الحوثيون.. مقتل الصماد وتعيين المشاط

استنفار بين الحوثيين

ظلت وسائل الإعلام التابعة للجماعة الحوثية تنشر أخبار فعاليات وزيارات يقوم بها القيادي ورئيس ما يسمى المجلس السياسي، صالح الصماد، آخرها قبل ساعات من اعترافها، الاثنين، بمقتله في غارات جوية للتحالف في مدينة الحديدة الخميس الماضي. ونشرت \"صحيفة الثَّورة الرسمية\"، الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، على صفحتها الأولى في عددها الصادر، الاثنين، خبرا عن زيارة الصماد لورشات التصنيع العسكري في الحديدة وقالت إن ذلك جرى الأحد.

كان صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي شكله الحوثيون، ويعتبر القائد الأعلى لعناصر ميليشيات الحوثي العسكرية. احتل الصماد المرتبة الثانية في قائمة الإرهابيين الحوثيين الـ40، التي أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن عن مكافآت لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.

بثت قناة \"المسيرة\" التابعة للحوثيين، مقاطع فيديو ليل الأحد عن ذات الزيارة، وبجانبه رئيس أركان الجيش المعين من الحوثيين، محمد الغماري. تكتم الحوثيون على خبر مقتل القيادي البارز والمطلوب الثاني في قائمة التحالف، صالح الصماد، على مدى خمسة أيام، له سوابق كثيرة لدى الميليشيات، أبرزها إعلان مقتل القيادي الميداني البارز في صفوفها، طه المداني، بعد عام كامل على مقتله بغارة للتحالف.

إن الخلافات الداخلية بين أجنحة الحوثي المتصارعة على السلطة فيما تبقى من مناطق سيطرتها، هي سبب إعلان مقتل الصماد بعد خمسة أيام فقط، دبت الخلافات على من هو الأحق بتولي مهامه، وخوفاً من تطورها اضطر زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، إلى تسمية صهره ومدير مكتبه، مهدي المشاط، بدلاً عنه بالتزامن مع الإعلان والاعتراف بمقتله.

وذكر المصدر أن الحوثيين لم يكونوا ينوون إعلان مقتل الصماد خوفاً من تأثير ذلك على معنويات مقاتليهم المنهارة في مختلف الجبهات، لكن صراعاتهم الداخلية كانت أقوى وأجبرتهم على ذلك.

وعقب الإعلان، تحوّلت صنعاء إلى ثكنة عسكرية بانتشار مسلحين حوثيين ومدرعاتهم وآلياتهم في مداخل ووسط العاصمة، وذلك للمرة الأولى منذ مقتل الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وجابت سيارات حوثية بمكبرات الصوت بعض شوارع صنعاء، محذرة من \"الفتنة\"، وفقاً لسكان محليين.

أشارت معلومات متطابقة إلى أن هذا الاستنفار والتحرك الحوثي يؤكد أن بعض أجنحة الميليشيات غير راضية عن تعيين المشاط، وترى أحقيتها في خلافة الصماد، أبرزهم رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، وعم زعيم الحوثيين، عبدالكريم الحوثي. ولفتت المعلومات إلى أن فرض حراسات مشددة على المؤسسات السيادية الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، ينبئ بمخاوف محتملة من انقلاب مسلح داخل الميليشيات لتزعم سلطة الانقلاب.

ولد الصماد عام 1979 بمنطقة بني معاذ، في مديرية سحار، بمحافظة صعدة شمالي اليمن، وتخرج من جامعة صنعاء وعمل مدرساً في مدرسة عبدالله بن مسعود في صعدة.

شارك في عمليات الحوثي ضد الحكومة اليمنية في 2004، وبعدها تولى مسؤولية رئاسة المكتب السياسي لجماعة الحوثي الإرهابية عام 2011.

ورد اسم الصماد ضمن قائمة تضم 55 مطلوباً من الحوثيين أعلنتها الداخلية اليمنية عام 2009، وعمل ضمن لجان وساطة ممثلاً للحوثيين مع الحكومة وأطراف أخرى.

عيّن صالح الصماد، الذراع الأيمن لعبد الملك الحوثي، مستشاراً سياسياً للرئيس في 24 سبتمبر (أيلول) 2014 بعد 3 أيام من احتلال الميليشيات صنعاء.

ترأس الصماد أول وفد علني للحوثيين يزور إيران في مارس (آذار) 2015، ووقع خلال زيارته اتفاقيات تتولى طهران من خلالها دعم سلطة الحوثيين.

بعد انطلاق الحرب بعثت ميليشيات الحوثي الصماد إلى العاصمة العُمانية مسقط، لإجراء لقاءات مع دبلوماسيين دوليين في مايو (أيار) 2015، بعدها استبعدته من المشاورات التي رعتها لاحقاً الأمم المتحدة، لأسباب غير معروفة.

هذا، وبعد مقتل الرجل الثاني على قائمة المطلوبين الحوثيين لدى التحالف العربي، وفيما يحرز الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، انتصارات كبيرة في الساحل الغربي، وحتى في صعدة التي تعتبر معقل الميليشيات، لم يبقى أمام عبد الملك الحوثي سوى إعلان حالة الاستنفار ورفع الجاهزية في صنعاء، ما يدل على تعرض جماعته الانقلابية لضغوط عسكرية كبيرة في كل الجبهات تنذر بنهايتها الحتمية.