
أداء قوي لأدنوك للغاز في أول عملية اكتتاب أولي
دبي - قفز سهم شركة الغاز الإماراتية أدنوك للغاز بنسبة 25 بالمئة خلال التداولات الأولى للاكتتاب العام في أبوظبي. ومكنتها العملية من جمع أكثر من 2.3 مليار أورو مقابل 5 بالمئة فقط من رأسمالها.
وتأتي هذه النتائج ثمرة لخطة طموحة أطلقها رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة أدنوك للارتقاء بالأداء وتعزيز المرونة والتركيز على دور الشركة كمحفز للنمو.
وكان المجلس قد قرر في نوفمبر/تشرين الثاني "دمج أعمال أدنوك في مجالات معالجة الغاز والغاز الطبيعي المسال وتأسيس شركة أدنوك للغاز وتوجيه أدنوك لتنفيذ طرح عام أولي لحصة أقلية في الشركة الجديدة في سوق أبوظبي المالي العام المقبل".
وقال في بيان حينها "أدنوك للغاز وهي شركة جديدة لمعالجة وتسويق الغاز، ستبدأ أعمالها اعتبارا من أول يناير 2023... فيما ستتولى الشركة مسؤولية عمليات التشغيل والصيانة والتسويق لشركتي أدنوك لمعالجة الغاز وأدنوك للغاز الطبيعي المسال من خلال شركة واحدة متكاملة"
واعتمد المجلس خطة عمل خمسية لزيادة استثمارات أدنوك الرأسمالية إلى 550 مليار درهم (150 مليار دولار) للفترة من 2023 إلى 2027.
وجاء الارتفاع القياسي الاثنين في نهاية أول أيام التداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية الاثنين، ضمن طرح عام أولي بقيمة 2.5 مليار دولار يأتي في خضم الطلب المتزايد على الغاز.
وارتفع سعر سهم أدنوك للغاز، الشركة التابعة لمجموعة أدنوك المملوكة للحكومة الإماراتية، من 2.37 درهما (0.645 دولار) إلى 2.96 درهما بعد دقائق من بداية عملية التداول، قبل أن يغلق على سعر 2.82 درهما (0.77 سنتا).
والاكتتاب العام لشركة أدنوك للغاز يعتبر أكبر طرح أولي على مستوى العالم حتى الآن خلال عام 2023، وأكبر إدراج على الإطلاق في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
ويفيد سعر الطرح النهائي البالغ 2.37 درهما بأنّ قيمة الشركة تبلغ حوالي 50 مليار دولار.
الاكتتاب العام لشركة أدنوك للغاز يعتبر أكبر طرح أولي على مستوى العالم حتى الآن خلال عام 2023 وأكبر إدراج على الإطلاق في سوق أبوظبي للأوراق المالية
ومع تجاوز الاكتتاب القيمة المستهدفة بخمسين مرة، بات الطلب على الطرح العام لأدنوك هو الأكبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متجاوزا الرقم القياسي العالمي الذي سجلته شركة أرامكو عملاق النفط السعودي قبل ثلاث سنوات والبالغ 29.4 مليار دولار.
وقالت كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري الإماراتي مونيكا مالك "كان من المتوقع أن يظل الطلب على الأسهم قويا بعد الإدراج".
وجاء الاكتتاب العام الأولي الذي نظمته أدنوك في أعقاب التهافت للبحث عن موارد غاز بديلة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وأيضا مع بحث الدول عن مصادر طاقة أنظف لمواجهة أزمة التغيّر المناخي.
واحتفظت أدنوك التي تدرّ أكبر الإيرادات على خزينة دولة الإمارات، بحصة 90 بالمئة في الشركة الجديدة التابعة لها والتي تشكّلت من وحداتها السابقة لمعالجة الغاز الطبيعي المسال.
ويوصف الغاز بأنه أنظف بيئيا من أنواع الوقود الأحفوري الأخرى، مع سعي دول كثيرة في العالم للحد من انبعاثاتها.
واعتبر الخبير في مجال الطاقة رودي بارودي أن الغاز الطبيعي المسال هو "أهم وقود انتقالي بينما يتم التخلي عن المواد الهيدروكربونية".
وعام 2021 أنتجت الإمارات 57 مليار متر مكعب تقريبا من الغاز الطبيعي، أي 1.4 بالمئة من الإنتاج العالمي، وفقا لإحصاءات شركة "بريتيش بتروليوم".
وفي العام نفسه، صدّرت الإمارات نحو 8.8 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال تمثل نحو 1.7 بالمئة من حجم الصادرات العالمية، وفقا لشركة الطاقة البريطانية العالمية.

وقال بارودي إنه "مع تسارع وتيرة الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، فإن دور الغاز الطبيعي بشكل عام من المتوقع على نطاق واسع أن ينمو"، مضيفا "تتمتع أدنوك بسمعة طيبة، لذلك كان متوقّعا أن يجتذب الطرح العام في أدنوك للغازاهتماما قويا".
وقد يكون الاكتتاب العام الأولي لأدنوك للغاز بداية سلسلة اكتتابات عامة أخرى في أبوظبي هذا العام.
ويُتوقّع أن تسير نحو ثماني شركات على الأقل في مجالات التكنولوجيا وإدارة الأصول والطب المتجدد على خطى أدنوك، وفق ما نقلت وكالة بلومبرغ المالية عن المدير العام للشؤون الاقتصادية في دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي سامح القبيسي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اعتمد مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) الذي ترأسه الشيخ محمد خطط الشركة "لتسريع تنفيذ هدف رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى خمسة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2027 بدلا من عام 2030"، معلنا حينها أن الهدف الجديد سيعزز مرونة الشركة وقدرتها على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.
وتسلط خطط أدنوك الضوء على جهود لا تهدأ لزيادة حصة الشركة عالميا من إنتاج النفط والغاز، في تحول لافت يشير في توقيته إلى رغبة في تعزيز جهود الانتقال الواقعي والمسؤول في قطاع الطاقة بما يحقق مكاسب أكبر من خلال زيادة الإيرادات وتنويع الأسواق.
وارتفعت احتياطيات الإمارات من الموارد الهيدروكربونية بواقع ملياري برميل نفط وتريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز في 2022.
وقالت أدنوك في نوفمبر/تشرين الثاني "بهذه الزيادة تصل الاحتياطيات الوطنية لدولة الإمارات من الموارد الهيدروكربونية إلى 113 مليار برميل نفط و290 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي"..
كما تعتزم الشركة تأسيس قطاع جديد "للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي يركز على الطاقات الجديدة والغاز والغاز الطبيعي المسال وتصنيع المواد الكيماوية". ووجه مجلس الإدارة الشركة "بالسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050" دعما لتوجه الإمارات.