أمير الكويت يختتم جولته الخليجية في الإمارات لإعطاء دفعة قوية للعلاقات

قيادتا البلدين تدركان أهمية الحفاظ على مسيرة الشراكات مع الدفع بمسار التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى آفاق أوسع نظرا لإمكاناتهما وقدراتهما الاقتصادية.

الكويت – يزور أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الثلاثاء أبوظبي في أول زيارة دولة له إلى أبوظبي منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر/كانون الأول 2023 خلفا لشقيقه الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ليختتم بها جولة خليجية يسعى خلالها لتطوير وتعزيز العلاقات على كافة المستويات كافة، مع إيلاء أهمية خاصة للإمارات بإعطاء دفعة قوية للعلاقات بينهما وإقامة شراكات اقتصادية واعدة مع أبوظبي.

وتحمل الزيارة أهمية خاصة عكسها الاحتفاء الواسع في البلدين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تعد القمة المرتقبة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأمير الكويت، هي الأولى بين الزعيمين بعد تولي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، ويرتقب أن تسفر عن رسم خارطة طريق لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين ودفعها إلى آفاق أرحب، وتعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي.

ويتوقع أن تتصدر أجندة مباحثات الزعيمين أبرز القضايا العربية وعلى رأسها الوضع في غزة، في ضوء توافق رؤى البلدين على ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية، ودعم الجهود الإنسانية بالقطاع. ومن المرتقب أن تتناول مباحثات الزعيمين المستجدات الإقليمية والدولية في ضوء تبني البلدين سياسة بناء الجسور والحوار والحلول الدبلوماسية لقضايا المنطقة ودعم الاستقرار والسلام.

وتعود العلاقات الإماراتية-الكويتية إلى أكثر من 6 عقود وقد تميزت منذ البداية بزخم كبير؛ وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، ووقع البلدان على اتفاقية إنشاء "اللجنة المشتركة" للتعاون الثنائي عام 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عددا من الاجتماعات التي تم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة لتعزيز التعاون بين البلدين.

وأكد سفير الكويت لدى الإمارات جمال الغنيم أن زيارة الدولة التي يقوم بها أمير البلاد إلى الإمارات تشكل منعطفا تاريخيا وصفحة إضافية مضيئة في مسيرة التعاون والتكامل الكويتي - الإماراتي والعلاقات الأخوية ومنطلقا مهما لمزيد من التكامل الخليجي وتقوية مسيرته وأركانه.

وقال السفير الغنيم لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن قيادتي البلدين الشقيقين تدركان أهمية الحفاظ على مسيرة الشراكات وصون أصالتها والمضي قدما بتطلعاتهما وحفظ المكتسبات التاريخية فيها، مع الدفع في الوقت نفسه بمسار التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى آفاق أوسع نظرا لما يتمتع به البلدان من إمكانات وقدرات اقتصادية.

وشدد السفير الغنيم أيضا على أهمية الزيارة التاريخية لأمير البلاد ولقائه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دعم لبنات البيت الخليجي.

وأشار إلى أن الزيارة تعبير عن صور المحبة المتواصلة عبر الزمن ومن شأنها تعميق العلاقات والشراكات بين البلدين الشقيقين وتعزيز روابط الأخوة والتعاون وتمتين الشراكات وتكريسها في المجالات كافة.

من جهته، قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الكويت مطر النيادي، إن هذه الزيارة تمثل محطة مهمة في العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وأكد النيادي أن العلاقات بين البلدين تعد نموذجا استثنائيا للتعاون في مختلف المجالات ومن أهمها الصناعة والصحة والاستثمار والنقل والذكاء الصناعي والثقافة والتربية والتعليم والتميز والابتكار. ووصف العلاقات بين الإمارات والكويت بأنها"قصة نجاح"، مؤكدا التطلع إلى تحقيق المزيد من التعاون بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.

وكان الشيخ مشعل قد أجرى جولة خليجية بدأها بزيارة السعودية ثم سلطنة عمان، فالبحرين وقطر ويختتمها الثلاثاء بزيارة الإمارات.
وشارك أمير الكويت خلال زيارة عُمان، برفقة السلطان هيثم بن طارق، في افتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، التي تم تأسيسها بشراكة بين البلدين.
ويعد المشروع أكبر مشروع استثماري مشترك بين سلطنة عمان والكويت مدمج بين مجموعة "أوكيو" العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية برأس مال يتجاوز 3 مليارات ونصف مليار ريال عماني (نحو 9.9 مليار دولار).

وأواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أجرى أمير الكويت زيارته الخارجية الأولى إلى السعودية، حيث أجرى مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حول العلاقات بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة. واختتمها بحزمة اتفاقيات اقتصادية ومباحثات بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

وبدا في البيان المشترك في ختام الزيارة أن التفاهمات تضمنت أيضا القضايا الخارجية في المنطقة على رأسها حرب غزة والسودان. واتفق الجانبان على زيادة التسهيلات التي تساهم في تمكين الاستثمارات السعودية في الكويت في عدد من القطاعات بما فيها الصناعي وقطاع الاتصالات والشراكة اللوجستية والتقنية المالية والبنية التحتية والتطوير العقاري.