أوروبا تعاقب روسيا دبلوماسيا بسبب حادثة سكريبال

تكالب لعقاب روسيا

بروكسل - أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن أربع عشرة دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي قررت طرد دبلوماسيين روس بعد تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا، فيما تعهدت مسكو بالرد بالمثل على الجميع.

وقال توسك الاثنين من فارنا في بلغاريا حيث سيشارك في اجتماع لمسؤولي الاتحاد الأوروبي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بطريقة ملموسة، قرر 14 بلدا من الاتحاد الأوروبي طرد دبلوماسيين روس". وأضاف أن "تدابير إضافية تتضمن عمليات طرد جديدة ليست مستبعدة في الأيام المقبلة والأسابيع المقبلة".

وطردت ألمانيا أربعة دبلوماسيين روس في إطار قضية تسميم العميل الروسي في بريطانيا حسب أعلنت وزارة الخارجية الاثنين.

وقالت الوزارة إن الحكومة الألمانية طلبت من أربعة دبلوماسيين روس مغادرة جمهورية ألمانيا الاتحادية خلال مهلة سبعة أيام" موضحة أن القرار اتخذ بالتشاور مع الاتحاد الأوروبي والحلفاء في حلف شمال الأطلسي.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان إن "هجوم سالزبري أحدث صدمة في الاتحاد الأوروبي. للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية يتم استخدام سلاح كيميائي في أوروبا".

وأضاف "من الواضح أن مثل هذا الهجوم لا يمكن أن يبقى بدون عواقب". وقال إن برلين مثل شركائها الأوروبيين تأخذ على موسكو عدم مساهمتها في توضيح ملابسات التسميم الذي حصل في سالزبري في 4 آذار/مارس، حتى الآن. وقال إن "مسؤولية روسيا في هذه القضية مرجحة جدا".

كما أعلنت فرنسا الاثنين طرد أربعة دبلوماسيين روس تضامنا مع بريطانيا في نفس القضية.

وقال وزير الخارجية جان ايف لودريان في بيان "أبلغنا اليوم السلطات الروسية قرارنا طرد أربعة موظفين روس لديهم وضع دبلوماسي من الأراضي الفرنسية في مهلة أسبوع".

وتأتي هذه الخطوة بعد كلمة ألقتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في قمة مع زملائها من الاتحاد الأوروبي في بروكسل حثتهم فيها على دعم بريطانيا في استنتاجها بأن روسيا هي المسؤولة عن الهجوم.

واصدرت دول الاتحاد الـ28 بيانا قالت فيه إنها توافق على ترجيح وقوف روسيا وراء تسميم الجاسوس سيرغي سكريبال وابنته يوليا في الرابع من آذار/مارس في مدينة سالزبري الانكليزية، وأمرت باستدعاء سفير الاتحاد في موسكو.

وأعلنت أوكرانيا هي الأخرى الاثنين عن طرد 13 دبلوماسيا روسيا كإجراء عقابي في ذات القضية.

وقال الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو في تصريح بثه مكتبه الإعلامي "في إطار التضامن مع شركائنا البريطانيين وحلفائنا عبر الأطلسي وبالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي، اتخذت أوكرانيا قرار طرد 13 دبلوماسيا من أراضيها".

هذا وانضمت إستونيا وهولندا والدنمرك إلى قائمة الدول الغربية التي قررت طرد دبلوماسيين روس بسبب هجوم بغاز أعصاب وقع في بريطانيا وألقت لندن باللوم فيه على موسكو.

وقال وزير خارجية إستونيا سفين ميكسر في مؤتمر صحفي "بعد ظهر اليوم استدعينا السفير الروسي وأعطيناه مذكرة تفيد بضرورة رحيل الملحق العسكري بالسفارة من البلاد".

وأضاف "أفعاله لا تتماشى مع معاهدة فيينا".

كما قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الاثنين إن هولندا ستطرد اثنين من الدبلوماسيين الروس بسبب هجوم غاز الأعصاب الذي وقع في سالزبري بانجلترا هذا الشهر.

وقالت الحكومة إنه سيكون على الدبلوماسيين، اللذين يعملان ضابطي مخابرات في السفارة الروسية في لاهاي، مغادرة الدولة خلال أسبوعين.

كما أعلنت الدنمرك طرد اثنين من الدبلوماسيين الروس تضامنا مع بريطانيا.

وقال وزير الخارجية اندرز سامويلسن للصحفيين "التفسيرات الروسية للحادث تخيلية وعدد منها متناقض وهي على الأرجح ستارة دخان لبث الشكوك".

وفي المقابل قالت وكالة الإعلام الروسية الاثنين نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية إن موسكو سترد بالمثل وخلال أيام على قرار دول بالاتحاد الأوروبي طرد دبلوماسيين روس.

وأضاف المصدر "سيكون الرد متناسبا. سنفكر فيه خلال الأيام المقبلة وسنرد على كل دولة".

أشادت المملكة المتحدة الاثنين ب "الرد الدولي الرائع" على تسميم جاسوس روسي مزدوج سابق على أراضيها وابنته لوليا.

وكتب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في تغريدة "إن الرد الرائع لحلفائنا يشكل اكبر عملية طرد لضباط استخبارات روس في التاريخ وسيتيح الدفاع عن أمننا المشترك".

وطردت لندن 23 دبلوماسيا روسيا وأعلنت تجميد العلاقات الثنائية. وردت روسيا التي تنفي مسؤوليتها عن تسميم العميل السابق بطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا ووقف أنشطة المجلس الثقافي البريطاني.