أريكا هيلتون تتحدث 'عن الرياح'

الشاعرة الأميركية المتحدرة من أصول سورية تتناول مجموعتها الشعرية قضايا عاطفية وإنسانية.

دمشق - صدرت حديثا عن دار التكوين للطباعة والنشر والتوزيع المجموعة الشعرية "سأحدثك عن الرياح" لأريكا هيلتون ترجمة أسامة أسبر، وفيها تتناول الشاعرة الأميركية قضايا عاطفية وإنسانية.

وحلقت هيلتون المتحدرة من أصول سورية من خلال مجموعتها في رحاب الفضاء والطبيعة لتكون تشكيلاتها الشعرية بأسلوب مبتكر، وسهل ممتنع قريب معناه من المتلقي، وصعب تقليده.

وعبرت في قصيدتها "اللحظة الأخاذة" عن عواطفها بأسلوب فكري جمعت فيه بين الواقع والخيال فقالت: أنا مكتبة تزخر بالأفكار.. لكن أنت.. من كان يكتب بالضوء.

وجاءت قصيدتها "سمعت شجرة البلوط" ملونة ومشكلة بجماليات الاستعارات التي ساهمت من خلالها بتشكيل صور جديدة تعبر عن التفاؤل والنتائج الإيجابية للمساهمة من أجل الوصول دائما إلى النور فقالت: سمعت ارتطاما .. كصوت يدين تدفعان التراب جانبا كي تشق طريقا للضوء.

أما قصيدتها "آن أوان الشفاء"، فتدعو في عباراتها الشعرية إلى النشاط والكفاح من أجل عيش كريم والتعامل بمحبة وإيثار ووفاء، بعاطفة ورؤى صادقة فقالت:

تسألون: كيف يمكن أن نعيش معا؟

كيف لنا أن نتحرر من أنانا.. من حزننا واستيائنا ومن غضبنا؟

ها أنا ذا جئت لأخبركم.

وتجمع الشاعرة هيلتون ما اطلعت عليه خلال تعرفها على المثقفين والفنانين والبيئات المختلفة والتجارب لتطرح رؤيتها في الحياة قائلة:

أنت يا من تشهر البندقية في يدك.. عانق جارك.. الجار الذي يخافك.

وأنت يا من تشهر سلاح فكرك.. عانق جارك.. الجار الذي تروعه كلماتك.

وابتكرت في قصيدتها "أنت تملأ الأنهار" التشبيهات الجمالية التي تصر على القارئ أن يقف عندها لما فيها من جماليات مقنعة وتعبير صادق فتقول:

تفيض بك الأنهار …. ويستلقي الزمن على العشب ليريح ساقيه.. على قطرات وردة من صمت.. هادئا وناعما وأحيانا حزينا.

وتحافظ الشاعرة في جميع نصوص المجموعة على المستوى الفني والإبداعي وعلى صدق العاطفة وجماليات الصور والبراعة في تكوينها الفني والجمالي، معبرة من خلالها عن كثير من الرؤى وخلاصات التعامل الوجداني.

وقدم الشاعر السوري أدونيس للكتاب، قائلا "شعرٌ يُعيدُ ابتكارَ زمنَ حبّه مغنيّاً: أن تخلق هو أن تحبّ، وهو إذا أن تجعلَ من الأبديّة لحظةً، ومن اللحظة هُياماً خلّاقاً. من أين يجيءُ هذا الشعر، وكيف يبدو أنه غابة أشجارٍ حمراء زرقاء تتموّج في حقول الجسد، كما لو أنها نظام آخر لفلك الحبّ؟ السّديم، الصّبوات، الأحلام، الرغبات، التّباريح والمواجع كلّها موسيقى تحتضنها الكلمات وإيقاعاتها، الصّور وآفاقها. هكذا أنّى وكيف دخل القارئ في عالمها، فإنه يرى ما لم يكن يتوقّع، ولا بد من أن يتمتم بغبطةٍ: إنه شعرٌ انفجارٌ ضوئيٌّ في ظلمات الحياة، ويبدو كأنه لغةٌ في إماتة الموت".

والشاعرة أريكا هيلتون من أصول سورية هاجرت إلى تركيا ثم إلى الولايات المتحدة واستقرت فيها، وفي شعرها ثقافات مختلفة، فهي متأثرة بمحي الدين بن عربي وجلال الدين الرومي، وهي فنانة تشكيلية بارزة، وينعكس هذا على شعرها، وشغلت العديد من الإدارات الثقافية منها غاليري هيلتون، حيث تعرض الآن من خلاله لفنانين عالميين، وشاركت بمعارض في كثير من بلدان العالم، وشغلت منصب رئيسة مركز الشعر في شيكاغو قبل ذلك.