أمير الكويت يوجّه بالتحقيق وبالمحاسبة في فاجعة المنقف

وزير الداخلية يعلن التحفظ على صاحب العقار الذي نشب فيه الحريق للتحقيق في أي تقصير أو إهمال.
عشرات القتلى والجرحى في حريق بمبنى سكني جنوب الكويت

الكويت - وجه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اليوم الأربعاء بمحاسبة المسؤولين عن حريق المبنى العمالي بمنطقة المنقف بمحافظة الأحمدي جنوب البلاد الذي أسفر عن مقتل 49 شخصا في حصيلة قابلة للارتفاع، فيما يظهر أمير البلاد منذ توليه مهامه صرامة في مواجهة الفساد ومحاسبة الفاسدين، بينا تلقي الفاجعة التي هزت الإمارة الخليجية، الضوء على مخالفات جسيمة في قطاع العقارات، في حين توحي تصريحات الشيخ فهد اليوسف الصباح وزير الداخلية أن السلطات ستفتح هذا الملف والذي من المتوقع أن يجر الكثيرين للتحقيق.

وبعث أمير البلاد ببرقيات تعاز لأسر الضحايا أعرب من خلالها عن صادق مواساته، كما وجّه بالمتابعة الفورية للكشف عن أسباب اندلاع الحريق وتحديد المسؤوليات.

وينتظر أن تشمل التحقيق في الحريق العديد من المسؤولين الكبار، لا سيما وأن أمير الكويت كشف خلال أغلب خطبه، منذ توليه السلطة، أن محاسبة كافة المتورطين في الفساد من بين أولوياته.

وأظهر الشيخ مشعل عزما على مكافحة الفساد المستشري في أغلب القطاعات ومحاسبة كافة المتورطين فيه أيا كانت مناصبهم ضمن جهوده لتوفير الأرضية الملائمة لانطلاق قطار الإصلاحات الاقتصادية بعد سنوات من التعطيل بسبب الجمود السياسي والشد والجذب بين البرلمان والحكومات المتعاقبة.

وأعلنت وزارة الداخلية الكويتية اليوم الأربعاء ارتفاع عدد الوفيات إلى 49 من جراء الحريق، رغم التدخل السريع  لفرق الإنقاذ إلى المنطقة وفق ما نقلته وزارة الإعلام عن مدير الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية اللواء عيد راشد العويهان.
وفي وقت سابق قال العويهان إن "39 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم إثر حريق امتد على نطاق مبنيين سكنيين في منطقة المنقف"، وتمكنت قوات الدفاع المدني والإسعاف من إنقاذ 11 شخصا كحصيلة أولية.
وأضاف أن فرق الإنقاذ عثرت على "35 حالة وفاة في أحد المباني السكنية ونقلت 15 مصابا إلى أحد المستشفيات، توفى منهم 4 بعد وصولهم إلى المستشفى".

وأوضح أن غالبية الوفيات نتجت عن الاختناق، ولا يزال التحقيق جارٍ في أسباب الحادث. وحسب صحيفة "القبس" المحلية، فإن المبنيين المتضررين كانا مخصصين لإقامة عمال أجانب، فيما أعلنت وزارة الصحة في بيان أنها تعاملت مع "43 إصابة حتى الآن" توزعت على مستشفيات عدة.
وخلال زيارته إلى مكان الحادثة أعلن وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح التحفظ على صاحب العقار الذي نشب فيه الحريق للتحقيق في أي تقصير أو إهمال.

وقال "مع الأسف طمع أصحاب العقارات هو اللي يؤدي إلى ها الأمور هاذي. وأنا ها الحين بكلم مدير البلدية.. من الحين أنا أتكلم حق أصحاب العقارات كلها.. من باكر أي مخالفة عقارية راح تنزال باكر الصبح.. يعني راح يزيلها صاحب العقار من نفسه أو أعطي تعليمات للبلدية من باكر يزيلوها".

وتابع "مع الأسف كان فيه إهمال من تجار العقارات علشان يعملون مخالفات وهذه نتيجة المخالفات اليوم 41 واحد متوفي سبب شنو؟ السبب تجار العقارات مع الأسف".

من جانبها أعلنت وزيرة الاشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون البلدية وقف جميع قياديي فرع بلدية الاحمدي عن العمل بسبب الحريق مشيرة في بيان "إلى توجيه مدير عام البلدية سعود الدبوس بفتح تحقيق عاجل مع جميع المتورطين في المبنى والقائمين عليه".

ومن جانبه أفاد الدبوس لصحيفة "الرأي" الكويتية عن إحالة جميع قيادات فرع بلدية محافظة الأحمدي إلى التحقيق، وإيقافهم عن العمل بسبب حريق المنقف، وذلك إلى حين الانتهاء من مجريات التحقيق.
وأكد أن "البلدية ستفتح تحقيقا موسعا في هذه الحادثة والآن الإدارة العليا تعقد اجتماعا حول هذا الأمر".
وشدد على "تكليف نظراء المدراء بالأفرع الأخرى القيام بعملهم لحين الانتهاء من التحقيق بملابسات هذه الفاجعة الأليمة"، قائلا إنه "سبق للبلدية تكثيف حملاتها الرقابية على العقارات وعلى السراديب المستغلة لغير الغرض المرخص لها".
وشدد على أنه "تم إصدار قرار سابق بتكليف رؤساء القطاعات المعنية بتشكيل فرق حملات رقابية فورية من إدارات التدقيق والمتابعة الهندسية وفرق الطوارئ والتدخل السريع واقسام ازالة المخالفات للتفتيش على العقارات بالتنسيق مع وزارة الداخلية والادارة العامة لقوة الإطفاء واتخاذ اللازم بصورة فورية حيال اي تجاوزات او مخالفات".
واكد "أنه لا أحد فوق القانون وأنه سيتم تطبيق القانون على الجميع حماية للأرواح والممتلكات والصالح العام".

ولم تكشف السلطات المحلية على الفور عن جنسيات القتلى وزار سفير الهند المستشفيات التي يُعالج فيها مصابون بالحريق.

وكتبت السفارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه تم إدخال أكثر من 30 مواطنا هنديا أحد المستشفيات، موضحة أن 47 عاملا على الأقل نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

ووفقا لرسالة كتبها رئيس وزراء ولاية كيرالا، بيناراي فيجايان، إلى وزير الخارجية الهندي وتمت مشاركتها مع الصحافة، فإن العديد من الهنود بعضهم من ولاية كيرالا بجنوب الهند لاقوا حتفهم في الحريق.

وقالت وكالة حكومية تخص سكان ولاية كيرالا في الخارج إنها تلقت بلاغا من الجالية الهندية في الكويت بوفاة 41 هنديا من بينهم 11 شخصا من ولاية كيرالا في الحريق.

وقال مواطن مصري نجا من الحريق ويعمل سائقا في الكويت لوسائل إعلام محلية إن الحريق اندلع في طابق سفلي وإن الأشخاص الذين يقيمون في الطوابق العليا لم يتمكنوا من الهروب مضيفا أن البناية امتلأت بدخان كثيف.

وكانت الكويت شهدت في العام 2009 حريقاً أودى بحياة أكثر من 50 شخصاً، بعدما أضرمت امرأة النار في خيمة عرس زوجها في منطقة العيون بمحافظة الجهراء.