المؤبد لـ29 أجنبية في العراق ينتمين للدولة الإسلامية

محاكمات سريعة في العراق بطيئة في سوريا

بغداد - أصدرت المحكمة الجنائية العراقية الأحد أحكاما بالسجن المؤبد بحق 29 أجنبية غالبيتهن من روسيا بعد ادانتهن بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

وذكرت مصادر أن القاضي أصدر أحكاما بالمؤبد بحق 29 امرأة من روسيا واذربيجان وطاجيكستان بتهمة \"الانتماء وتقديم الدعم للتنظيم الدولة الاسلامية\"، مؤكدا أن الأحكام صدرت وفقا لقانون مكافحة الارهاب.

ودخلت النساء إلى قفص الاتهام ومعظمهن برفقة أطفال صغار بدا على وجوههم علامات القلق والترقب وهم داخل القفص.

وجرت المحاكمة التي تخللها أسئلة أساسية يوجهها القاضي للمتهمات عبر مترجم عراقي جلبته السفارة الروسية .

والأسئلة التي وجهها القاضي تتعلق اساسا بكيفية تمكنهن من دخول العراق وإذا كانت الواحدة منهن تتسلم كفالة من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية بعد مقتل أزواجهن.

وقالت غالبيتهن إنهن لم يعلمن بوجودهن داخل العراق إلا بعد فترة زمنية معينة.

وقال القاضي إن احدى المتهمات من روسيا اسمها ماريانا وكانت تحمل طفلا صغيرا، أكدت حسب اعترافاتها أنها مسيحية اعتنقت الاسلام مع زوجها الذي قتل بغارة شنتها طائرات التحالف الدولي في الموصل.

وقالت ماريانا التي كانت ترتدي عباءة وحجابا أسود إنها ذهبت إلى تركيا للعيش هناك، لكن زوجها قال لها إن \"المعيشة مكلفة في تركيا فانتقلنا لكنني لم أعرف أننا في العراق\".

وتعد تركيا نقطة عبور رئيسية للمقاتلين المتطرفين الذين يجنّدهم التنظيم الإرهابي من مناطق في العالم من ضمنها تونس وليبيا والمغرب والجزائر وأيضا من دول افريقية كالسودان وغيره.

وكانت أنقرة واجهت في السابق اتهامات بالتساهل أو التواطؤ مع ارهابيين عبروا إلى الأراضي السورية أو العراقية حيث يتواجد التنظيم المتطرف وتنظيمات جهادية أخرى منافسة له.

وكانت تقارير سابقة قد كشفت عن تلقي مصابين من عناصر الدولة الاسلامية العلاج في مستشفيات تركية.

ولم تبدأ السلطات التركية في تضييق الخناق على العناصر المتطرف إلا بعد تعرضها لسلسلة اعتداءات ارهابية دموية خلفت في السنوات القليلة الماضية عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والأمنيين.

كما أصدرت المحكمة العراقية أحكاما بالمؤبد على ست نساء من اذربيجان وأربع من طاجيكستان بالتهم ذاتها.

وقد استسلمت النساء إلى قوات البشمركة بعد اشتداد المعارك في بلدة تلعفر، آخر معاقل التنظيم المتطرف في محافظة نينوى.

وكانت نساء وأطفال مقاتلي التنظيم توجهوا إلى تلعفر بعد استعادة القوات العراقية مدينة الموصل الذي اتخذ منها التنظيم المتطرف عاصمة ما يسمى \"دولة الخلافة\".

وفيما يسرع العراق محاكمة المعتقلين والمعتقلات من الدولة الاسلامية، تبدو العملية أكثر تعقيدا في سوريا المجاورة.

وتحتجز القوات الكردية السورية في مناطق سيطرتها العشرات من عناصر التنظيم وأسرهم بينما لا تملك امكانيات قضائية وسجنية تتيح البدء في محاكمتهم.

ومعظم المعتقلين المتطرفين من أجانب وبينهم نساء وأطفال، ما يطرح مشكلة كبيرة سواء في ما يتعلق بالعقاب الجنائي أو الإيواء في السجون أو اعادة تأهيل ابناء الجهاديين.