أزمة تشكيل الحكومة مستمرّة في الكويت والأمير يسافر للعلاج في إيطاليا

القلق يهيمن على الكويتيين بعد انتخابات مجلس الأمة الجديد، ولاسيما بعد الوضع الصحي للأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي سافر إلى إيطاليا للعلاج، ونتيجة الأزمة السياسية التي بدأت مبكرا بين البرلمان الجديد والحكومة.

الكويت – ما تزال أزمة تشكيل الحكومة متواصلة في الكويت بعد إجراء انتخابات مجلس الأمة الأسبوع الماضي، ولم يتمّ حلّها بعد، وذلك في وقت يسافر فيه أمير البلاد إلى إيطاليا من أجل العلاج.

ويهيمن القلق على الكويتيين بعد انتخابات مجلس الأمة الجديد، ولاسيما بعد الوضع الصحي للأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي سافر إلى إيطاليا للعلاج، ونتيجة الأزمة السياسية التي بدأت مبكرا بين البرلمان الجديد والحكومة.

 وأفاد مرسوم أميري في الكويت، مساء السبت، بتأجيل عقد أول جلسة لمجلس الأمة (البرلمان) المنتخب حديثا وذلك لمدة أسبوع.

جاء ذلك بحسب ما ذكره الناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المزرم، وفق وكالة الأنباء الكويتية في ظل رفض نيابي للتشكيل الجديد للحكومة واعتذار وزير.

وقال المزرم: "صدر مرسوم بتأجيل انعقاد اجتماع مجلس الأمة إلى صباح يوم الثلاثاء، 18 أكتوبر (تشرين أول بدلا من 11 من الشهر ذاته) استناداً للمادة 106 من الدستور"، دون ذكر سبب التأجيل.

وتنص المادة 106 من الدستور على "للأمير أن يؤجل، بمرسوم، اجتماع مجلس الأمة لمدة لا تجاوز شهرا".

ونقلت صحيفة "الرأي" المحلية، عن النائبة جنان بوشهري قولها، أن "ما يحدث من إجراءات يعتبر عبثا في الدستور والحياة الديمقراطية، فلا يمكن لحكومة تصريف العاجل من الأمور رفع مرسوم تأجيل انعقاد المجلس".

وأضافت أنه "لا يمكن لحكومة لم تؤد اليمين الدستورية رفع المرسوم (إلى أمير البلاد)"، داعية النائب أحمد السعدون، إلى "دعوة النواب لاجتماع في ديوانه لاتخاذ موقف يحمي الدستور".

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية اليوم السبت إرجاء انعقاد أول جلسة للبرلمان بعد الانتخابات إلى 18 أكتوبر تشرين الأول.

ولم تؤد الحكومة اليمين الدستورية بعد بسبب اعتراض أكثر من أربعين نائبا. وقالت وسائل إعلام محلية إن الوزراء وضعوا استقالاتهم تحت تصرف رئيس الوزراء.

في المقابل، أكد الخبير الدستوري الكويتي والوزير السابق فالح العزب للصحيفة ذاتها، بـ"جواز تأجيل انعقاد اجتماع مجلس الأمة باعتبار ذلك من السلطات الدستورية لأمير البلاد".

ويأتي تأجيل انعقاد أول جلسة نيابية لمجلس الأمة، بعد يومين من بيان نقله إعلام محلي لـ45 نائبا من أصل 50 أعلن رفض تشكيل الحكومة الجديد المعلن مساء الأربعاء، بمرسوم أميري، واعتذر النائب عمار العجمي عن حقيبة الكهرباء، وفق ما ذكره الأخير على حسابه بتويتر.

والأربعاء، صدر مرسوم أميري بإعادة تعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيسا للحكومة للمرة الثانية خلال 73 يوما، بعد تشكيل حكومة أولى في 24 يوليو/ تموز الماضي، ثم تلاه مساء الموافقة على تشكيل حكومي ضم وزراء جدد لحقائب الدفاع والصحة والنفط. وأدى الخلاف السياسي الداخلي إلى تعثر الإصلاحات.

فيما يرجح بحسب إعلام محلي منها صحيفة الأنباء الكويتية، أن التشكيل الحكومي لم يحسم بعد، وجار بحث حل تلك "الأزمة" التي تعد الأولى بين السلطتين التشريعية والتنفيذية منذ الانتخابات التي أجريت نهاية الشهر الماضي أسفرت عن حصول المعارضة على حوالي 60 في المئة من مقاعد البرلمان.

وفي 2 أغسطس /آب الماضي، صدر مرسوم أميري بحل المجلس لعدم التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في أزمة استمرت عدة أشهر.

وفي 29 سبتمبر/أيلول الماضي أجريت في الكويت الانتخابات الأخيرة لمجلس الأمة الكويتي وأعلنت نتائجها في 30 من الشهر ذاته

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية اليوم السبت أن أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وصل إلى إيطاليا "لاستكمال فحوص طبية معتادة.

وتقلد الأمير السلطة في الكويت في 2020 بعد وفاة أخيه أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد.

وأكد مصدر حكومي كويتي أن أعضاء الحكومة الجديدة الذين تم تعيينهم الاربعاء، وضعوا استقالاتهم تحت تصرف رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، حسبما أفادت صحيفة القبس الكويتية الخميس.

جاء ذلك، عقب حالة الرفض الشعبي والنيابي التي صاحبت إعلان التشكيل الوزاري الجديد، واعتذار النائب في البرلمان عمار العجمي عن عدم الدخول في الحكومة كوزير.

 وينص الدستور الكويتي في المادة 56 على أن (ويكون تعيين الوزراء من أعضاء مجلس الأمة ومن غيرهم)، وبناء على ذلك فإن شرط جوهري في تشكيل الحكومة قد فقد، مما يستحيل معه تشكيل الحكومة.

من ناحية أخرى، نقلت القبس في عددها الصادر الجمعة، عن مصدر رفيع المستوى قوله إن وزير الخارجية د. أحمد الناصر، اعتذر عن عدم قبول المنصب الوزاري في الحكومة الجديدة صباح الأربعاء قبل صدور الأمر الأميري بتعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، رئيسا للحكومة وقبل صدور مرسوم تعيين الحكومة الجديدة أمس الأربعاء.

وأعرب د. الناصر في خطاب حصلت القبس على نسخة منه، عن اعتزازه بالثقة الغالية من قبل القيادة السياسية العليا، إلا أنه أكد في الخطاب عدم رغبته في قبول المنصب الوزاري التزاما منه بتحقيق المصلحة العليا للبلاد.

 وتعاني الكويت حالة من الاحتقان بين الحكومة والبرلمان منذ أشهر ما أدى إلى استقالة رئيس الوزراء السابق الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح بعد فشله فى الحصول على ثقة أغلبية أعضاء البرلمان.