أرامكو تستطلع آراء المستثمرين لبيع أسهم بقيمة 50 مليار دولار

السعودية قررت أن يكون أي طرح جديد لأسهم أرامكو عبر السوق السعودية لتفادي أي مخاطر قانونية مرتبطة بأي إدراج دولي، وستكون الصفقة واحدة من أكبر الطروحات في العالم خلال الأعوام الأخيرة

 

الرياض  – أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بأن أرامكو السعودية تدرس بيع حصة بقيمة تصل إلى 50 مليار دولار من خلال طرح ثانوي للأسهم في السوق السعودية بعد إجراء مشاورات مع مستشارين.
وجاء في التقرير أن البيع قد يتم قبل نهاية العام، وأن أرامكو “تستطلع آراء” المستثمرين المحتملين مثل شركات النفط متعددة الجنسيات الأخرى وصناديق الثروة السيادية بشأن المشاركة في الصفقة.
ونقل التقرير الذي نشر الجمعة، عن مسؤولين سعوديين ومصادر مطلعة على الخطة أن المملكة قررت أن يكون أي طرح جديد لأرامكو عبر السوق السعودية لتفادي أي مخاطر قانونية مرتبطة بأي إدراج دولي.
وأرامكو السعودية هي أكبر شركة للنفط في العالم، إذ تبلغ قيمتها السوقية 2.25 تريليون دولار وصعدت أسهمها 19.6 بالمئة هذا العام. وتساهم مع فروعها حول العالم بتقديم الخبرة الفنية في إدارة سلسلة التوريد والتنقيب والتكرير والمواد الكيميائية.
وخلال السنوات السابقة قامت بضخ حوالي 10 ملايين برميل يومياً، مما جعلها أحد أكبر الشركات في العالم، وتم تقدير إيراداتها عام 2018 بـ 388 مليار دولار (352 مليار يورو)، بمتوسط مليار دولار يومياً.
وأكملت الشركة أضخم طرح عام أولي في العالم في أواخر 2019 وجمعت 25.6 مليار دولار وباعت في وقت لاحق مزيدا من الأسهم ليبلغ إجمالي ما جمعته 29.4 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية سبق أن خططت لبيع أسهم في أرامكو بقيمة 50 مليار دولار العام الماضي، لكنها لم تمض قدما في ذلك بعدما رأت أن ظروف السوق غير مواتية.
وأعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في يناير 2021 أن أرامكو ستبيع المزيد من الأسهم وأنه سيتم توجيه العائدات لدعم صندوق الاستثمارات العامة.
وقال الأمير في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالمملكة “سوف يكون هناك طروحات لأسهم أرامكو في السنوات القادمة، وهذا الكاش سوف يتحول لصندوق الاستثمارات العامة ليعاد ضخه داخل وخارج المملكة”.
وأنفق صندوق الاستثمارات العامة، الذي يتلقى أحيانا تمويلا حكوميا، 120 مليار ريال (32 مليار دولار) في الداخل العام الماضي في ظل سعيه لتنفيذ أجندة اقتصادية طموحة لتقليل اعتماد اقتصاد المملكة على النفط من خلال تطوير صناعات جديدة.
وذكر الصندوق الذي يدير أصولا قيمتها نحو 700 مليار دولار في تقريره السنوي المنشور الشهر الماضي أنه سجل خسارة شاملة قيمتها 58.545  مليار ريال (15.61 مليار دولار) في العام الماضي.
وارتفعت القيمة السوقية لـ "أرامكو" بنحو 55 مليار دولار الخميس، مع إعلان توزيعات إضافية للمستثمرين والحكومة، لتحتل المرتبة الثانية عالمياً ضمن أكثر الشركات تحقيقاً للإيرادات في العالم.
وأعلنت أرامكو الشهر الماضي أيضا عن توزيعات أرباح إضافية تقترب من عشرة مليارات دولار يذهب معظمها إلى الحكومة، في أول دفعة من عدة مدفوعات تضاف إلى توزيعات أرباح أساسية مقررة قدرها 153 مليار دولار لعامي 2022 و2023.
وأفادت بانخفاض صافي دخلها في الربع الثاني من العام 38 بالمئة إلى 112.81 مليار ريال مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وتكتسب خطط الرياض لإتمام تلك الخطوة المحتملة زخماً كبيراً، وقد يجتذب طرح ثانوي لأسهم "أرامكو" مستثمرين جدد.
 وذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية  في وقت سابق أن من شأن أية صفقة بيع أسهم في أرامكو أن تكون واحدة من أكبر الطروحات في العالم خلال الأعوام الأخيرة.
وقالت الشركة إنها ستدفع أيضاً المزيد للمساهمين من السيولة الزائدة لديها بعد اعتماد آلية لتوزيع الأرباح مرتبطة بالأداء، إضافة إلى الأرباح الأساس المستدامة والمتزايدة التي تقوم بتوزيعها حالياً وتنوي المحافظة عليها.
وأضافت أنها تستهدف أن تبلغ تلك الأرباح المرتبطة بالأداء ما نسبته 50 إلى 70 في المئة من التدفقات النقدية الحرة السنوية للمجموعة بعد خصم توزيعات الأرباح الأساس وأي مبالغ أخرى، بما فيها الاستثمارات الخارجية، وسيتم تحديد هذه الأرباح مع النتائج السنوية.
وفي مارس الماضي، وقعت أرامكو اتفاقيات نهائية للاستحواذ على حصة بنسبة 10 في المئة في شركة "رونغشنغ للبتروكيماويات المحدودة" والمدرجة في بورصة شنغن "رونغشنغ" مقابل 24.6 مليار يوان صيني (3.6 مليار دولار)، في صفقة ستسهم في زيادة توسيع وجودها بشكل كبير في أعمال التكرير والكيماويات والتسويق في الصين.