الأسد يخطط لاستنساخ سيناريو الغوطة في دوما

دمشق تضع اتفاق دوما على حافة الانهيار

بيروت - استهدفت ثماني غارات جوية على الأقل مدينة دوما، آخر جيب للمعارضة في الغوطة الشرقية الجمعة ولأول مرة منذ بدء المحادثات من أجل إجلاء المقاتلين قبل عشرة أيام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الطيران السوري نفذ ضربات ردا على إطلاق الفصائل المعارضة صواريخ على العاصمة دمشق.

ويبدو أن النظام السوري يسعى لتكثيف الضغط العسكري على فصائل المعارضة في دوما على غرار ما فعل في الغوطة الشرقية حيث أثمرت أعنف موجة قصف إلى دفع مسلحي المعارضة للقبول باتفاق الخروج من آخر أهم معاقلهم في محيط دمشق.

ولم يكن قصف دوما بالحدة التي كان عليها الوضع في الغوطة الشرقية، إلا أنه قد يكون رسالة تحذيرية للفصائل السورية التي ترفض اتفاقا على خروج آمن من المنطقة.

وقال مصدر عسكري سوري إن مسلحي جيش الإسلام قصفوا المدنيين عند ممر مخيم الوافدين وفي ضاحية الأسد بعد عرقلة اتفاق دوما. واتهمهم بعرقلة اتفاق دوما وبرفض اخراج المختطفين.

وبرر تنفيذ الطيران الحربي السوري سلسلة غارات جوية بالقول إنها كانت ردا على مصادر النيران بأكثر من 20 غارة جوية.

وقتل ما لا يقل عن أربعة مدنيين وأصيب 25 بجروح الجمعة في الغارات على مدينة دوما، آخر جيب للمعارضة قرب دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن \" 12 غارة استهدفت عدة مواقع في مدينة دوما وأسفرت عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة 25 آخرين بجروح\".

ووقعت الغارات غداة تعليق عمليات إخراج المقاتلين من دوما بسبب انقسامات داخلية في صفوف جيش الإسلام البالغ عديده نحو عشرة آلاف مقاتل يسيطرون على دوما، إذ يرفض جناحه المتشدد اتفاق الإجلاء.

ودخلت نحو عشرين حافلة استأجرها النظام إلى دوما، لكنها عادت أدراجها وتوقفت مع حافلات أخرى عند أطراف المدينة.

ولم يدل جيش الإسلام بأي تعليق علنا على موضوع الاتفاق الذي أعلنه الاعلام الرسمي السوري.

وقد خرج حوالى أربعة آلاف من مقاتليه وأفراد عائلاتهم منذ الاثنين إلى شمال سوريا غير أن الفصيل يلزم الصمت حول عمليات الإجلاء.

وكانت موسكو توصلت في مطلع أبريل/نيسان لاتفاق مع جيش الاسلام في دوما يقضي بإخراج مسلحيه من المدينة إلى جرابلس في شمال سوريا. وتخضع جرابلس لسيطرة فصائل سورية مسلحة تدعمها تركيا.

وتأتي هذه التطورات بينما قال رئيس مركز المصالحة الروسي يوري يفتوشينكو، إن \"الفصائل المسلحة الخارجة عن القانون جنوب سوريا تحضر لسلسلة من الاستفزازات، بما فيها استعمال مواد سامة\".

وتابع \"وفق المعطيات التي حصل عليها من مسلحي جيش أحرار الشام الذين انتقلوا إلى جانب الحكومة، فإن المجموعات المسلحة جنوب سوريا تحضر لسلسلة من الاستفزازات، بما في ذلك باستخدام مواد سامة\".

وأضاف أن قادة أحرار الشام (جبهة النصرة سابقا) والجيش السوري الحر خططوا لتفجير ذخائر كيماوية محشوة بالكلور يدوية الصنع في مدينة درعا الواقعة بجنوب سوريا وفي مناطق أخرى.

كما أكد أن المسلحين يخططون لتصوير عواقب الاستخدام المزعوم لأسلحة كيماوية لاتهام القوات الحكومية بقتل المدنيين اضافة إلى تبرير أفعالهم بخرق الهدنة في درعا.

وحسب المسؤول الروسي فإن تجهيزات تصوير الاستفزازات باستعمال الهجمات الكيماوية في سوريا وصلت ويجري تحضيرها.