قوات النظام تجدّد قصف الغوطة عقب اتفاق وقف النار

ضربات جوية ليلية

دمشق - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية استهدفت جيبا خاضعا لسيطرة المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية الجمعة رغم وقف لإطلاق النار أعلنت الجماعة التي تسيطر على الجيب أنه يبدأ منتصف الليلة الماضية.

وقال المرصد إن الضربات الجوية استهدفت عين ترما وزملكا صباح الجمعة وإن قوات موالية للحكومة تقدمت كثيرا في بلدة حزة بعد منتصف الليل.

وقال متحدث باسم جماعة فيلق الرحمن الخميس إنه تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار من حيث المبدأ.

ويعد هجوم الجيش السوري على الغوطة الشرقية، آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، واحدا من أعنف الهجمات خلال الحرب السورية.

ولم يتبق في يد المعارضة من الغوطة الشرقية سوى مدينة دوما التي تسيطر عليها جماعة جيش الإسلام وجيب آخر يضم عين ترما وعربين وزملكا يخضع لسيطرة جماعة فيلق الرحمن.

وانسحب مقاتلو جماعة أحرار الشام الخميس من مدينة حرستا التي كانت ثالث منطقة في يد المعارضة بالغوطة الشرقية. واستقل المقاتلون حافلات حكومية ونقلوا إلى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا.

ومن المتوقع أن تغادر مجموعة أخرى من المقاتلين الجمعة منطقة حرستا.

وقال المرصد إن ضربات جوية استهدفت أيضا مدينة دوما الخاضعة لسيطرة جماعة جيش الإسلام الجمعة وإن هناك اشتباكات بين مقاتلين والقوات الموالية للحكومة.

ووصلت الحافلات التي تقلّ مقاتلين معارضين ومدنيين تم إجلاؤهم من حرستا في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة وهيئة تحرير الشام(جبهة النصرة سابقا).

وفي أول عملية إجلاء من الغوطة الشرقية، خرج الثلاثاء 1580 شخصاً بينهم أكثر من 400 مقاتل من حركة أحرار الشام.

وشوهد في منطقة قلعة المضيق في محافظة حماة والتي تشكل نقطة عبور بين مناطق سيطرة قوات النظام ومناطق سيطرة الفصائل المعارضة، حافلات تقلّ مقاتلين ومدنيين تجمع حولها عناصر من الدفاع المدني التابع للمعارضة والهلال الأحمر السوري.

ولم يُسمح للمقاتلين بدخول مخيم في قرية معرّة الاخوان في ريف إدلب الشمالي، لأنه مخصص للمدنيين فيما دخلت عوائلهم فقط.

وفي عمليات إجلاء سابقة، انتقلت أعداد كبيرة من المدنيين والمقاتلين الذين تم إخراجهم من مناطقهم إلى مخيمات في ادلب، ومنهم من بقي فيها ومنهم من غادرها لاحقا. ويختار بعض المقاتلين ترك السلاح فيما ينضم آخرون إلى فصائل متواجدة في المنطقة.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب في نهاية العام 2016.

وتشنّ قوات النظام منذ 18 شباط/فبراير هجوما عنيفا على الغوطة الشرقية بدأ بقصف عنيف ترافق لاحقا مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من ثمانين في المئة من هذه المنطقة التي تتعرض منذ 2012 لحصار وقصف جوي منتظم تسبب بمقتل الآلاف.