عملية الإجلاء عند الساعة السابعة صباحاً (05,00 ت غ)، لكنها تأخرت من دون أن يكون في الإمكان معرفة أسباب التأخير الذي غالبا ما يحصل في عمليات الإجلاء العديدة التي شهدتها مناطق كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة طوال سنوات النزاع.

وتشن قوات النظام منذ 18 شباط/فبراير هجوما عنيفا على الغوطة الشرقية، بدأ بقصف عنيف ترافق لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من ثمانين في المئة من هذه المنطقة التي تتعرض منذ 2012 لقصف جوي منتظم تسبب بمقتل الآلاف.

وتسيطر حركة أحرار الشام على الجزء الأكبر من مدينة حرستا في غرب الغوطة الشرقية والتي تقع على بعد نحو خمسة كيلومترات من دمشق. وتحتفظ قوات النظام بسيطرتها على جزء منها.

ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن، بالإضافة إلى حرستا. وهذه المدينة أقل كثافة سكانية من الجيبين الآخرين.

ويقضي الاتفاق، بحسب حركة أحرار الشام، بخروج المقاتلين بسلاحهم مع أفراد من عائلاتهم ومن يرغب من المدنيين، على أن يبقى في المدينة من أراد من السكان.

وكان وزير المصالحة السوري علي حيدر أوضح الأربعاء أن \"مركز المصالحة الروسي تولى إجراء الاتصالات مع مسلحي حركة أحرار الشام\" من دون تدخل مباشر من دمشق.

وغالبا ما يجري مركز المصالحة الروسي مفاوضات مع فصائل معارضة ويراقب مسار وقف الأعمال القتالية في سوريا.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف.

وعادة تشكل محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وجهة هؤلاء، وهي واقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع تواجد لفصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام.