مهرجان الظفرة يقدّم لجمهوره روائع عروض الفنون الشعبية

حفاظاً على التراث الشعبي والفنون التقليدية

أبوظبي ـ حفاظاً على التراث الشعبي المتمثل في الفنون الشعبية التقليدية، يقدّم مهرجان الظفرة البحري الذي يقام تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وبالتعاون مع نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، والذي يستمر لغاية 28 أبريل/نيسان الجاري، روائع عروض الفنون الشعبية لزواره من المواطنين والمقيمين في منطقة الظفرة وإمارة أبوظبي، والقادمين من الإمارات الأخرى كما من خارج الدولة.

ويقول عبيد خلفان المزروعي، مدير الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي: \"لا يكتمل الاحتفاء بعام زايد المؤسس، دون أن نقدّم روائع التراث والفنون الشعبية، عملاً بوصيته وهو حامي التراث الأول والوالد الذي أوصانا بحفظ التراث والوفاء لإرث الأجداد\".

ويضيف عبيد المزروعي: \"إنّ مهرجان الظفرة البحري في دورته العاشرة يشكّل منصة إماراتية راسخة الدور في تقديم إرث الفنون الشعبية للإماراتيين والعالم، مستقطباً حضوراً لافتاً للمواطنين وبخاصة من الأجيال الناشئة والسياح الراغبين في التعرف إلى الماضي العريق المتوارث عن الأجداد في فنون الأداء والحركة والغناء والإنشاد، تأكيداً لكون الفنون الشعبية علامة رئيسية من علامات الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية التي نفخر بها في الدولة، ونسعى إلى إيصالها إلى العالم برسالة الانفتاح والتسامح التي أورثنا إياها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان\".

ويكمل المزروعي: \"إنّ الموروث الثقافي جزء لا يتجزأ من وجودنا الوطني على هذه الأرض الغالية، لذا كان من أول اهتماماتنا في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، أن نزرع قيم الاعتزاز بهذا الموروث والتمسك به لدى أبنائنا وأجيالنا القادمة، وبخاصة أنماط التعبير الفني الشعبي الأصيل من فنون الحربية والعيالة وغيرها\".

وتضمنت فعاليات مهرجان الظفرة البحري، استعراضات العيالة واليولة وفنون الحربية وغيرها من الفنون الشعبية والتراثية حيث استمتع زوار المهرجان وجمهوره بأهازيج فرقة الفنون الشعبية التي قدّمت العروض على مدار اليوم طوال فترة انعقاد المهرجان على شاطئ مدينة المرفأ منذ انطلاقه يوم الخميس 19 أبريل/نيسان الجاري.

واشتملت عروض الفنون الشعبية على باقة متميزة غنية من الأغاني والأناشيد والشلات، بمفردات الانتماء الوطني والولاء، مع محفوظات الوجدان الإماراتي من الأشعار في مختلف الموضوعات، والتي أعادت جمهور المهرجان إلى الزمن الأصيل والماضي العريق العابق برائحة التراث والأصالة.

وتعليقاً على العروض الشيقة التي تقدمها فرقة الفنون الشعبية، قال عبدالله النيادي: \"نأتي إلى المهرجان كل عام، ونحرص كل الحرص على حضوره مصطحبين الأبناء وخاصةً الصغار، لتستقبلهم الأهازيج الإماراتية التي تصدح في أرجاء موقع المهرجان بكل فخر واعتزاز وطنيين\".

أما حمدان المنصوري، من مواطني منطقة الظفرة، فأشار إلى \"أنّ مهرجان الظفرة البحري والمهرجانات الأخرى التي تقيمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، هي فرصة مناسبة لتوعية الأبناء والأحفاد بماضي وطنهم الزاخر بالجمال والأصالة التي يجب أن نحفظها، وأن نربيهم عليها، فكما قال الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: من لا ماضي له، لا حاضر ولا مستقبل له\".

مبادرات نوعية تستهدف توعية الجمهور بيئياً واقتصادياً

يؤكد المهرجان دوره المجتمعي المهم لا على المستوى التراثي والثقافي والرياضي فحسب، بل على مستوى تجويد مصادر الدخل ونوعية النشاط الاقتصادي في منطقة الظفرة وإمارة أبوظبي.

حيث يقدّم ركن الزراعة المائية في المهرجان (Hydroponics) تعريفاً شاملاً للزراعة المائية كونها البديل عن الزراعة التقليدية، إذ يشير القائمون على الركن إلى \"أنّ الزراعات التقليدية باتت تشكل سبب استنزاف للتربة والموارد الطبيعية المائية في الدولة، ما يتسبب بازدياد نسبة ملوحة المياه واستهلاك المخزون المحلي من المياه الجوفية، الأمر الذي دفع الجميع، بتوجيهات ورؤية حكيمة من القيادة الرشيدة، إلى البحث عن أنماط غير تقليدية للزراعة للإسهام في ترسيخ مقوّمات تنويع الاقتصاد الوطني\".

ويعرض ركن الزراعة المائية في مهرجان الظفرة البحري في مدينة المرفأ، أنواعاً عديدةً من النباتات التي تمت زراعتها بدون تربة، يقول القائمون على الركن \"إنّ الدراسات بيّنت أنّ النبات يمكن له العيش دون تربة إذا ما توفر له ما يحتاجه من الماء، إلى جانب بعض العناصر الغذائية الأُخرى، كحلّ للمناطق التي يسودها الجفاف، والتي تتعرض فيها التربة للعديد من المشاكل البيئية كالتصحر كما في دولة الإمارات العربية المتحدة، والانجراف\".

