أميركا تطلق خطة لإيصال مساعدات إلى غزة بمعزل عن إسرائيل

هآرتس تؤكد أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط أبلغ عائلات الأسرى في غزة أن الضغط العسكري يُعرّض الرهائن للخطر.

القدس - كشف سفير واشنطن بإسرائيل مايك هاكابي، عن عملية "ستبدأ قريبا" لتوزيع مساعدات غذائية في قطاع غزة المحاصر، مشيرا إلى أن تل أبيب لن تكون جزءا منها في خضم توتر في العلاقات بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. جاء ذلك في تصريح أمام الصحفيين الجمعة، من أمام مقر السفارة الأميركية في القدس، نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
يأتي ذلك غداة حديث إعلام عبري وأميركي عن أن الولايات المتحدة تضغط باتجاه الحصول على دعم مجلس الأمن الدولي لمبادرة جديدة تنص على إيصال مساعدات إلى قطاع غزة "دون تدخل مباشر من الجيش الإسرائيلي"، وفق ادعاء واشنطن.
وأفاد هاكابي إن ترامب "يريد أن تتم عملية توزيع المساعدات الغذائية المحتملة في قطاع غزة بشكل فعال وآمن" مضيفا أن "عدة شركاء اتفقوا على آلية توزيع مساعدات بقطاع غزة لا تعتمد على عمل عسكري وستبدأ قريبا".

ترامب يريد أن تتم عملية توزيع المساعدات بشكل فعال وآمن

وأردف أن "إسرائيل لن تكون جزءا من العملية المحتملة لتوزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة"، وفقا تعبيره.
وقد كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتوقيع اتفاق هدنة مع حركة "حماس" في قطاع غزة قبل زيارة ترامب المرتقبة للشرق الأوسط منتصف مايو/أيار الجاري.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصدر مطلع (لم تسمّه) قوله إن "إدارة الرئيس الجمهوري تمارس ضغوطًا شديدة على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع حماس قبل زيارة الرئيس المرتقبة للمنطقة".
وأضاف المصدر "ترى الإدارة الأميركية في هذا الأمر أهمية بالغة، وتُبلغ تل أبيب بأنه إذا لم تتقدم الأخيرة قدمًا مع الولايات المتحدة نحو اتفاق، فستُترك وشأنها".
وأشارت إلى أن مكتب وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المكلف بملف المفاوضات والاتصالات مع الإدارة الأمريكية، رفض التعليق رسميًا على الأمر.
ومن المقرر أن يبدأ ترامب زيارته إلى الخليج في 13 مايو/أيار، وتشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وبحسب "هآرتس"، فإن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أبلغ عائلات الأسرى في غزة، الاثنين الماضي، في واشنطن أن "الضغط العسكري يُعرّض الرهائن للخطر".
وتلوح إسرائيل بتوسيع الحرب على غزة تحت اسم "عربات جدعون"، ليشمل احتلال كامل القطاع، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس حتى نهاية زيارة ترامب المرتقبة للشرق الأوسط منتصف مايو/أيار الجاري.
وشرعت الحكومة الإسرائيلية بالإعداد للعملية من خلال استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأحد: "خلال الأيام القليلة الماضية تلقى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط إخطارات من قادتهم وطُلب منهم الاستعداد لذلك".
وتسمى العملية بالعبرية "ميركافوت جدعون" وتعني "عربات جدعون" التي تحمل دلالات دينية وتاريخية وعسكرية، حيث أطلقت إسرائيل على إحدى عملياتها في "نكبة 1948" اسم "عملية جدعون" والتي هدفت إلى السيطرة على منطقة بيسان الفلسطينية وطرد سكانها.
وكانت "حماس" عرضت إبرام اتفاق شامل لإطلاق الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة وأحزاب معارضة عن دعمها لإبرام هكذا اتفاق، إلا أن الحكومة الإسرائيلية رفضته.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أبلغ عائلات الأسرى في غزة، الاثنين الماضي، في واشنطن أن "الضغط العسكري يُعرّض الرهائن للخطر".
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/اذار، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.