رمضان المقبل يغلق 'باب الحارة' إلى إشعار آخر

بريق خفت بعد المواسم الثلاثة الأولى

بيروت - لأسباب متضاربة، يغيب المسلسل السوري الشهير باب الحارة عن شاشات رمضان هذا العام ومن المتوقع تأجيل عرض الجزء العاشر منه إلى موسم 2019 الرمضاني.

ورغم أن الأسباب لم يتم تأكيدها حتى الآن، إلا أن مصادر مطلعة ذكرت أن القائمين على المسلسل يعيشون في اجواء من الخلافات تعيق خروجه إلى الشاشات هذا العام.

وترددت أخبار عن نية صناع المسلسل إيقافه والاكتفاء بالأجزاء التسعة التي تابعها الملايين عبر شاشة "ام بي سي".

وحقق "باب الحارة" منذ انطلاقه في العام 2006 أعلى نسبة مشاهدة، حيث اعتبر السلسلة الدرامية العربية الأطول على الإطلاق.

وتراجع تألق المسلسل بعد الأجزاء الثلاثة الأولى التي حققت شعبية جارفة اكتسح من خلالها قلوب المشاهدين في العالم العربي، وظل نجم المسلسل يخفت بسبب الأخطاء الدرامية الكثيرة في الأجزاء اللاحقة إضافة إلى التكرار ومط الأحداث والمغالطات التاريخية.

وتابع المشاهدون تسعة أجزاء حمل الأخير منها معاناة سكان الحارة من مجاعة شديدة جراء تضييق الخناق عليهم من طرف المستعمر.

وبرزت فيه شخصيات جديدة وتنوعت مهن سكان الحارة، وتواصلت حكايات الحب والحرب والتعلق بالحارة والدفاع عنها، وتطرق الى تهريب الاثار والمتاجرة غير الشرعية بها، وسلط الضوء على قضية الاطفال اللقطاء او مجهولي النسب ومعاناتهم وسط مجتمع لا يرحم ومتمسك بالعادات والتقاليد.

وأثار الجزء الثامن من المسلسل ومنذ الحلقة الأولى انتقادات كثيرة وعبر متابعوه عن خيبة أمل بالأحداث الجديدة.

وتعرّض لسلسلة من الاستفهامات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب إصرار المسلسل على تبنّي مفاهيم خاطئة عن عادات وتقاليد أهالي دمشق في العشرينيات من القرن الماضي، إضافة لافتقاده للنص الجيد وكثرة الأخطاء في العمل.

وكان السيناريو للجزء السابع بالتحديد قد أثار حفيظة المثقفين، الذين رأوا فيه مغالطات تاريخية لا تنسجم مع روح العصر الذي من المفترض أن قصة المسلسل تنتمي إليه، لا سيما على صعيد المرأة السورية، التي كان لها دور بارز في مقارعة المحتل الفرنسي، وقادت نشاطات متنوعة في وقت مبكر من عصر الانتداب الفرنسي.

ورأى كثير من المثقفين أن المسلسل غفل وبشكل مقصود عن أية نهضة كانت للمرأة في تلك الفترة من تاريخ سوريا، وكيف كانت مشاركتها في الحياة السياسية، وكمّ الصالونات الأدبية النسائية التي كانت في دمشق، وكيف كانت بدايات الوعي الثوري وبذور الفكر الحر في المجتمع الشامي.

وأطلق سوريون في رمضان 2016 هاشتاغ "‏سكروا هالباب وارحمونا" للمطالبة بإيقاف تصوير أي جزء جديد من باب الحارة، ولتسليط الضوء على الأخطاء التي رافقت المسلسل.