ويضيف القائمون على الركن: \"الزراعة المائية ذات جدوى ومنافع اقتصادية عديدة تتمثل في الاستغلال الأمثل للمساحة، وتوفير أثمان التعقيم والرش والسماد، وأجور العمال وكلفة الأدوات المستخدمة في الزراعة التقليدية، والجدوى الاقتصادية من الزراعة المائية أكثر من ممتازة، فمعدل الإنتاج يبلغ 300%، ويحقق وفراً في استهلاك المياه بنسبة 90%. ويبلغ إنتاج البيت البلاستيكي الواحد بمساحة 300 متر مربع ستة أطنان من الخضراوات في الدورة الواحدة. ويمكن زراعة البيت البلاستيكي لثلاث دورات في السنة الواحدة\".

ويختمون بالقول: \"يقوم مبدأ الزراعة المائية وأهم أشكالها الزراعة المائية بالأنابيب على زراعة العديد من الأصناف النباتية وفق فتحات مياه في الأنبوب، بالإضافة إلى العديد من المكوّنات الأُخرى\"، وهذا ما يظهر لزوار الركن من جمهور مهرجان الظفرة البحري، حيث يعاينون مشتلاً مائياً طبيعياً يحوي أكثر من خمسين نوعاً من النباتات والمزروعات في مساحة لا تتعدى الأمتار الستة المربعة، وهذا كله بفضل هذه التقنية الحديثة، حيث تُزرع النباتات في أصص هي أوعية الطين التقليدية نفسها التي توضع فيها الأشتال، ولكنها هنا في حالة الزراعة المائية تحتوي على بعض الحصى لتثبيت الأشتال في الفتحات الموجودة في الأنابيب التي تضخ المياه إليها فتمدّها بالحياة والغذاء.

وتتنوع معروضات الزراعات المائية في الركن بين النباتات كالباذنجان، والفلفل، والنعنع والبربير والحمّاض وغيرها من النباتات التي تعيش في البيئة المحلية، إلى جانب الأزهار بمختلف أنواعها وألوانها الطبيعية المبهجة.

• مديرية الظفرة بطل الكرة الطائرة

حقق فريق مديرية الظفرة بطولة الكرة الشاطئية المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة البحري، فوزًا مستحقًا على فريق مديرية الظفرة أ بنتيجة 2 مقابل لا شيء وبهذه النتيجة يحمل فريق المديرية بطل الكرة الشاطئية للموسم الحالي ، حيث كان الفريق قد تجازة فريق المرور في الدور قبل النهائي بنتيجة 2 صفر ايضًا بينما صعد فريق مديرية الظفرة أ بعد أن تغلب على فريق المرفأ بشوطين مقابل شوط واحد.

• ورشة \"سباق القوارب\" تجذب الزوار لتعلم فنون طي الورق

جذبت ورشة \"سباق القوارب\" أحد المبادرات التي تنفذها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي ضمن مهرجان الظفرة البحري، العديد من زوار المهرجان الذي حرصوا على المشاركة لتعلم فن الأوريجامي أو ما يعرف بفن طي الورق.

وتهدف هذه الورشة إلى دمج زوار المهرجان بالفعاليات بشكل أكثر حيوي وبصورة ممتعة، إلى جانب الحصول على تذكار من المهرجان صنعوه بأناملهم ونقشوا عليه ما يحلوا لهم، وفي نفس الوقت الإطلاع على جانب من الموروث التراثي الذي يعكس حياة أهل البحر في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعتبر السباقات البحرية جزء لا يتجزأ من هذا الموروث العريق.

وتعتمد الورشة بشكل أساسي على تعليم الزوار وخصوصاً الأطفال منهم فن الأوريجامي (فن طي الورق)، وذلك من خلال صناعة قارب من الكرتون المقوى، حيث يتم تحويل الورق المسطح من خلال تقنيات الطي إلى قارب ثلاثي الأبعاد.

وتقع الورشة في قلب المهرجان في منطقة وسطية بين مجلس النوخذة والمسرح الرئيسي وقرية الطفل والسوق الشعبي، وقد بات الموقع مقصد كل زائر للمهرجان، حيث يبتكر كل واحد الشكل الذي يميل له في صناعة قاربه، فمنهم من يصنعه بحجم كبير وأخرون بحجم صغير، وأخرون ينقشون عليه عبارات جميلة أو رسومات تعبيرية، أو يلصقون عليه قصاصات فنية يصنعونها بأياديهم.

وساهمت الورشة على مدار الأيام الماضية من مهرجان الظفرة البحرية في جذب مئات العائلات للمشاركة في صناعة السفن، حيث تجلس الأم برفقة أولادها وقد يرافقهم الأب ليتعلمون فنون طي الورق وسط أجواء حميمية مليئة بالألفة والمتعة والمرح، ووسط أجواء محاطة بالموروث الشعبي العريق، فيتعلم الأطفال وذويهم هذا الإرث من خلال اللعب، ويأخذون ما صنعوا إلى بيوتهم، حاملين معهم رسائل المهرجان الرامية إلى صون التراث والعادات والتقاليد ونقله للأجيال المتعاقبة.