أفغانستان: الأميركيون يرسلون لجنة تحقيق بشأن قصف المدنيين

العشرات من الأطفال اصيبوا في القصف

قاعدة باغرام الجوية - أرسلت لجنة تحقيق افغانية اميركية الثلاثاء الى القرية في جنوب افغانستان حيث قتل اربعون شخصا بحسب مسؤولين محليين افغان مساء الاحد في عملية قصف اميركية اخطأت هدفها واصابت حفل زفاف.
واعلن الناطق باسم الائتلاف الكولونيل روجر كينغ من قاعدة باغرام الجوية على مسافة 50 كلم شمال كابول خلال مؤتمر صحافي ان "لجنة تحقيق غادرت هذا الصباح متوجهة اولا الى كابول للانضمام الى اعضاء الفريق الافغان".
واقرت واشنطن بانها قصفت هذه المنطقة وبان احدى القنابل السبع التي القتها القاذفات بي-52 اخفقت هدفها.
وقال الكولونيل كينغ ان "الائتلاف قام بعملية الاحد والاثنين في ولاية اوروزغان اسفرت ربما عن ضحايا مدنيين. وقصفت طائرات اميركية بي-52 وسي-130 عددا من الاهداف على الارض، بينها مواقع مضادات جوية اطلقت النار على الطائرات الاميركية. ولم تكن القرية بحد ذاتها مستهدفة".
واشار الى ان الطائرات الاميركية تعرضت لـ"اطلاق نار بالرشاشات الثقيلة" من مواقع مختلفة وردت عليه.
ويقوم الائتلاف المناهض للارهاب في افغانستان بمطاردة عناصر القاعدة وحركة طالبان الذين ما زالوا ناشطين في هذا البلد.
وقال الكولونيل كينغ ان العملية التي جرت في اوروزغان كانت "عملية مهمة"، مشيرا الى ان "عددا من المهمات الاخرى جرت بشكل متزامن" وشارك فيها العسكريون الذين تمت تعبئتهم وعددهم مئة الى مئتين.
وكشف راز محمد شقيق حاكم ولاية اوروزغان يار محمد ان عمليات القصف الاميركية طاولت قرى اخرى من الولاية، وقد تكون اسفرت عن المزيد من الضحايا.
واوضح الناطق باسم الائتلاف ان فرق المحققين تتألف من اربعة عسكريين اميركيين وممثل عن وزارة الخارجية وستة او سبعة ممثلين عن الادارة الانتقالية.
وذكر راز محمد ان الضحايا كانوا يحتفلون بزفاف في قرية دهرواد في ولاية اوروزغان شمال قندهار. وقال ان "اربعين شخصا من اولاد وبالغين بينهم عشرة رجال فقط قتلوا و120 آخرون جرحوا في الهجوم ليل الاحد الاثنين".
من جهته، قال الكولونيل كينغ "لست ادري ما كان يجري في هذه القرية. كل ما اعرفه ان اشخاصا كانوا يطلقون النار على قوات الائتلاف بالرشاشات الثقيلة". واكد انه سيتم اعلان نتائج التحقيق.
وقام جنود اميركيون باجلاء اربعة اطفال جرحى اكبرهم سنا في الخامسة الى المستشفى الاميركي في قندهار. ونقل احد هؤلاء الجرحى بعد ذلك الى باغرام، حيث يعالج حاليا في احد المستشفيات.
وسئل الناطق عن الفارق الزمني بين الحادث واولى انباء البنتاغون، فقال انه تلقى "عددا من التقارير المتضاربة"، غير ان التقارير القادمة من مصادر افغانية كانت مقلقة جدا.
وذكر الناطق ان "قوات معادية كانت موجودة في هذه المنطقة"، مستبعدا في الوقت ذاته ان تكون هذه القرية "قاعدة" لتنظيم القاعدة.
وولاية اوروزغان من معاقل حركة طالبان. وتشير شائعات عديدة الى اقامة القائد الاعلى لطالبان الملا عمر بشكل متقطع او دائم في هذه الولاية.
واسفرت عمليات القصف الاميركية على افغانستان منذ تشرين الاول/اكتوبر 2001 عن اكثر من 3700 قتيل من الافغان حتى كانون الاول/ديسمبر 2001، بحسب مصادر انسانية وجامعية.