مهمة صعبة تنتظر خبراء الأسلحة الكيميائية في دوما

صعوبات بالجملة أمام الخبراء

لاهاي - من المقرر أن يبدأ مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عملهم في دوما قرب العاصمة السورية السبت.

وتنتظر لجنة الخبراء مهمات صعبة جدا بالإضافة إلى جمع العينات حيث سيبحثون عن أدلة أخرى تساعد في تحديد ما إذا كانت مواد سامة محظورة قد استخدمت في هجوم السابع من أبريل نيسان.

وليس من شأن بعثة تقصي الحقائق هذه أن تلقي باللائمة على أي طرف.

وقال خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الجمعة ، إنه لن تكون هناك نتائج سريعة للتحقيق في مزاعم هجوم بغاز سام في سوريا.

ومن المؤكد أن يستمر التحقيق، الذي يجريه فريق من المنظمة الدولية في مدينة دوما، الواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة السورية دمشق، عدة أيام.

و بعد ذلك، يمكن أن يستغرق التحليل المختبري للعينات أسبوعين آخرين، وفق ما صرح به الكيميائي الألماني رالف.

العينات

تعترض خبراء المنظمة الاممية أولوية قصوى تتمثل في جمع العينات سواء البيئية مثل التربة، أو العضوية مثل الدم من الضحايا، أو من مكان الهجوم.

ويتم إرسال العينات إلى المعمل الرئيسي لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية في هولندا ومن ثمة يجري تقسيم العينات بشكل عام إلى أربعة أجزاء في بعض الحالات، ثم ترسل إلى معامل وطنية مستقلة تعمل مع المنظمة.

ويقيد المفتشون بمعايير صارمة تتطلب وجودهم عند أخذ العينات، ومن الضروري أن تبقى تلك العينات في حوزتهم.

وفي الماضي عمل مفتشو المنظمة مع طاقم طبي من منظمة الصحة العالمية أخذوا العينات من الضحايا وقدموا الشهود. ويمكن أن تكون العينات العضوية دما أو بولا أو خلايا.

الأدلة

عندما تؤخذ العينات البيئية من دوما سيكون قد مر أسبوع على الهجوم المزعوم. وسيصعب هذا جمع أدلة أكثر مما يتيحه مسرح جريمة عادي تصل إليه السلطات غالبا في غضون ساعات.

وسيعمل فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي وصل دوما على دفعتين الخميس والجمعة بأسرع ما يمكن لجمع أي عينات من غاز الكلور أو السارين وهما اللذان تأكد سابقا استخدامهما في الحرب الأهلية السورية، وكذلك جمع عينات من أي مواد كيماوية سامة أخرى.

ويتطاير الكلور بسرعة فائقة، وفي بعض الحالات لا يتبقى له أثر بعد يوم. ويمكن العثور على مركبات كيمائية أخرى مثل السارين بعد أيام أو حتى أسابيع من استخدامها.

وسيبحث المفتشون أيضا عن أدلة أخرى مثل شظايا أسطوانات الغاز أو الصواريخ أو القنابل وأماكن الضربات والحفر التي أحدثتها ويلتقطون صورا وتسجيلات مصورة لها.

وفي الغالب تحتوي الوسائل المستخدمة في نقل الأشياء على آثار المواد الكيماوية.

الشهود

تحدث الشهود عن سماع أصوات سقوط البراميل المتفجرة من الجو. واستخدمت تلك البراميل على نطاق واسع في الحرب السورية، ووثقت ذلك بعثة لتقصي الحقائق تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وتكون بعضها من أسطوانات كلور وشحنة متفجرة. وإذا وجدت هذه البراميل يمكن أن تكون دليلا على هجوم كيماوي.

وسيجري الفريق مقابلات مع العاملين في الطوارئ والناجين والفرق الطبية التي عالجت الضحايا وغيرهم من الشهود لتحديد ما إذا كانوا عانوا من الأعراض المصاحبة للمواد الكيماوية.

ويمكن أن يكون من تلك الأعراض الاختناق أو رغاوي الفم أو ضيق حدقة العين أو التشنجات أو التبول أو التغوط اللاإرادي.

المخاطر الأمنية

رغم توقف القتال بين القوات السورية والمعارضة المسلحة في دوما، وهي مدينة في الغوطة شرقي دمشق، لكن المخاطر الأمنية لا تزال قائمة.

يذكر ان مفتشون تعرضوا سابقا مرتين لإطلاق النار بينما كانوا يحاولون دخول مواقع الأسلحة الكيمائية في سوريا.

وفي أغسطس آب 2013 تعرضوا لإطلاق الرصاص من قناص قرب الغوطة الشرقية حيث تعرض مئات لهجوم بغاز السارين.

وفي مايو أيار 2014 أصابت متفجرات ونيران بنادق آلية قافلة سيارات تقل مفتشين كانت في طريقها إلى مدينة كفر زيتا الواقعة في شمال محافظة حماة. وسقط المفتشون في قبضة المهاجمين لفترة قصيرة لكن لم تلحق بأي منهم إصابة خطيرة في الهجوم. ولم يتم التوصل إلى هوية الجناة.

يذكر ان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري أكد الخميس أن الحكومة السورية ستسهل وصول فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أي نقطة يريدها في دوما.

واشار إلى أن أي تأخير على وصول الفريقين إلى البلاد، \"سيكون نتيجة لضغوط سياسية من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا\".