'أدناس' عرض مسرحي يلامس ظاهرة الشعوذة والسحر

المخرج المغربي أحمد أمين الساهل يعالج بطريقة سريالية معاصرة في مسرحيته الجديدة ظاهرة الشعوذة بشكل عام ومن منظور محايد.

الرباط - يلامس العرض المسرحي الجديد للمخرج المغربي أحمد أمين الساهل وهو بعنوان "أدناس" ظاهرة اجتماعية تتعلق بالشعوذة والسحر، وتقدم شريحة معينة من المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، وليس فقط في المغرب أو العالم العربي.

وتظهر المسرحية التي تتناول الموضوع بطريقة سريالية معاصرة، كيف يمكن أن يكون الدافع وراء اللجوء إلى هذه الممارسات هو الرغبة في التغيير، أو سد احتياج معين يفتقده الإنسان، وأحيانًا يكون الغرض هو التسبب في الأذى للنفس البشرية.

وقال مخرج ومؤلف العرض أحمد أمين الساهل في تصريح للصحافة إن المسرحية تركز "على معالجة ظاهرة الشعوذة بشكل عام ومن منظور محايد، دون التطرق إلى ثقافة أو بلد معين"، مضيفا أن "هذا العمل هو ثالث تجربة لي في الإخراج"، مبرزا أنه ثمرة شراكة مع مسرح محمد الخامس ومسرح المنصور.

"في حضرة دنس الأدناس، يخاطب الناس بلب السواد الذي ترتدونه في الحداد يلقح العباد بابتسامة خضراء كالندى تكتسي تحتها أنياب الأذى بعين لذغة البشر وبأصوات الضجر يتهم أحكام القدر"… بهذه الكلمات دعا الساهل عبر حسابه على إنستغرام لحضور العرض ما قبل الأول للمسرحية.

وتم السبت تقديم العرض ما قبل الأول للمسرحية من قبل فرقة الأفق الجديد للثقافات على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط، حيث استمتع الحضور على مدى ساعة ونصف الساعة، بعرض فني متميز أبدعت فيه الفرقة، من خلال أداء درامي ساخر، بتقديم قراءة عميقة لواقع يمس شريحة واسعة من المجتمعات حول العالم.

واستعرضت الفرقة بأداء تقمص خلاله أعضاؤها شخصيات مختلفة تنسجم مع الثراء السينوغرافي للمسرحية، إن على مستوى الإضاءة أو الديكور الذي رافقته الموسيقى في مجمل محطات المسرحية، المحاور التي تدور حولها المسرحية وذلك بأسلوب درامي عميق يحفز الجمهور على التفكير في هذا الموضوع.

ويجسد تنوع اللغات المستخدمة في أداء المسرحية، سواء باللهجة الدارجة المغربية أو العربية الفصحى أو الإنكليزية، حقيقة أن هذه الظاهرة تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.

وقام بالتشخيص في المسرحية وهي نص وإخراج أحمد أمين الساهل، كل من هند بلعولة، فريدة بوعزاوي، بشرى شريف، وأمين التليدي.

وتحدث أبطال العرض عن شخصياتهم بالمسرحية، حيث أشارت هند بلعولة إلى أن شخصية "فاطمة" التي تجسدها في العمل، هي لطالبة جامعية تعيش مع امرأة تؤمن بالسحر والشعوذة وتمارسه.

وأضافت خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وفق ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسرحية تناقش الأسباب التي تدفع "فاطمة" للبحث عن أشياء تفتقدها في حياتها، كالحب والأمان.

ومن جانبها، أوضحت الممثلة بشرى شريف التي تقمصت شخصية "عائشة" أن الدور المنوط بها يتمثل في تجسيد شخصية امرأة تقع ضحية لأحد الأشخاص المتورطين في عالم الشعوذة.

وأحمد أمين الساهل وهو خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي فاز مؤخرا بجائزتي التانيت البرونزي والسينوغرافيا بمسرحية "لا فيكتوريا" التي شارك من خلالها في المسابقة الرسمية ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، والعرض يتناول حكايا الوجع الإنساني والقضايا المسكوت عنها.