أردوغان يوظف هجوم دوما في مزايدة سياسية وتصفية حسابات

أردوغان يستثمر مأساة السوريين لرفع اسهم شعبيته

سيعرت (تركيا) قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد مخاطبا الدول الغربية \"أيها الغرب، متى ستلتفت إلى النساء والأطفال الذين يُقتلون في الغوطة الشرقية حتى نقول عنك إنك تتصرف بعدل\".

وفي كلمة له أمام المؤتمر الاعتيادي لحزب العدالة والتنمية في ولاية سيعرت جنوب شرقي تركيا، أضاف أردوغان مخاطبا الغرب \"إن دماء الأبرياء الذين اكتفيتم بمشاهدتها، تلطخت بها وجوهكم وأيديكم وتاريخكم ومستقبلكم. ولا يحق لهذه الدول (الغربية) أن تشتكي من الإرهاب والأعمال والمنظمات الإرهابية\".

وتابع \"تبا للذين حوّلوا المأساة الحاصلة في منطقتنا إلى مطية لتجّار أسلحتهم ولمصالحهم السياسية الداخلية، وتبّا لما يفهمونه من الديمقراطية والدبلوماسية وحقوق الإنسان\".

وأضاف \"نقول لمن يتحدثون معنا بلسان الإرهابيين فلتذهبوا إلى الجحيم\".

وانتقد أردوغان بشدة الهجوم السوري على مدينة دوما والذي يشتبه بأنه هجوم كيمياوي أسفر عن مقتل العشرات.

ويستغل الرئيس التركي عادة مثل هذه الأحداث لرفع أسهم شعبيته وأيضا لتصفية حسابات مع الدول الغربية التي انتقدت بشدة هجوم تركيا على عفرين وعدة مناطق بشمال سوريا في عملية عسكرية واسعة قتل فيها المئات من المدنيين والمسلحين الأكراد.

وأتاح الهجوم السوري على دوما فرصة لا يمكن لأردوغان أن يفوّتها في سياق دعاية مكشوفة لشخصه ولحزبه فيما يشن جيشه عملية في شمال سوريا بذريعة مكافحة الإرهاب بينما خلفت مئات القتلى.

ورغم فظاعة الهجوم السوري على الغوطة الشرقية عموما، يبدو الموقف التركي أقرب للمزايدة في ظل ارتكاب تركيا ذاتها جرائم في سوريا تحت مسمى مكافحة الإرهاب.

والسبت، قتل عشرات المدنيين وأصيب المئات جراء هجوم كيمياوي شنه النظام السوري على دوما في غوطة دمشق الشرقية وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا.

وفيما يتعلق بعملية غصن الزيتون قال أردوغان إن عدد من تم تحييدهم منذ بدء العملية في عفرين السورية وصل إلى 4017 إرهابيا. وتصنف تركيا على التنظيمات الكردية السورية تنظيمات ارهابية.

وجاءت انتقادات أردوغان للغرب فيما أدانت تركيا بشدّة الهجوم على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، مشيرة لوجود \"شبهات قوية حول تنفيذه من جانب النظام السوري الذي يمتلك سجلا حافلا باستخدام أسلحة كيميائية\".

وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان لها، أن الخارجية عَلِمَت بقلق عميق بأنباء مقتل عدد كبير من المدنيين جراء الهجوم الجديد الذي شهدته سوريا مساء السبت والذي استخدمت فيه أسلحة كيميائية.

وأضاف البيان أن هجوم دوما يؤكد مرة أخرى على تجاهل النظام السوري لقرارات مجلس الأمن الدولي 2118 و2209 و2235.

كما أكّد البيان على ضرورة إظهار المجتمع الدولي ردة فعل في مواجهة الهجوم وبدء المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على الفور إجراء تحقيقات في هجوم دوما.

ودعت الخارجية التركية الأطراف المؤثرة على النظام السوري إلى وقف هذه الهجمات الوحشية التي تكررت لعدم اتخاذ التدابير اللازمة سابقا والتي تستهدف المدنيين دون تمييز وتشكل جرائم ضد الإنسانية.

كما دعت الخارجية تلك الأطراف لتحمل مسؤولياتها لضمان اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع مرتكبي ذلك الهجوم من الإفلات من العقاب.

وخلال الأسبوع الماضي، غادر آلاف الأشخاص وبينهم مقاتلون من المعارضة وأسرهم الغوطة إلى مناطق في محافظات حلب وإدلب وحماة بعد نحو شهرين من حملة عنيفة شنتها قوات النظام بدعم روسي استخدمت خلالها قنابل حارقة وغازات سامة.

وبدأت قوات النظام الجمعة شن هجمات جوية وبرية عنيفة على دوما، آخر مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة.

وكانت مصادر محلية قاتل إن سبب استئناف النظام لهجماته هو فشل روسيا وفصيل جيش الإسلام المنتشر بالمدينة في التوصل لاتفاق حول الهدنة والإجلاء كما حصل مع باقي مناطق الغوطة.

لكن دمشق أعلنت الأحد أنه تم التوصل لاتفاق جديد على خروج مسلحي جيش الاسلام من دوما.