أزمة صافر.. سباق ضد الساعة لجمع تمويلات لتفادي كارثة بيئة
لاهاي - لا تزال مشكلة التسرب النفطي من ناقلة صافر الراسية قبالة السواحل اليمنية وإمكانية انشطارها أو انفجارها قبالة السواحل اليمنية تثير قلقا بالغا وسط مساع أممية لإيجاد التمويلات اللازمة لدرء الخطر البيئي وانتشالها قبل وقوع الكارثة.
وتتواصل الجهود على وقع تحذيرات دولية من مخاطر كارثية، فيما بدأ مؤتمر للمانحين بتنظيم من هولندا والأمم المتحدة في لاهاي الأربعاء لتمويل عمليات طارئة لدرء تداعيات تسرّب نفطي محتمل من ناقلة النفط المهجورة قبالة سواحل اليمن.
وقالت الأمم المتحدة في بيان اليوم الأربعاء إنها جمعت 33 مليون دولار للتعامل مع خطر تسرب نفطي من خزان ناقلة صافر الراسية قبالة سواحل اليمن على البحر الأحمر، مضيفة أن هناك حاجة ملحة لجمع المزيد من الأموال.
وبذلك يرتفع المبلغ المتاح لعملية تفريغ الخزان المتهالك إلى 40 مليون دولار، بما يشمل الأموال التي سبق التعهد بتقديمها لتنفيذ الخطة البالغة كلفتها 144 مليون دولار.
وقدر الخبراء أن ناقلة النفط صافر محمّلة بما يزيد قليلا على مليون برميل وهي معرضة للانشطار أو الانفجار أو الاشتعال في أي وقت. ورأت الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى 20 مليار دولار فقط لتنظيف التسرب النفطي في حال وقوعه.
وفي أبريل/نيسان الماضي، دعت الأمم المتحدة الجهات الدولية المانحة إلى الإسراع في تقديم نحو 80 مليون دولار لتمويل عمليات الطوارئ. وتخصص الـ80 مليون دولار لتفكيك الخزان العائم واستئجار ناقلة كبيرة لتخزين النفط لمدة 18 شهرا بالإضافة إلى التأمين والطاقم والصيانة.
وحذرت الأمم المتحدة مجددا الاثنين من خطر "وشيك" لحدوث كارثة بيئية وإنسانية بسبب سوء حالة ناقلة النفط صافر، المهجورة قبالة ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي في تغريدة إنه سيكون في لاهاي الأربعاء لحضور مؤتمر المانحين، بحسب وزارة الخارجية الهولندية.
وقالت منظمة غرينبيس في بيان الأربعاء إن "العملية ستكلف 80 مليون دولار وإذ كان ذلك يبدو مبلغا طائلا، إلا أنه أقل بكثير من المساعدات التي تقدمها الحكومات لشركات النفط"، موضحة أن "متوسط أرباح قطاع النفط لمدة ثلاثة أشهر 7.3 مليارات دولار يمثل أكثر من 90 ضعفا المبلغ المطلوب لإنقاذ السفينة وحماية الناس والبيئة في منطقة البحر الأحمر".
وصافر التي صُنعت قبل 45 عاما وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، لم تخضع لأي صيانة منذ 2015 ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها.
ويشهد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بسبب الحرب بين السلطات المعترف بها والمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على ميناء الحديدة.