أثينا والقاهرة تبحثان انتهاكات أنقرة في المتوسط
القاهرة - وصل وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس الأحد القاهرة إثر زيارة سريعة صباحا إلى بنغازي، معقل المشير خليفة حفتر في شرق ليبيا، وذلك لبحث الأزمة الليبية في خضم التوتر مع تركيا منذ أن وقعت اتفاقا بحريا مع حكومة الوفاق في طرابلس، أثار غضب اليونان ودولا أوروبية على اعتبار أنه انتهاك لقانون المياه الدولية.
وفور وصوله اجتمع دندياس مع نظيره المصري سامح شكري في القاعة الرسمية بمطار القاهرة، بحسب مسؤول في المطار.
وتأتي زيارة وزير خارجية اليونان بعد أن كثفت حكومة الوفاق الوطني في الآونة الأخيرة، إجراءات تعزيز التعاون مع أنقرة، في خطوة تندد بها أثينا وكذلك القاهرة.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صرح الأسبوع الماضي أن بلاده "لن تسمح لأحد" بالسيطرة على ليبيا، بعد أيام من تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات تدعم حكومة الوفاق.
وشدد السيسي كذلك على أن مصر "لن تتخلى عن الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
وكان دندياس قبل زيارته لمصر التقى الأحد في مطار بنغازي مسؤولين يمثلان سلطات شرق ليبيا، هما رئيس الوزراء عبدالله الثني ووزير الخارجية عبدالهادي الحويج.
وتناول اللقاء الاتفاق المثير للجدل لترسيم الحدود البحرية الذي وقّع في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بين أنقرة وطرابلس، وفق الحويج.
ولا تعترف الحكومة القائمة في شرق ليبيا بشرعية حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج التي تواجه منذ أبريل/نيسان هجوم قوات حفتر على طرابلس.
ويمثّل الاتفاق الموقع بين حكومة الوفاق وأنقرة بحسب أثينا، "انتهاكات لقانون البحار الدولي وحقوق اليونان السيادية وغيرها من الدول".
ويسمح الاتفاق لأنقرة بتوسيع حدودها البحرية في منطقة شرق المتوسط حيث تم اكتشاف حقول طاقة في السنوات الأخيرة.
وكانت اليونان دعت الأمم المتحدة في 10 ديسمبر/كانون الأول إلى إدانة الاتفاق الذي قالت إنّه "يخل" بالسلام والاستقرار الإقليميين.
كما جرى توقيع اتفاق عسكري بين أنقرة وحكومة الوفاق، من شأنه فتح المجال أمام تدخل عسكري لتركيا في ليبيا.
وتتهم القوات الموالية لحفتر تركيا بمدّ حكومة الوفاق بأسلحة ومستشارين عسكريين.
والخميس الماضي أعلنت حكومة الوفاق موافقتها على "تفعيل مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري" الموقعة نهاية نوفمبر/تشرين الثاني مع تركيا.
وكشفت تقارير إعلامية أن الاتفاق يسمح لتركيا توسيع نفوذها شرق المتوسط، ويشرعن إلى تركيا التدخل في الأراضي الليبية لإحراز مكاسب اقتصادية وسياسية.
وأعلنت السبت قوات المشير حفتر ضبط سفينة تركية ترفع علم غرينادا قبالة السواحل الشمالية الشرقية للبلاد، وهو ما يؤكد طموح تركيا لتحقيق لأطماعها الاقتصادية في المتوسط