دمشق تتوعد بالرد على أي هجوم غربي يستهدفها

دمشق في حالة استنفار تحسبا لضربة عسكرية غربية

نيويورك - وجهت سوريا الجمعة تحذيرا إلى الدول الغربية في الأمم المتحدة من أن "لا خيار أمامها" سوى الدفاع عن نفسها في حال تعرضت لهجوم.

وقال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري "هذا ليس تهديدا، إنه وعد".

وذكّر الجعفري بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تقر بحق أي دولة في الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم.

وأضاف أنه إذا نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربة عسكرية "لن يكون لدينا خيار سوى تطبيق المادة 51 التي تمنحنا الحق في الدفاع عن أنفسنا".

وفي المقابل أبلغت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي مجلس الأمن أن أي قرار لم يتخذ حتى الآن في شأن عمل عسكري، لكنها اعتبرت أن أي استخدام للقوة سيكون ردا على الهجمات الكيميائية المتكررة التي تتهم الدول الغربية قوات النظام السوري بشنها.

وقالت "سيلحق الضرر بكل الدول وكل الناس إذا سمحنا بأن يصبح استخدام (الرئيس بشار) الأسد للأسلحة الكيميائية أمرا طبيعيا".

ونفت روسيا ودمشق استخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في السابع من أبريل/نيسان.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الجمعة، إن واشنطن وباريس ولندن يدرسون "بشكل دقيق" المخاطر المحتملة لتوجيه ضربة عسكرية في سوريا "ولا يرغبون في بدء دوامة التصعيد".

وجاء ذلك في تصريحات للصحفيين على هامش محادثاته مع وزير الخارجية البلجيكي، ديديه رايندرز، في بروكسل، بحسب ما نقلت صفحة وزارة الخارجية الألمانية على تويتر وصحيفة بيلد الألمانية الخاصة.

وقال ماس "يجب أن لا يمر استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا دون عواقب"، مضيفا "من الضروري وجود تحرك غربي موحد لزيادة الضغط على روسيا".

وقال "الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة يدرسون حاليا على نحو دقيق المخاطر المحتملة من ضربة في سوريا".

وتابع "المشاورات المكثفة الدائرة حاليا، تعكس أن الدول الثلاث تتعاطى مع الأمر على نحو مسؤول للغاية ولا تريد بدء دوامة تصعيد هناك".

وزار ماس بريطانيا الخميس وناقش مع نظيره بوريس جونسون التطورات الأخيرة في سوريا.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت في بيان مقتضب صباح الجمعة، إن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيزور برلين الخميس المقبل.

وتابع "ستجري المستشارة أنغيلا ميركل محادثات مع ماكرون في برلين حول السياسات الأوروبية والعلاقات الثنائية والقضايا الدولية"، مضيفا أن "ميركل وماكرون سيناقشان التطورات في سوريا".

كما سيناقشان "التوتر الأخير مع روسيا على خلفية محاولة تسميم العميل الروسي السابق، سيرغي سكريبال في المملكة المتحدة الشهر الماضي".

وشددت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول سوريا الجمعة على أهمية "الحفاظ على الأدلة" في الهجوم الكيميائي المفترض في دوما بالغوطة الشرقية.

وقالت اللجنة في بيان "نشدد على وجوب الحاجة إلى الحفاظ على الأدلة وندعو السلطات المعنية إلى التأكد من عدم قيام أي طرف بتشويه المواقع المشتبه بها والشهود والضحايا قبل أن يصل المراقبون والمحققون المستقلون إلى المكان".

واللجنة التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تقوم بجمع الأدلة على الجرائم الخطيرة المرتكبة خلال النزاع السوري منذ 2011.

وكانت أول منظمة أممية تتهم نظام الرئيس بشار الأسد بالهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون والذي خلف عشرات القتلى في أبريل/نيسان 2017.

ورحبت اللجنة بإرسال محققين تابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا للتحقيق حول الهجوم الكيميائي المفترض في السابع من أبريل/نيسان في دوما وأشادت بتعهد دمشق بمساعدة طواقم المنظمة في اتمام مهمتها.

وتقول الدول الغربية إن غاز الكلور استخدم في دوما فيما أشارت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة) إلى مقتل أكثر من أربعين شخصا في الهجوم.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة "أعتقد أن فريق التحقيق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في دوما السورية لن يعثر على أدلة على استخدام السلاح الكيماوي".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده لافروف في العاصمة الروسية موسكو.

وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الهولندي ستيف بلوك أن "موسكو تمتلك أدلة دامغة على أن الهجوم الكيماوي المزعوم في دوما، كان مجرد مسرحية، تقف وراءها مخابرات إحدى الدول التي تخوض حملة ضد لروسيا".

وأكد أن "بلاده تتواصل بشكل دائم مع واشنطن بشأن سوريا والضربة الأميركية قد تفضي إلى المزيد من موجات اللجوء إلى أوروبا"، بحسب قناة روسيا اليوم المحلية.

كما وصف الضربة العسكرية المحتملة في سوريا بـ "المغامرة" التي ستؤول نتائجها إلى "ما حدث في ليبيا والعراق".