أردوغان يبحث مع زيلينسكي صيغة سلام لوقف الحرب الروسية الأوكرانية

مصدر دبلوماسي تركي يكشف أنه من المتوقع أن تؤكد أنقرة دعمها القوي والمستمر لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها.

أنقرة - التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مدينة إسطنبول، فيما أفاد مصدر دبلوماسي تركي بأنه من المتوقع أن تؤكد تركيا دعمها القوي والمستمر لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها، بينما تسعى أنقرة إلى لعب دور الوسيط بين موسكو وكييف لوقف الحرب الروسية الأوكرانية. 

وقالت الرئاسة التركية إن زيلينسكي سيجري محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا واتفاق الحبوب في البحر الأسود والعلاقات الثنائية.

وقال مكتب زيلينسكي إن جدول الأعمال يتضمن صيغة سلام تهدف إلى إنهاء الحرب مع روسيا، وإقامة تعاون ثنائي في مجال صناعة الدفاع والإفراج عن أسرى الحرب الأوكرانيين الذين تحتجزهم موسكو.

وقالت وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية إن زيلينسكي وصل إلى إسطنبول وسيزور حوض بناء سفن لمعاينة سفينة حربية يتم بناؤها لأوكرانيا قبل اجتماعه مع أردوغان.

وأفاد المصدر بأنه "من المزمع أن تعلن تركيا استمرار جهودها الرامية لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن من خلال المفاوضات".

وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بعد اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن الوقت قد حان لكي تبدأ أوكرانيا وروسيا في إجراء محادثات لوقف إطلاق النار، وأضاف أن هذا لا يعني الاعتراف بالاحتلال الروسي.

وذكر المصدر أن من بين البنود المدرجة على جدول الأعمال تطورات إعداد ترتيب جديد حول سلامة السفن التجارية بين روسيا وأوكرانيا بعد انتهاء العمل باتفاق الحبوب في البحر الأسود.

وفي يوليو/تموز الماضي، انسحبت روسيا من الاتفاق الذي سمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، قائلة إنه يتم تجاهل مطالبها بوضع بنود أفضل فيما يتعلق بصادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.

وتحاول أنقرة إقناع موسكو بالعودة إلى الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، لكن روسيا تقول إنها غير مهتمة بإحيائه.

واستضافت تركيا محادثات لوقف إطلاق النار بين كييف وموسكو في الاسابيع الأولى للحرب باءت بالفشل. وتريد أنقرة إحياء تلك المباحثات.

وتشترك تركيا في حدود بحرية مع أوكرانيا وروسيا في البحر الأسود وسعت إلى الحفاظ على علاقات ودية مع كليهما أثناء الحرب. وقدمت دعما عسكريا لكييف، وفي الوقت ذاته عارضت العقوبات المفروضة على موسكو.

وفي إطار جهود أنقرة لتحقيق توازن في علاقاتها بين الدولتين، عرضت استضافة محادثات السلام مع الحفاظ على علاقاتها في مجال صناعة الدفاع مع أوكرانيا وتعزيز تعاونها في مجال الطاقة مع روسيا، ووقعت اتفاقا للمشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب.

وقال المصدر التركي "عندما يعود السلام إلى أوكرانيا، نهدف إلى مواصلة تقديم دعم قوي لجهود إعادة إعمار البلاد بناء على شراكتنا الاستراتيجية".

وتأتي زيارة زيلينسكي لإسطنبول أيضا قبل زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي قال الكرملين إنها ستكون بعد الانتخابات الرئاسية في روسيا المقرر إجراؤها منتصف هذا الشهر.

وعبر حلفاء تركيا الغربيون عن قلقهم إزاء علاقاتها مع موسكو. وتعتمد أنقرة على الطاقة الروسية ويتركز عليها الاهتمام مع سعي روسيا لتجنب القيود التجارية الغربية.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدة شركات تركية لمساعدتها روسيا على شراء سلع يمكن أن تستخدمها قواتها المسلحة.