الإمارات تلغي حظر سفر مواطنيها إلى لبنان

دبي – أعلنت دولة الإمارات الأحد السماح لمواطنيها بالسفر إلى لبنان اعتبارا من 7 مايو/أيار، بعد أيام من إلغائها حظر السفر المفروض إثر خلاف دبلوماسي سنة 2021 في خطوة رحبت بها بيروت، ومن شأنها أن تنشط القطاع السياحي والاقتصادي في البلد المنهك الاقتصادي، خصوصا إذا أعقبها خطوة مماثلة من دول الخليج.

 فرغم التحديات السياسية والاقتصادية التي مر بها لبنان، ظلت أبوظبي شريكا داعما له في العديد من المجالات.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أنّ وزارة الخارجية "تلغي قرار منع سفر المواطنين إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة، والسماح لهم بالسفر إليها وذلك اعتبارا من 7 مايو/أيار2025".

وتمتاز العلاقات اللبنانية الإماراتية بتاريخ متجذر في عمق الثقافة العربية المشتركة، حيث تجمع البلدين روابط سياسية واقتصادية وثقافية قوية.

وشكر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أبوظبي على قرارها، مشددا في بيان على أن "لبنان واللبنانيين ينتظرون بشوق رؤية أشقائهم الإماراتيين كما كل الأخوة في الخليج وسائر العرب في الربوع اللبنانية".

كما رحبت الخارجية اللبنانية بالقرار الذي يدفع "العلاقات الأخوية… قدما لما فيه خير الشعبين والبلدين".

وأملت وزيرة السياحة لورا الخازن لحود في بيان أن "تحذو سائر دول مجلس التعاون الخليجي حذو دولة الإمارات في أقرب وقت ممكن، ليعود لبنان مقصد أشقائه العرب، ومركز النشاط السياحي والثقافي في المنطقة".

وكانت الإمارات أعلنت الخميس أنها تنوي رفع حظر السفر من دون أنّ تحدّد موعدا، غداة لقاء بين الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الإمارات الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان في أبو ظبي.

وذكر البلدان في بيان مشترك الخميس "اتفق الجانبان على السماح بسفر المواطنين بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل حركة التنقل بين البلدين ووضع الآليات المناسبة لذلك".

من جانبها، نبهت الخارجية الإماراتية إلى "شروط وإجراءات يجب الالتزام بها بعد إلغاء قرار منع السفر للبنان، منها أنه يجب على مواطني الدولة التسجيل في خدمة "تواجدي" قبل السفر لضمان التواصل الفعّال، سواء كان السفر مباشرة عبر المنافذ الجوية لدولة الإمارات، أو من أي دولة أخرى في العالم".

و"تواجدي"، هي خدمـة تقدمها وزارة الخارجية لمواطني دولة الإمارات لتسهيل عملية التواصل معهم في حالات الأزمات والطوارئ بهدف مساعدتهم وتنسيق عودتهم للدولة.

ونبهت إلى أن التسجيل في خدمة "تواجدي" إجباري، ويتعين على الأفراد إبلاغ الجهات المختصة عند عودتهم من خلال الخدمة ذاتها".

كذلك لفتت إلى أنه " يُحظر على مواطني الدولة راغبي السفر مغادرة منافذ الدولة قبل إتمام التسجيل حتى لا يكونوا عُرضةً لتعليق إجراءات السفر والمساءلة القانونية".

وفي العام 2021، حظرت الإمارات على مواطنيها التوجّه إلى لبنان وسحبت دبلوماسييها من بيروت تأييدا للسعودية بعد انتقاد وزير الإعلام اللبناني حينها جورج قرداحي التدخّل العسكري السعودي في اليمن.

ولم تمنع لا بيروت ولا أبو ظبي سفر اللبنانيين إلى الإمارات، بالرغم من الصعوبات التي واجهتهم في الاستحصال على تأشيرات دخول.

وفي السنوات الأخيرة، تدهورت العلاقات بين البلدين بسبب النفوذ المتنامي لحزب الله الموالي لإيران في لبنان. لكن بعدما خرج الحزب ضعيفا في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني من مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، تبدي الإمارات مجدّدا اهتماما بالتعاون مع لبنان، على غرار دول خليجية أخرى.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الخارجية الإماراتية، في بيان، إعادة فتح سفارتها بالعاصمة اللبنانية بيروت، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد إغلاق تجاوز ثلاث سنوات.

وانتخب عون الذي يحظى بتأييد الولايات المتحدة والسعودية بعد إضعاف قدرات حزب الله في لبنان والإطاحة ببشار الأسد في سوريا، في تطوّرات بدّلت موازين القوى في المنطقة.