ضابط فرنسي بمرتبة بطل في عملية احتجاز الرهائن

بلترام تلقى تدريبات حول التعامل مع اطلاق نار داخل متجر

باريس - أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب السبت وفاة اللفتنانت كولونيل في الدرك الذي حل محل رهينة أفرج عنها خلال عملية احتجاز رهائن في جنوب شرق فرنسا تبناها تنظيم الدولة الإسلامية الجمعة.

وكتب الوزير على حسابه على تويتر، \"لقد غادرنا اللفتنانت كولونيل أرنو بلترام. لقد مات في سبيل وطنه. فرنسا لن تنسى أبداً بسالته\".

وكان الرئيس الفرنسي اعلن ان بين جرحى الاعتداء الجهادي على متجر في جنوب غرب فرنسا شرطي بادل نفسه برهينة قبل ان يصاب برصاص المسلح الذي كان يحتجز الرهائن، وهو الآن بين الحياة والموت في احدى المستشفيات.

وقال ماكرون خلال خطاب تلفزيوني ان الشرطي \"أنقذ ارواحا وشرّف زملاءه وبلده\".

والضابط القتيل كان واحدا من مجموعة من رجال الشرطة الذين هرعوا الى مكان الحادث في بلدة تريب الهادئة بعد ان اقتحم المهاجم الذي بايع تنظيم الدولة الاسلامية متجرا فيها وبدأ باطلاق النار على المتسوقين والموظفين قبل اخذهم رهائن.

وقال كولومب من موقع الحادث ان فريقا من الشرطة تدخل بسرعة بعد عملية احتجاز الرهائن حوالي الساعة 11 صباحا.

واضاف \"نجحوا في اخراج بعض الاشخاص\"، مضيفا ان المهاجم ابقى على امرأة كدرع بشري.

بلترام عرض لاحقا ان يحل مكان المرأة الرهينة وبعد عملية الاستبدال بقي محاصرا مع لقديم في الوقت الذي استمرت في المفاوضات لانهاء العملية.

وقال كولومب ان بلترام \"ترك هاتفه على الطاولة\" كي يتسنى للشرطة التي حاصرت المبنى التنصت على ما يحدث داخل المتجر.

وتابع \"عندما سمعنا صوت طلقات نارية تدخلت قوة النخبة في الشرطة\"، مثنيا على \"شجاعة\" بلترام و\"العمل البطولي الذي قام به\".

وجرح شرطي من فرقة التدخل السريع ايضا اثناء عملية تحرير الرهائن.

وبلترام متزوج من دون اولاد وشارك مؤخرا في كانون الاول/ديسمبر في تدريبات في كركاسون حول كيفية التعامل مع اطلاق نار داخل متجر.

من المخدرات الى التطرف

تميز ماضي رضوان لقديم (25 عاما) الذي قتل ثلاثة اشخاص الجمعة في جنوب فرنسا قبل ان تقتله الشرطة، بانحرافات بسيطة، مع مراقبة الاستخبارات له لفترة من الزمن بسبب شكوك حول تشدده، قبل ان يقرر التحرك كجهادي.

وقال احد جيرانه طالبا عدم الكشف عن اسمه \"كان صبيا من دون مشاكل وعائلته بسيطة عادية. كان يرخي لحيته وعاطلا عن العمل\".

وكان هذا الفرنسي من اصل مغربي يعيش مع اسرته في حي اوزانام الشعبي الواقع على بعد مئات الامتار من مدينة كاركاسون وعلى مقربة من ثكنة للشرطة.

هو من مواليد 1992 في تازا في المغرب. وقد كبّر قبل ان ان يقتحم كـ\"جندي\" في تنظيم الدولة الاسلامية سوبرماركت في بلدة تريب قرب كاركاسون حيث اتخذ رهائن. وسارع التنظيم الجهادي الى تبني مسؤولية الاعتداء عبر وسيلته الدعائية.

وخلال عملية اخذ الرهائن اتصل بوالدته التي سارعت الى ابلاغ شقيقاته اللواتي سارعن الى المكان، حسب مصدر مقرب من التحقيق.

وقال مدعي عام الجمهورية في باريس فرنسوا مولينز ان المهاجم كان مصنفا في فئة \"اس\" منذ العام 2014 وهي الحرف الاول من تعبير \"امن الدولة\"، بسبب علاقاته بـ\"التيارات السلفية\".

واضاف مولينز في مؤتمر صحافي عقده في كاركاسون \"عام 2016 ثم 2017 راقبته اجهزة الاستخبارات بدقة من دون ان يتيح ذلك الكشف عن اي اشارة قد تدل على عزم على الانتقال الى ارتكاب عمل ارهابي\".

كما اوضح انه لا توجد معلومات تشير الى انه كان يعتزم التوجه الى سوريا.

من جهته قال وزير الداخلية جيرار كولمب \"كان معروفا بارتكابه اعمالا انحرافية بسيطة واعتقدنا انه لا توجد اشارات الى تشدد\" قبل ان يعلن بان الجاني تحرك بـ\"مفرده\".

وقتل رضوان لقديم بعد ان اقتحمت فرقة نخبة للشرطة مكان تواجده.

وتبين ان سجله لا يتضمن سوى مخالفات تدخل في اطار الحق العام وليست ارهابية.

وقد حكم عليه المرة الاولى في التاسع والعشرين من ايار/مايو 2011 في كركاسون بالسجن لشهر مع وقف التنفيذ لحمله سلاحا محظورا.

ثم حكم عليه مرة جديدة في السادس من اذار/مارس 2015 بالسجن لشهر لاقتنائه مخدرات. وامضى عقوبة السجن في آب/اغسطس 2016 في سجن في كاركاسون، حسب ما روى مولينز.

واوضح مولينز ايضا ان رفيقة للجاني كانت تعيش معه اوقفت مساء الجمعة بتهمة \"المشاركة في عصابة اشرار لها علاقة بمنظمة ارهابية اجرامية\".