أردوغان يرشح وزيرا سابقا لمنصب بلدية اسطنبول

حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم يخوض الانتخابات البلدية للعام 2024 بحظوظ أوفر من انتخابات العام 2019 التي خسر فيها رئاسة بلديات اسطنبول وأنقرة وازمير.

اسطنبول - رشّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد وزير بيئة سابق لمنصب رئاسة بلدية اسطنبول، في انتخابات يأمل أن يستعيد من خلالها السيطرة على المدينة والانتقام بعد أسوأ هزيمة سياسية تعرض لها حكمه القائم منذ عقدين بعد أن انتزع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات السابقة رئاسة بلدية أكبر المدن التركية والتي لها ثقل اقتصادي وسياسي.

وكان أكرم امام اغلو القيادي البارز في حزب الشعب الجمهوري قد فاز في الانتخابات البلدية عام 2019 برئاسة بلدية اسطنبول في مواجهة بن علي يلدريم عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في انتكاسة سياسية رد عليها اردوغان بالطعن في نتائج الانتخابات. وبعد جولة إعادة تمت كرها انتزع امام أوغلو الفوز مرة ثانية.

وسيمثل مراد كوروم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، في الانتخابات البلدية المقررة في 31 مارس/اذار، وهي الانتخابات التي يخوضها الحزب الاسلامي المحافظ بأكثر حظوظ بعد خسارة ائتلاف من ستة أحزاب معارضة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

ولا يبدو وضع المعارضة جيدا في ظل تجاذبات سياسية وانقسامات حادة تلت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة شكلت اختبارا كذلك للمسار السياسي والانتخابي للانتخابات المحلية التي ستجرى في مارس/اذار القادم.

وكان حزب الشعب الجمهوري المعارض قد استعاد سيطرته على اسطنبول للمرة الأولى منذ أن كان أردوغان رئيسا لبلدية هذه المدينة في تسعينات القرن الفائت، وذلك في انتخابات جرت العام 2019.

وبفضل نتائج هذه الانتخابات أيضا استعادت المعارضة سيطرتها على العاصمة أنقرة واحتفظت بالسلطة في إزمير الساحلية. وزعزعت سيطرة المعارضة على المدن الثلاث الرئيسية في تركيا مكانة أردوغان السياسية وأبرزت الاستياء المتزايد من حكمه.

وقاد منافسو الرئيس حملة ضد الفساد المستشري وحملة القمع السياسية التي تلت محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، لكن أردوغان فاز في العام الماضي بمعركة صعبة لإعادة انتخابه، في ظل أزمة اقتصادية تجاوز فيها معدل التضخم السنوي 85 بالمئة.

وركّز من وقتها على استعادة السيطرة على اسطنبول، وهي المدينة التي نشأ فيها وانطلقت منها مسيرته السياسية مقدّما نفسه كمدافع عن المسلمين المتدينين والفقراء في تركيا.

وقال أردوغان لأنصاره خلال مؤتمر للحزب في اسطنبول "لن نتوقّف حتى 31 مارس (اذار) واصلوا التقدم"، مضيفا "نسمّي مرشحين سيخوضون الانتخابات موفرين حلولا لا أعذارا وهم يتصرفون بتواضع لا بتعجرف".

وتخرج كوروم الذي رشحه الرئيس التركي لخوض الانتخابات على رئاسة بلدية اسطنبول، من جامعة سلجوق في قونية ونال شهادة في الهندسة المدنية، ثم شغل منصب وزير البيئة والتطوير العمراني في حكومة أردوغان من عام 2018 حتى السنة الماضية.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن كوروم البالغ 47 عاما والذي أصبح عضوا في البرلمان ممثلا إحدى مناطق إسطنبول عن حزب العدالة والتنمية، تصدر استطلاعا داخليا للحزب أشرف عليه أردوغان خلال الشهر الماضي.  وتشغل زوجته سنغول منصبا رفيعا في هيئة تنظيم وسائل الإعلام في تركيا منذ العام 2021.

وتتوافق خلفيته كمخطط مدن وعمله المهني مع تصاريح أردوغان عن أن إسطنبول تراجعت تحت سيطرة المعارضة.

وفاز رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو، على حليف اردوغان في الانتخابات البلدية عام 2019، التي حظيت بمتابعة دولية بعدما أثار إلغاؤها الجدل. وشكل فوزه بفارق كبير انعطافة في المسار السياسي ليصبح بطلا للمعارضة وعدوا سياسياً لدودا لأردوغان.

ويُنظر إلى إمام أوغلو البالغ 52 عاما على أنه أفضل رهان للمعارضة حتى تستعيد الرئاسة من أردوغان في العام 2028. وقد مُنع من الترشح للرئاسة في العام الفائت بسبب إدانته بـ"التشهير السياسي" الذي اعتبره أنصاره بمثابة انتقام من من الرئيس التركي لخسارته في العام 2019، إلا أنّه كرّر رغبته في الترشح للرئاسة يوما ما.

وفي حال هزيمة إمام أوغلو في الانتخابات المحلية (في مارس/اذار)، سيضعف طموحه السياسي وستكون المعارضة من دون مرشح رئاسي واضح للعام 2028.

وبدأ كوروم ينتقد طموح إمام أوغلو في رسالة نشرت عبر وسائل التواصل عقب تأكيد ترشّحه. وقال "مستعدون لإدارة اسطنبول بطريقة منهجية ومنحها الاهتمام الذي تستحقه".