حادث تحطم الطائرة الجزائرية يسلط الضوء على تقادم الأسطول

أسوأ حادث جوي في تاريخ الجزائر

الجزائر – تحقق السلطات الجزائرية في أسباب حادث تحطم الطائرة العسكرية ايليوشين-76 ومقتل الـ257 شخصا كانوا على متنها ومعظمهم عسكريون، إلا أن الجزائر تختار عادة التكتم على التحقيقات ونتائجها.

لكن يرّجح البعض أن يكون من بين اسباب تحطم الطائرة العسكرية مشاكل في الصيانة وتقادم الأسطول الجوي العسكري الجزائري الذي يغطي مساحات كبيرة ممتدة على طول الجزائر.

وتسلط الحادثة المأساوية الضوء على مسألة تقادم الأسطول الجوي التابع للجيش الجزائري وأيضا غياب أو قلة صيانة الطائرات المتقادمة، وهو أمر يطرح علامات استفهام كبيرة في الوقت الذي تواجه فيه الجزائر تحديات أمنية في الداخل وعلى حدودها الطويلة مع دول تنشط فيها جماعات ارهابية مثل ليبيا ومالي وتونس وان تفاوتت درجة خطورة الإرهاب العابر للحدود من دولة إلى أخرى.

وغداة الحادث الذي أسفر عن مقتل 257 كانوا على متن الطائرة بينهم 10 من الطاقم و26 من الصحراويين، وهو الحادث الأقسى في تاريخ الجزائر، ركزت الصحافة المحلية عناوينها الخميس على \"مأساة\" أدخلت البلاد في \"حالة صدمة\".

وغطت الصور الكبيرة للأجزاء المتفحمة للطائرة ايليوشين-76 للجيش الجزائري التي تحطمت الأربعاء لدى الاقلاع، القسم الأكبر من الصفحات الأولى لأبرز الصحف اليومية.

\"مأساة\"، هذا ما عنونت به صفحتها الأولى صحيفة \"ليبرتيه\" التي تصدر باللغة الفرنسية مع شريط أسود.

واستعادت صحيفة \"المجاهد\" اليومية الرسمية على صفحتها الأولى كلمات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، فعنونت \"شهداء الواجب الوطني\".

ونشرت \"الشروق\"، إحدى أبرز الصحف اليومية العربية، سيرا مقتضبة وصورا لعدد كبير من الضحايا والعسكريين النظاميين أو المتطوعين ولاسيما قبطان الطائرة اسماعيل دوسن.

وذكرت صحيفة \"الوطن\" بالفرنسية أن الطيار \"قد تجنب الأسوأ\". ونقل عدد كبير من الصحف اليومية عن شهود قولهم إن الطيار قد حرف الطائرة للحؤول دون تحطمها فوق منازل.

وكتبت \"الأخبار\"، الصحيفة الأخرى العربية، إن \"قائد الطائرة قد أنقذ مئات الأشخاص من موت محتم\".

ولم يتطرق أي عنوان إلى الأسباب الممكنة للحادث، لكن عددا كبيرا منها يشير إلى تقادم طائرات الجيش الجزائري وصيانتها.

وذكّرت \"الوطن\" بأن \"طائرات سلاح الجو التي تستخدم أحيانا رغم تقادمها، تغطي أرضا مترامية تفوق حدودها 6000 كيلومتر\".

واعتبرت \"الأخبار\" أن مختلف الحوادث التي سبقت مأساة الأربعاء نجم \"معظمها عن سوء صيانة الأسطول الجوي\".

وقال موقع \"كل شيء حول الجزائر\" الالكتروني الاخباري \"لا شك في أن ظروف المأساة ستكون موضوع نقاش وستذكر بالسلامة الجوية وبحالة الأسطول وعمره وظروف نقل القوات\".

وأوضحت \"الحرية\" أن قليلا \"جدا من المعلومات قد تسرب أو لم يتسرب أي شيء حول التحقيقات\" المتعلقة بالحوادث الجوية السابقة.

وأعلنت الجزائر، حدادا لثلاثة أيام على أرواح ضحايا الطائرة العسكرية التي تحطمت صباح الأربعاء بشمالي البلاد.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أقر حدادا لثلاثة أيام على أرواح الضحايا، اعتبارا من الأربعاء إلى جانب صلاة الغائب غدا الجمعة.

وتوالت برقيات التعازي الرسمية من رؤساء ورؤساء حكومات وملوك على الرئيس بوتفليقة وأعضاء حكومته والشعب الجزائري. وعلقت الأحزاب السياسية الجزائرية أنشطتها.