نكسات ميدانية متواترة تقوي موقع الأسد وتضعف المعارضة

اتفاقيات المصالحة تجنب الجيش السوري المزيد من الاستنزاف

بيروت - قال الإعلام الحربي التابع لجماعة حزب الله اللبنانية ومسؤول في المعارضة السورية المسلحة، إن المسلحين قبلوا اتفاقا مع الحكومة الأربعاء للخروج من جيب قرب مدينة حمص.

وقال الإعلام الحربي للجماعة الشيعية التي تقاتل دعما لدمشق "التوصل لاتفاق بين الجيش السوري من جهة والمجموعات المسلحة في ريفي حمص الشمالي وحماه الجنوبي من جهة أخرى برعاية روسية يقضي بخروج المجموعات المسلحة من المنطقة".

ويضم الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة بلدات الحولة والرستن وتلبيسة وقرى حولها ويقع على طريق سريع رئيسي بين مدينتي حمص وحماة.

وقال المسؤول في المعارضة المسلحة، إن المسلحين والمدنيين الذين يرفضون عودة حكم الدولة سيتم نقلهم إلى مناطق خاضعة للمعارضة في الشمال قرب الحدود التركية بدءا من يوم السبت.

وقال مصدر عسكري سوري "تم الاتفاق مع المسلحين برعاية روسية يقضي بخروج المجموعات المسلحة من المنطقة باتجاه ادلب ومدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، يوم السبت القادم وتسليمهم السلاح الثقيل والمتوسط للجيش السوري وتسوية أوضاع من يرغب بالبقاء في المنطقة" مضيفا أن "الشرط الأساسي يقضي بعدم التغطية الإعلامية".

وكانت القوات السورية قد توصلت الثلاثاء إلى اتفاق مع مسلحي المعارضة، إلا أن المظاهرات التي خرجت في مناطق بريف حُمُّص أدت إلى تراجع الفصائل ثم عادت الأربعاء وقبلت بالاتفاق.

ونجح النظام السوري بدعم من ميليشيات شيعية يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني وبإسناد جوي روسي في اجبار فصائل المعارضة على القبول بما تطلق عليه دمشق "اتفاق المصالحة الوطنية".

ودفع حصار على الغوطة الشرقية منذ 2013 وهجوم بري وجوي واسع، المعارضة في المنطقة المحيطة بدمشق على القبول في النهاية باتفاق اجلاء إلى مناطق تحت سيطرة فصائل معارضة موالية لتركيا.

وفي الفترة القليلة الماضية أجبر مسلحون اسلاميون على مغادرة مدينة دوما ضمن اتفاق اجلاء آخر شكل نكسة اضافية لفصائل المعارضة التي انحسر نفوذها وخسرت العديد من المناطق الاستراتيجية.

ويأتي الاتفاق الأخير ليرسخ مكاسب ميدانية يحققها الجيش السوري في استراتيجية تعتبر ناجحة مقارنة بالمواجهات العسكرية التي كبدت الجيش السوري النظامي في السنوات الماضية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وأصبح النظام السوري منذ تدخل روسيا العسكري في سبتمبر/ايلول 2015 في موقع اكثر قوة بعد ان أشرف على السقوط مع اقتراب مسلحي المعارضة من معاقله في العام 2014.

وبفضل الدعم العسكري لموسكو وإيران، استعاد النظام السوري مناطق شاسعة من الجهاديين وفصائل المعارضة وبات يسيطر على أكثر من نصف البلاد.

وتسيطر تركيا على منطقة شمال سوريا إثر استعادتها من المقاتلين الأكراد بعد هجوم شنته في يناير/كانون الثاني على منطقة عفرين الكردية.

أما محافظة ادلب الحدودية مع تركيا حيث يقيم أكثر من 2.5 مليون شخص نصفهم من النازحين، فيسيطر عليها الجهاديون جزئيا.