قتيل في السعودية بعد هجوم حوثي بسبعة صواريخ باليستية

هجمة غير مسبوقة

الرياض - اعترضت الدفاعات الجوية السعودية سبعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون من اليمن وأدى سقوط شظايا إلى مقتل مصري ليصبح أول قتيل يسقط في العاصمة الرياض خلال الحملة العسكرية التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ ثلاث سنوات.

وقال التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية إن القوات السعودية دمرت ثلاثة صواريخ فوق شمال شرق الرياض قبل منتصف الليل مباشرة فضلا عن صواريخ أخرى أطلقت باتجاه نجران وجازان وخميس مشيط في جنوب المملكة.

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي قوله إن سقوط إحدى الشظايا على منزل سكني تسبب "في استشهاد مقيم وإصابة اثنين آخرين جميعهم من الجنسية المصرية".

وسمع شهود في العاصمة السعودية دويا هائلا ورأوا دخانا. وذكر شاهد أنه رأى شعاعا طويلا من الضوء تبعته انفجارات.

وفي حي الملقا تجمع أفراد الطوارئ قرب فتحة في الأرض وتفقدوا الزجاج المهشم في المنازل المجاورة.

وهذا هو ثالث هجوم في خمسة أشهر يشهد إطلاق صواريخ صوب الرياض في الوقت الذي يكثف فيه الحوثيون جهودهم لإظهار أن بإمكانهم الوصول إلى العاصمة السعودية مما يهدد بتصعيد التنافس في المنطقة بين إيران والسعودية.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديرها الحوثيون إن القوة الصاروخية للجماعة استهدفت مطار الملك خالد الدولي بالرياض "بصاروخ بركان تو إتش".

وأضافت الوكالة أن الجماعة أطلقت أيضا أنواعا أخرى من الصواريخ على مطارات في مدن أبها وجازان ونجران بجنوب السعودية.

وقبل ذلك، هدد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في كلمة تلفزيونية باستهداف السعودية بـ"منظوماتنا الصاروخية التي تخترق كل وسائل الحماية للعدو وبطائراتنا المسيرة التي تصل إلى مدى بعيد وبتفعيل غير مسبوق لمؤسساتنا العسكرية".

ويتلقى الحوثيون دعما وتسليحا من ايران.

ودعت بريطانيا الأحد ايران الى "الكف عن ارسال اسلحة" الى الحوثيين واستخدام نفوذها بدلا من ذلك في سبيل إنهاء النزاع الدائر في هذا البلد.

وقال وزيرا الخارجية والتنمية الدولية بوريس جونسون وبيني موردونت في بيان مشترك بمناسبة مرور ثلاثة اعوام على بدء التحالف العربي بقيادة السعودية مشاركته العسكرية ضد المتمردين في اليمن انه "إذا كانت إيران صادقة في التزامها دعم الحل السياسي في اليمن -كما صرحت بذلك علناً- فعليها التوقف عن إرسال أسلحة تطيل أمد الصراع وتذكي التوترات الاقليمية وتشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين".

وأضاف الوزيران في بيانهما "نحن نتساءل لماذا تنفق إيران عائدات كبيرة في بلد لا تربطها به صلات أو مصالح تاريخية حقيقية، بدلا من ان تستخدم نفوذها لإنهاء النزاع لما فيه مصلحة الشعب اليمني".

وتابع الوزيران البريطانيان في بيانهما "نحن ندعم جهود التحالف الذي تقوده السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، بحسب ما أقره مجلس الأمن الدولي".

وفي ايلول/سبتمبر 2014 طرد الحوثيون القوات الموالية للحكومة اليمنية من صنعاء وسيطروا على العاصمة ومناطق عدة من البلاد.

واستدعى ذلك تدخل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في 26 اذار/مارس 2015 دعما لسلطة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، في مواجهة المتمردين الحوثيين الشيعة الموالين لايران.

وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 9300 شخص واصابة 53 ألفا على الاقل، ووضع البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 27 مليون نسمة على حافة المجاعة.

وكان تقرير أعده خبراء تابعون للامم المتحدة خلص الى ان ايران لم تمنع وصول صواريخ بالستية الى المتمردين في اليمن.

وشن التحالف الذي تقوده السعودية ويضم دولا خليجية عمليات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن في مارس/آذار 2015 بعد أن سيطر الحوثيون المتحالفون مع إيران على العاصمة اليمنية صنعاء مما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي على مغادرة البلاد.

وقتل في الصراع اليمني ما يربو على عشرة آلاف شخص فضلا عن تشريد أكثر من مليونين مما أدى إلى أزمة إنسانية في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وأصيب نحو مليون شخص بالكوليرا.