ألمانيا تفكك خلية يمينية متطرفة تُعدّ لقتال شوارع

النيابة العامة الألمانية تقول إن ليون. ر ومجموعته 'نوك آوت 51' ركزوا بالتنسيق مع حركتين من النازيين الجدد منذ مارس 2020 على ارتكاب جرائم خطيرة تشمل اعتداءات على نشطاء يساريين والشرطة وأشخاص آخرين يمكن محاربتهم.
ألمانيا تعتبر اليمين المتطرف التهديد الأول للنظام العام قبل التهديد الجهادي
الحملة الأمنية على جماعات يمينية متطرفة جزء من تحقيق بدا منذ 2019
خطاب الكراهية الذي يصل حد التهديدات بالقتل أصبح شرسا بشكل متزايد في ألمانيا

فرانكفورت - اعتقلت ألمانيا أربعة أعضاء في خلية "إرهابية" يمينية متطرفة خلال عملية واسعة النطاق الأربعاء استهدفت الحركة النازية الجديدة التي تثير قلق السلطات ووجهت لهم تهمة تدريب شباب "على قتال الشوارع"، فيما اعتبرت مجلة "شبيغل" أن الاعتقالات "أكبر ضربة" في الآونة الأخيرة ضد هذه الشبكات المتطرفة.

وبدأت العملية فجرا في 11 منطقة ألمانية وقام خلالها أكثر من ألف عنصر أمن بتفتيش حوالي ستين موقعا في إطار تحقيق استهدف 46 شخصا.

واستهدف الأمن خصوصا جماعة صغيرة تسمى "نوك آوت 51" تنشط في إيزناخ وسط ألمانيا واعتقل زعيمها ليون ر. وثلاثة أعضاء آخرين لانتمائهم إلى "منظمة إرهابية يمينية متطرفة".

وأكدت النيابة العامة أن خليتهم نظمت "تدريبات على قتال الشوارع للشباب المؤيدين للأفكار القومية" الذين تم تلقينهم لتشكيل مجموعة قتالية متطرفة".

وتعتبر السلطات الألمانية عنف اليمين المتطرف التهديد الأول للنظام العام، قبل التهديد الجهادي.

وقد هزّ البلاد اغتيال السياسي والتر لوبكه في يونيو/حزيران 2019 على يد ناشط من النازيين الجدد. وكان الراحل قياديا في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ودافع عن سياسة المستشارة السابقة أنغيلا ميركل لاستقبال المهاجرين.

وتعهدت حكومة يسار الوسط الألمانية برئاسة المستشار أولاف شولتس عند توليها السلطة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، شنّ حملة حازمة ضد عنف النازيين الجدد، بعد أن اتهمت المعارضة حكومات أنغيلا ميركل بالبطء في معالجة الملف.

وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر الأربعاء "موقفنا الأكثر حزما تجاه المتطرفين اليمينيين العنيفين يؤتي ثماره"، واصفة العملية بأنها "ضربة" لهذه الحركة.

وأضافت "علينا تجفيف هذه الأرض الخصبة الخطرة للعنف... نريد حرمانهم من مصادر تمويلهم. نريد نزع سلاحهم ووضع حد لدعايتهم، خصوصا على شبكة الإنترنت".

وعمليات التفتيش الأربعاء جزء من تحقيق أكبر تشارك فيه أجهزة المخابرات العسكرية والشرطة منذ عام 2019.

وتستهدف هذه التحقيقات الجماعة اليمينية المتطرفة "أتوموفن ديفيجن دويتشلاند" (قسم الأسلحة النووية في ألمانيا)، وهي الفرع الألماني لمجموعة نازية جديدة أميركية تحمل الاسم نفسه و"تتطلع إلى حرب أعراق"، وكذلك أعضاء جماعة صغيرة تحمل اسم "سوندر كومندو 1418" (الكوماندوس الخاص 1418). وتؤكد مجلة "شبيغل" أن عسكريا سابقا من بين أعضاء هذه المجموعات يشمله التحقيق.

وأوضحت النيابة العامة أن ليون ر. ومجموعته "نوك آوت 51" ركزوا بالتنسيق مع الحركتين "اعتبارا من مارس 2020 على أقصى تقدير على ارتكاب جرائم خطرة".

وتشمل الاعتداءات خصوصا هجمات على نشطاء يساريين والشرطة و"أشخاص آخرين يمكن محاربتهم بحسب وجهة نظر الجماعة العنصرية واليمينية المتطرفة".

ويقول ممثلو الادعاء إن "نوك آوت 51" حاولت إنشاء "حيّ نازي" تحت سيطرتها في إيزناخ وبدأت العام الماضي تسيير "دوريات" حاولت من خلالها استفزاز الضحايا حتى يردوا وتقاتلهم. وأصاب العناصر الذين تم اعتقالهم عدة أشخاص خلال تلك المواجهات، بعضهم جروحهم بالغة.

ونظمت الجماعة تدريبات في مقر الحزب الوطني الديمقراطي الألماني (إن بي دي) اليميني المتطرف في إيزناخ وهي بلدة اشتهرت باستضافتها مارتن لوثر عندما ترجم الكتاب المقدس إلى الألمانية.

وأقامت الجماعة أيضا روابط مع منظمات نازية جديدة أخرى في البلاد، لا سيما في شمال الراين فستفاليا وبادن فورتمبيرغ.

وخلال التظاهرات ضد التدابير الصحية لمكافحة كوفيد بين أغسطس/اب 2020 ومارس/اذار 2021، اشتبك أعضاء "نوك آوت 51" مع الشرطة ومتظاهرين مناهضين، وفق النيابة العامة.

وبصرف النظر عن وجود جماعات النازيين الجدد، صار خطاب الكراهية الذي يصل إلى حد التهديدات بالقتل ضد شخصيات سياسية شرسا بشكل متزايد في ألمانيا في سياق انتشار الوباء.