قطر تنسحب من شركة طيران الخليج

ابو ظبي والمنامة - من محمد فاضل
هل تنجح جهود انقاذ طيران الخليج؟

انسحبت قطر من شركة طيران الخليج، غير ان الشركاء الثلاثة الاخرين وهم ابو ظبي وعمان والبحرين سيضخون حوالي 80 مليون دولار لتعويم الشركة، وفق ما اعلن مسؤول في طيران الخليج.
واعلن رئيس مجلس ادارة الشركة حمدان بن مبارك ال نهيان للصحافيين في ابو ظبي ان "قطر انسحبت من شركة طيران الخليج (..) لكن الاعضاء الثلاثة الاخرين سيستمرون في دعم الشركة".
واضاف الشيخ حمدان في ختام الاجتماع المخصص لسبل تعويم الشركة ان "الشركاء الثلاثة الاخرين قرروا دعم شركة طيران الخليج عبر ضخ ثلاثين مليون دينار بحريني على الفور"، ما يوازي حوالي 80 مليون دولار.
وقال "نحن نشكر قطر ونحترم قرارها". واضاف "نحن واثقون من ان شركة طيران الخليج ستنجح بعد خطة جديدة لاعادة تنظيمها".
واكد الشيخ حمدان ان "المسائل القانونية وغيرها لانسحاب قطر تدرس حاليا"، مشيرا الى ان المدير الجديد للشركة جيمس فوكن الذي عين في 13 شباط/فبراير "سيقدم خطة اعادة تنظيم لاخراج الشركة من ازمتها".
ومن دون ان يقدم تفاصيل هذه الخطة، قال انها "ستطرح اثناء اجتماع مجلس الادارة المقرر في آب/اغسطس".
وقال "بفضل هذه الخطة ستكون الشركة افضل"، موضحا ان "خطوطا جديدة ستتقرر وان خطوطا اخرى ستلغى".
ولم يحدد الشيخ حمدان ما اذا كان مجلس الادارة قرر زيادة رأس المال المقدر حاليا بـ 344 مليون دولار.
وفي ايار/مايو 2001، ضخ المالكون الاربعة 160 مليون دولار في الشركة، لكن صعوباتها تفاقمت منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر.
وقد اعلن قرار قطر بالانسحاب من الشركة الاربعاء في ابو ظبي في ختام اجتماع لمجلس ادارة.
و قال مصدر بحريني قريب من الموضوع طلب عدم ذكر اسمه ان "قرار قطر بالانسحاب من شركة طيران الخليج لن تكون له تأثيرات سلبية على الشركة بل يمكن ان يدفع الى تحسين ادائها من الناحية التجارية".
واكد المصدر انه "كلما قل عدد الشركاء كلما كان ذلك افضل"، مشيرا الى ان "الضغوط السياسية تصبح في هذه الحالة اقل" على مجلس ادارة الشركة، وان "جزءا اساسيا من مشكلات الشركة في السنوات الاخيرة ناتج بالدرجة الاولى عن مثل هذه الضغوط".
وتابع ان قطر "حولت في السنوات الاخيرة جميع حقوق النقل الخاصة بطيران الخليج الى شركتها الوطنية القطرية، وان طيران الخليج لن تخسر حقوق نقل لم تعد موجودة" على حد تعبيره.
ومن جانبه قال المحلل المالي ابراهيم شريف السيد ان قرار قطر بالانسحاب من طيران الخليج جاء "على العكس من التوجهات العالمية في صناعة الطيران التي تدفع بشكل متزايد باتجاه اندماج" شركات الطيران خصوصا بعد احداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر الماضي.
واضاف ان "منطقة الخليج تحتاج لشركة كبيرة تدار بطريقة تجارية بعيدا عن اي تأثيرات سياسية".
وراى انه يمكن لطيران الخليج التي تاسست في 1974 ومقرها المنامة، ان تتخطى عواقب انسحاب قطر منها "وتعتمد على متخصصين وخبراء وليس على اداريين فقط وممثلي حكومات".
وقال جميل وفا احد خبراء صناعة الطيران في البحرين ان على مالكي طيران الخليج بما فيهم قطر ان يبادروا كخطوة اولى الى "اعادة رسملة" الشركة و"سداد الديون قبل المبادرة الى تطبيق اي خطة لانقاذها واعادتها الى الربحية".
وقدر خبراء في الاقتصاد بنحو 100 مليون دولار عجز الشركة التي تملك 32 طائرة وتؤمن رحلات الى نحو خمسين وجهة.
و اعرب وزير الاعلام البحريني نبيل الحمر عن "الاسف لقرار قطر بانهاء مشاركتها" في طيران الخليج معربا عن الامل بان "لا يكون هذا القرار نهائيا" وبان "تتوحد جهود الدول المالكة الاربع في دعم وتطوير عمليات الشركة لانها تمثل نموذجا للتعاون المشترك".
وقال الحمر "الوقت هو وقت التجمعات الكبرى والمؤسسات العملاقة" خصوصا وان منطقة الخليج "منطقة حيوية وتتطلب العمل بشكل مشترك في الميدان الاقتصادي".
واضاف "كنا نتمنى ان تنضم دول اخرى ولا تفكر اي من الدول بالانسحاب من الشركة".
ومنذ مطلع ايار/مايو، رفضت قطر وعمان، اللتان انشأت كل منهما شركة وطنية، المشاركة في تعويم الشركة.
وتلا هذا الرفض قرار مجلس الادارة الذي اجتمع في 22 نيسان/ابريل في ابو ظبي بضخ 272.5 مليون دولار في رأس مال الشركة.
وكانت قطر وعمان موافقتان على ضرورة وضع خطة لاعادة تنظيم الشركة تعدها شركة الاستشارات الدولية "سيمت هليلسون اند ايشر" في الولايات المتحدة، او على ان يشتري الشركة مع ديونها اثنان من مالكيها.
وتقترح هذه الخطة خفض الاسطول والغاء بعض الخطوط "غير المربحة" وخطة اجتماعية لخفض عدد الموظفين المقدر بحوالى 5200 وخصوصا عبر التقاعد المبكر.
وفي شباط/فبراير، الغت شركة طيران الخليج 392 وظيفة وقال احد مسؤوليها اخيرا ان الشركة قررت في العام 2001 صرف حوالى 450 موظفا مؤكدا ان عدد الطائرات يمكن ان يخفض الى 26 طائرة.