حزب ناشئ يخوض الانتخابات ضد اردوغان بنواب من المعارضة

ميرال أفشنار تمثل التحدي الأكثر مصداقية أمام إردوغان

اسطنبول/أنقرة - قال مسؤولون من حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا الأحد، إن 15 من نوابه انضموا إلى حزب قومي ناشئ حتى يتسنى له خوض انتخابات مبكرة في يونيو/حزيران.

ويأتي هذا الاعلان بينما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الأحد أن أعلى سلطة انتخابية في تركيا قضت بالسماح لحزب الخير الناشئ بخوض الانتخابات المبكرة التي تجري في 24 يونيو/حزيران.

وجاء هذا القرار بعد ساعات من تحول 15 برلمانيا من حزب المعارضة الرئيسي إلى حزب الخير لضمان تمكنه من خوض الانتخابات المبكرة.

وكانت بعض المناقشات قد جرت بشأن ما إذا كانت السلطات ستسمح للحزب بخوض الانتخابات بسبب مشكلات فنية.

وأدى قرار الرئيس رجب طيب إردوغان بتقديم موعد الانتخابات أكثر من عام إلى فقد المعارضة التي تواجه مشكلات توازنها.

ويُنظر إلى ميرال أفشنار زعيمة حزب الخير على أنها أقوى من يشكل تحديا لإردوغان. وكانت أفشنار قد أسست هذا الحزب القومي العام الماضي.

ودعا الرئيس رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في 24 يونيو/حزيران مما يعني تقديم موعدها أكثر من عام.

وأربك الإعلان حسابات المعارضة وجعل إردوغان أقرب إلى تحقيق هدفه وهو نظام رئاسي قوي يتمتع بسلطات تنفيذية واسعة.

ويتمثل التحدي الأكثر مصداقية أمام إردوغان في ميرال أفشنار وزيرة الداخلية السابقة التي تحظى بشعبية وأسست حزب الخير القومي العام الماضي بعد أن انفصلت عن حزب الحركة القومية اليميني المؤيد لإردوغان.

وقال مسؤولون في حزب الشعب الجمهوري العلماني إن انضمام 15 من نوابه إلى حزب الخير سيجعل الأخير يشغل العدد اللازم من المقاعد لخوض الانتخابات.

وتعتبر الأحزاب التي تشغل 20 مقعدا فأكثر كتلا في البرلمان ومن ثم يحق لها بشكل تلقائي خوض السباق الانتخابي.

وبعد انفصال النواب عنه سينخفض عدد المقاعد التي يشغلها حزب الشعب الجمهوري إلى 116 مقعدا في البرلمان المؤلف من 550 مقعدا.

وذكر مسؤولو حزب الشعب الجمهوري أن الخطوة غير المألوفة ضرورية لتحدي إردوغان الذي ينظر الكثيرون إليه بوصفه أكثر الساسة شعبية في تاريخ تركيا الحديث.

وقال بولنت تزجان المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري في مؤتمر صحفي \"لن تكتب أسماء أصدقائنا في التاريخ بوصفهم نوابا تركوا حزبهم بل بوصفهم أبطالا أنقذوا الديمقراطية وفقا لشعورهم بالمسؤولية تجاه حزبهم\".

وأضاف \"هذه ليست مهمة سهلة بل شاقة، لكننا في زمن حكم الفرد الواحد نظهر قوتنا وقدرتنا على إنجاز المهام الشاقة\".

ودار نقاش آخر عما إذا كان مؤتمر حزب الخير قد انعقد قبل يوم الانتخابات بالفترة اللازمة وهي ستة أشهر.

وفاز إردوغان المحنك والذي خبر التعامل مع خصومه بشتى الوسائل بما فيها الترهيب، بنحو 12 جولة انتخابية وهيمن على السياسة في تركيا منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه للسلطة عام 2002.

ويحظى الرئيس بإعجاب الملايين لدفاعه عن طبقات العمال المتدينين ونجاحه في بناء مطارات ومستشفيات ومدارس خلال فترة شهدت نموا اقتصاديا قويا.

ويقول منتقدو إردوغان إن حكمه يصبح استبداديا على نحو متزايد ويشيرون إلى اعتقال أكثر من 160 ألف شخص منذ الانقلاب الفاشل في 2016 والإجراءات الأمنية واسعة النطاق ضد الإعلام وأحزاب المعارضة.

وصوت البرلمان الأسبوع الماضي على تمديد حالة الطوارئ المفروضة منذ محاولة الانقلاب لثلاثة أشهر أخرى مما يعني أن الانتخابات المقررة في 24 يونيو/حزيران ستجرى في ظل الطوارئ.