فرنسا تنخرط أكثر في الصراع السوري بإرسال قوات خاصة

دعم فرنسي للقوات الأميركية في سوريا

واشنطن/دمشق - أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الخميس أن فرنسا أرسلت جنودا من قواتها الخاصة إلى سوريا خلال الأسبوعين الماضيين، لتعزيز القوات الأميركية هناك.

وقال ماتيس أمام الكونغرس "لقد أرسل الفرنسيون قوات خاصة إلى سوريا لتعزيز قواتنا هناك خلال الأسبوعين الماضيين".

ويؤكد ماتيس بذلك معلومات صحافية في هذا الصدد، في الوقت الذي تتجنب فيه الحكومة الفرنسية عادة الكشف عن معلومات تتعلق بتحركات قواتها.

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اكتفى خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء بالقول "قررنا زيادة مساهمتنا في قوات التحالف ونحن نشارك بشكل كامل في الحرب على داعش".

ويأتي كلام ماتيس ردا على سؤال حول اعلان ترامب مرارا عزمه على سحب القوات الأميركية من سوريا "قريبا جدا".

وقال الوزير الأميركي ردا على هذا السؤال "في الوقت الحالي لن ننسحب ستشهدون جهدا اضافيا في وادي الفرات في الأيام المقبلة ضد ما تبقى من الخلافة" في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

وتابع أن القتال ضد التنظيم الجهادي "جار حاليا"، مضيفا أن العمليات العسكرية للتحالف الدولي ستتكثف أيضا على الجانب العراقي من الحدود مع سوريا.

وكان التحالف الدولي قد ذكر في وقت سابق أنه رصد عودة لتنظيم الدولة الاسلامية في مناطق سيطرة قوات النظام السوري، فيما أعلنت بغداد شنّ طيرانها الحربي غارات على تجمعات للتنظيم المتطرف داخل سوريا في المنطقة الحدودية بين البلدين، مضيفة أن الغارات اسفرت عن مقتل 36 ارهابيا.

وتشير تقارير إلى أن ما تبقى من عناصر التنظيم لاذوا بالفرار إلى عمق الصحراء على الحدود بين سوريا والعراق.

قصف مكثف على اليرموك

وفي تطور آخر كثفت القوات الحكومية السورية الخميس قصفها لمخيم محاصر للاجئين الفلسطينيين ومناطق قريبة منه تسيطر عليها المعارضة في جنوب دمشق، وهي آخر منطقة قرب العاصمة لا تزال خارج سيطرة الحكومة.

وفر معظم المدنيين منذ ذلك الحين من مخيم اليرموك الذي كان في وقت من الأوقات أكبر مخيمات الفلسطينيين في سوريا، لكنه يشهد منذ فترة طويلة تجاهلا لدعوة وجهتها الأمم المتحدة للأطراف المتحاربة بتجنب المدنيين.

وشنت القوات الحكومة السورية بدعم من روسيا هجوما كبيرا الأسبوع الماضي لاستعادة السيطرة على الجيب الواقع في جنوب دمشق الذي يشمل مخيم اليرموك والمناطق المجاورة له والتي يسيطر عليها منذ سنوات مقاتلو المعارضة ومتشددو تنظيم الدولة الإسلامية.

وحملة اليرموك هي جزء من هجوم أوسع لاستعادة بقية مناطق المعارضة والمستمر دون هوادة منذ شنت دول غربية ضربات جوية في 14 أبريل/نيسان لمعاقبة الحكومة على ما يشتبه بأنه هجوم بغاز سام.

والرئيس السوري بشار الأسد في موقف أقوى كثيرا الآن عن الشهور الأولى للحرب التي دخلت عامها الثامن.

وحذر بيير كراهينبول مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من "عواقب كارثية للتصعيد" في المخيم الذي "تحمل ألما ومعاناة لا يوصفان على مدار سنوات الصراع".

وعرضت وسائل إعلام حكومية صورا لهجوم بري قادته دبابات على مشارف منطقة الحجر الأسود المتاخمة لمخيم اليرموك المترامي الأطراف. وتتعرض المناطق السكنية منذ أيام لضربات جوية وقصف مدفعي مستمر.

وقال الجيش إنه أحرز تقدما وقتل عشرات المتشددين، إلا أن المعارضة في المنطقة تقول إن الحجر الأسود والمخيم لم يشهدا توغلا كبيرا على الرغم من مئات الضربات الجوية.

وذكر أيمن أبوهاشم وهو محام سبقت له الإقامة في المخيم وعلى اتصال بمن بقوا فيه، إن ما لا يقل عن 19 مدنيا قتلوا وأصيب 150 منذ بدء الحملة.

وقال إن أغلب الضحايا نساء وأطفال. والمخيم الشاسع جزء من منطقة مكتظة بالسكان وحزام من مناطق فقيرة تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قلب العاصمة.

وأفاد مصدران داخل المخيم بأن نحو 1500 أسرة لا تزال هناك.

وقال كريستوفر جونيس المتحدث باسم أونروا إن محنة المدنيين المتبقين تفاقمت، مضيفة "كثيرون ينامون في الشوارع ويستجدون الدواء. لا يوجد تقريبا مياه أو كهرباء... معاناتهم لا يمكن تحملها".

وتحاصر القوات الحكومية المخيم منذ سيطرت عليه المعارضة في 2012. وفر معظم المدنيين عندما طرد متشددو الدولة الإسلامية قوات المعارضة الأقل تشددا في 2015، لكن بقي الآلاف وفر كثير منهم هذا الأسبوع.

وقالت أونروا وساكن إن ما لا يقل عن 3500 لاجئ فلسطيني من المخيم فروا الأسبوع الماضي إلى بلدة يلدا القريبة.

ولا يسيطر مسلحو الدولة الإسلامية على يلدا وإنما مقاتلو المعارضة الذين تخلوا عن القتال منذ فترة طويلة بموجب اتفاقات لوقف إطلاق النار مع القوات الحكومية.

وتستهدف الحكومة حملهم على مغادرة المنطقة إلى شمال سوريا في إطار اتفاق إجلاء.