واشنطن لا تستبعد الاشتباك المباشر مع الروس في سوريا

ترامب: الصواريخ آتية

واشنطن (الولايات المتحدة) - أعلن البيت الابيض الأربعاء ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يحمل الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه الروس مسؤولية هجوم كيميائي مفترض ادى الى مقتل اكثر من 40 شخصا، دون استبعاد حصول اشتباك عسكري مباشر مع روسيا.

ورفضت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز ما اعلنته روسيا من ان الهجوم في دوما قد يكون تم اختلاقه، مشيرة الى ان ترامب لا يزال يدرس الخيارات العسكرية للرد على الهجوم.

وقالت ساندرز إن "المعلومات الاستخبارية تعطي بالتأكيد صورة مغايرة"، وذلك في معرض تعليقها على رواية الكرملين للهجوم المفترض.

وأضافت إن "الرئيس يحمّل الاسد والروس مسؤولية الهجوم بالاسلحة الكيميائية".

وتفيد تقارير بان ترامب يدرس خيار شن ضربات بواسطة صواريخ ضد منشآت مرتبطة بانتاج وتسليم غازي الكلور والسارين او مركّبات تشبه غاز السارين.

الا ان عددا كبيرا من المنشآت العسكرية السورية الحساسة محمية بواسطة منظومات دفاع صاروخي روسية او موجودة داخل قواعد يوجد فيها عسكريون روس وايرانيون وسوريون.

ولم تستبعد ساندرز احتمال حصول اشتباك عسكري مباشر مع روسيا مع ما يعنيه ذلك من مواجهة بين القوتين النوويتين العظميين.

وعلى الرغم من اعلان ترامب على تويتر الاربعاء أن "الصواريخ آتية" الى سوريا ردا على الهجوم الكيميائي المفترض، قالت ساندرز إن "القرارات النهائية بهذا الشأن لم تتخذ بعد".

ووصل الى البيت الابيض في وقت سابق الاربعاء وزير الدفاع جيمس ماتيس وقادة عسكريون مسؤولون عن المنظومة البحرية الاميركية للدفاع الصاروخي "ايجيس" لبحث الخيارات المتاحة ومحاولة الخروج بقرارات.

الى ذلك، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حكومتها لاجتماع طارئ الخميس لمناقشة رد فعل لندن على الهجوم الكيميائي المفترض في سوريا، بحسب ما اعلنت الاربعاء رئاسة الحكومة البريطانية.

وقالت متحدثة باسم رئاسة الحكومة ان ماي قررت دعوة الوزراء الى لندن "لمناقشة الرد على الاحداث التي شهدتها سوريا".

وكانت ماي قالت الاربعاء ان "استخدام الاسلحة الكيميائية لا يمكن ان يمر بدون محاسبة. سنعمل مع حلفائنا المقربين على كيفية ضمان محاسبة المسؤولين".

واضافت رئيسة الوزراء البريطانية "نعمل مع حلفائنا وشركائنا لنصل بسرعة الى تفاهم حول ما حدث على الارض. وجميع المؤشرات تدل على ان النظام السوري مسؤول" عن الهجوم الكيميائي المفترض.

وكانت ماي دعت الاثنين الى "محاسبة" نظام الأسد وداعميه وفي طليعتهم روسيا، في حال ثبت وقوع هجوم كيميائي في دوما، آخر جيب لفصائل المعارضة السورية قرب دمشق.

من جهته، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الأربعاء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي "تجنب خروج الوضع في سوريا عن السيطرة"، معربا عن "قلقه العميق بشأن المأزق الراهن".

وقال غوتيريش في بيان "اليوم، اتصلت بسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) لكي أكرر قلقي العميق بشأن مخاطر المأزق الحالي، وأشدد على ضرورة تجنب خروج الوضع عن السيطرة".

وأضاف "أتابع من كثب التطورات في مجلس الأمن، وآسف لأن المجلس لم يتمكن حتى الآن من التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة".

وتابع "دعونا لا ننسى أنه، في نهاية المطاف، يجب أن تنصبّ جهودنا على إنهاء المعاناة الرهيبة للشعب السوري".

واستخدمت روسيا الثلاثاء حق الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع قرار اميركي يقضي بانشاء آلية تحقيق حول استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، بينما أفشلت واشنطن وحلفاؤها مشروعي قرارين بديلين طرحتهما موسكو، لتتعمق بذلك الانقسامات بين اعضاء المجلس حول النزاع السوري وترتسم أكثر فأكثر معالم ضربة عسكرية غربية وشيكة لدمشق.