عقبات وخلافات تسبق لقاء ترامب وماكرون

لقاء الخلافات العميقة

واشنطن - يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض وذلك في مستهل زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام من المتوقع أن تهيمن عليها الخلافات الأمريكية الأوروبية بشأن اتفاق إيران النووي والتجارة.

وهذه أول زيارة دولة يستضيفها ترامب منذ تولى منصبه في يناير كانون الثاني 2017.

وسيسترجع الرئيسان ملامح من تاريخ بلديهما المشترك حيث يتناولان العشاء الاثنين في مدينة اونت فيرنون مسقط رأس جورج واشنطن أول رئيس أمريكي وقائد الحرب الثورية الذي كان تحالفه مع فرنسا حاسما في هزيمة البريطانيين.

وستبدأ المحادثات الرسمية الثلاثاء في البيت الأبيض يعقبها مؤتمر صحفي مشترك.

وسيلقي ماكرون الاربعاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس في ذكرى خطاب ألقاه الجنرال الفرنسي شارل ديجول أمام الكونجرس في 25 أبريل نيسان عام 1960.

وبدأ ترامب وماكرون صداقتهما غير المتوقعة قبل عام في بلجيكا. وبينما نأى زعماء أوروبيون آخرون بأنفسهم عن ترامب عمل ماكرون جاهدا على البقاء قريبا من الرئيس الأمريكي وكثيرا ما يتحدث الزعيمان معا عبر الهاتف.

ويضطلع ماكرون بما يشبه مهمة إنقاذ للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 والذي تعهد ترامب بالانسحاب منه ما لم يعدله الحلفاء الأوروبيون لتشديد بنوده بحلول منتصف مايو أيار.

ويفرض الاتفاق الذي أبرمته إيران مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى قيودا على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات.

وقال ماكرون لفوكس نيوز الأحد إنه سيكون من الأفضل حماية الاتفاق بدلا من التخلص منه وأضاف أنه لا توجد خطة بديلة للاتفاق النووي.

وتابع "هل هذا الاتفاق مثالي وأفضل شيء لعلاقتنا مع إيران؟ لا. لكن بالنسبة للبرنامج النووي ماذا لدينا؟ كخيار أفضل. لا أري شيئا".

ويريد ماكرون إقناع ترامب باستثناء الدول الأوروبية من رسوم جمركية على واردات الصلب تأتي ضمن خطة الرئيس الأمريكي لتقليص العجز التجاري المزمن مع دول عديدة وخاصة الصين.

وتأتي نقاشات الرئيسين في وقت حذر فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السبت من أنّ إيران مستعدة لاستئناف تخصيب اليورانيوم بـ"قوة" إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي المبرم في 2015، مشيرا إلى أن هناك "إجراءات صارمة" اخرى يجري البحث بها إذا ما حصل ذلك.

وصرح ظريف في نيويورك أنّ إيران لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية لكنّ رد طهران "المحتمل" على تخلي واشنطن عن الاتفاق هو إعادة إنتاج اليورانيوم المخصب الذي يشكل عنصرا اساسيا في صنع قنبلة نووية.

وقال الوزير الايراني الموجود في نيويورك لحضور اجتماع للامم المتحدة حول السلام المستدام ان "اميركا ما كان يجب ان تخشى ان تقوم ايران بانتاج قنبلة نووية، لكننا سنواصل بقوة نشاط التخصيب".

وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب حدد الثاني عشر من ايار/مايو موعدا نهائيا للاوروبيين "لتصحيح" الاتفاق الموقع في 2015 الذي يحد من البرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف العقوبات المالية.