روسيا تصر على تكرار سيناريو الغوطة الشرقية في حمص

روسيا تبحث عن المزيد من الدماء

حمص(سوريا) ـ رفضت روسيا عرضاً قدمته فصائل المعارضة بالتهدئة في ريف حمص الشمالي المحاصر، وأمهلت المعارضة حتى الساعة 12 من ظهر الاربعاء (09:00 ت.غ) للموافقة على تسليم المنطقة للنظام السوري.

وأفادت مصادر مطلعة أن مقترح المعارضة في اجتماعها مع الجانب الروسي في الريف الشمالي لمحافظة حمص (وسط)، تضمن "وقف إطلاق النار، والسماح بدخول مؤسسات الدولة، وفتح الطريق الدولي الذي يمر بالمنطقة، وبقاء فصائل المعارضة دون تسليم سلاحها".

إلا أن موسكو رفضت المقترح وأصرت على "بسط قوات النظام السيطرة على المنطقة بالكامل وتسليم المعارضة للسلاح الثقيل مقابل خروج من لا يرغب بالبقاء من مقاتلين ومدنيين"، بحسب المصادر ذاتها.

وأشارت المصادر أن المقترح الروسي قوبل برفض كبير من قبل فصائل المعارضة، والمدنيين الذين خرجوا في مظاهرات رفضاُ لما وصفوه بالإملاءات الروسية، وتكرار سيناريو الغوطة الشرقية.

كما أصدر "الفيلق الرابع" التابع للجيش السوري الحر، بيانا ليلة أمس أعلن فيه "رفض العرض الروسي و التمسك بحق الدفاع عن أهالي المنطقة" واصفاً الشروط الروسية بأنها "مهينة وغير منطقية وتتجاوز التفاهمات السابقة".

ويعيش نحو 250 ألف مدني في ريف حمص الشمالي الذي تحاصره قوات النظام منذ أكثر من 5 سنوات، والمنطقة مشمولة باتفاق "خفض التوتر" الذي أبرم خلال محادثات العاصمة الكازاخية أستانة في 2017.

وعلى مدى أعوام استخدمت قوات النظام أساليب الحصار والقصف المكثف ضد مقاتلي المعارضة لإجبارهم على تسليم مناطق يسيطرون عليها وتهجيرهم مع السكان إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة شمالي سوريا.

واعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء، أن مبعوثها الخاص إلى سوريا استيفان دي ميستورا، عقد في واشنطن "اجتماعات مكثفة مع كبار المسؤولين الأمريكيين بشأن الأزمة السورية.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام فرحان حق للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، اليوم "ناقش المبعوث الأممي إلى سوريا أمس الوضع في سوريا مع كبار المسؤولين الأمريكيين الذين أجروا معه مناقشات معمقة حول سوريا".

وأضاف حق أن "اجتماعاته (دي ميستورا) شملت مناقشات مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي جون بولتون والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي".

وأردف قائلًا "الآن يتوجه دي ميستورا إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في حوار عام 2018 تحت عنوان (محادثة حساسة بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة: إصلاح الشقوق وإيجاد خطوط الصدع التالية في النظام العالمي)".

وأشار "حق" إلى أن المبعوث الخاص سيحضر مراسم الافتتاح، ومن المقرر أن يجري مناقشات على هوامش الحوار مع كبار المسؤولين رفيعي المستوى".

قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الثلاثاء إن الولايات المتحدة وشركاءها من الدول الأخرى يشرعون في عملية لتحرير ما قالت إنها آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستعمل مع تركيا وإسرائيل والأردن والعراق ولبنان لتأمين حدودها من الدولة الإسلامية وسوف تسعى للمزيد من المساهمات من الشركاء والحلفاء في المنطقة من أجل إرساء الاستقرار في المناطق المحررة.