أوبك تتحول إلى أوبك+ في تقديراتها للطلب العالمي على النفط

أوبك ستتوقف عن نشر حساباتها لحجم الطلب العالمي على نفطها الخام في تقريرها الشهري، فيما ستركز بدلا من ذلك على التوقعات الصادرة عن تحالف أوبك+

لندن - قال مصدران مطلعان إن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ستتوقف عن نشر حساباتها لحجم الطلب العالمي على نفطها الخام في تقريرها الشهري للنفط، بينما ستركز بدلا من ذلك على توقعات الطلب على النفط الصادرة عن تحالف "أوبك+" الأوسع نطاقا.

ويعكس التغيير ما أصبح تعاونا قائما منذ فترة بين أعضاء أوبك والتحالف الأشمل في اتخاذ قرارات جماعية بشأن إمدادات النفط.

ونشرت الأمانة العامة لأوبك، ومقرها فيينا، في تقريرها الشهري تقديرا لحجم الطلب على الخام الذي تنتجه الدول الأعضاء في أوبك، وهو تقرير يُشار إليه أحيانا باسم "الطلب على أوبك". ويراقب محللون ومتعاملون الأعداد الواردة بوصفها مؤشرا على قوة سوق النفط.

لكن المصدرين قالا إن أوبك ستقتصر بدءا من هذا الشهر على تقدير حجم الطلب على الخام المنتج في دول ميثاق التعاون المشترك. وميثاق التعاون المشترك هو الاسم الرسمي لتحالف أوبك+ الذي يضم الاثنتي عشرة دولة الأعضاء في أوبك، إضافة إلى عشر دول غير أعضاء منها روسيا، أكبر منتج للنفط من بين تلك الدول.

وذكر أحد المصدرين أن الطلب على الخام من أوبك+ صار الآن أكثر ملاءمة لأن ميثاق التعاون المشترك في الوقت الحالي هو إطار عمل التعاون بشأن سوق النفط. ورفض كلا المصدرين ذكر اسميهما.

وتراجعت حصة أوبك في سوق الخام إلى أدنى مستوى منذ عدة عقود إلى 27 بالمئة بعد انسحاب أنجولا في أواخر العام الماضي. ويملك تحالف أوبك+ حصة أكبر قدرها نحو 41 بالمئة وقد تزيد إذا كانت جميع أنواع النفط مشمولة.

وتشكل ميثاق التعاون المشترك في 2016 بعد أن أدت تخمة في المعروض من النفط بين عامي 2014 و2016 إلى دفع الأسعار إلى الهبوط وحفزت أوبك ودولا غير أعضاء فيها على العمل المشترك على تقليص الإنتاج ودعم السوق لأول مرة منذ 2001.

ويتمثل الهدف الرئيسي لأوبك، التي تأسست في 1960، في "تنسيق السياسات النفطية وتوحيدها لدى جميع الدول الأعضاء"، وفقا لنظامها التأسيسي. وتعين الدول الأعضاء مسؤولين في مجلس المحافظين ولجان أخرى.

وتحالف أوبك+ بلا مقر دائم وهو أقل رسمية مما يجعل من السهل على الدول التي لا ترغب في الانضمام إلى أوبك الاستمرار فيه.

وعلى سبيل المثال، دائما ما كانت روسيا تنظر إلى أوبك على أنها منافس، وفشلت محاولات كثيرة للتعاون قبل أن يتقاربا بفعل انهيار أسعار الخام في 2016. لكن بعض المسؤولين، ومن بينهم إيجور سيتشين، رئيس شركة الطاقة الروسية العملاقة روسنفت، عارضوا تعاونا أوثق مع أوبك.

وانهار تحالف أوبك+ لفترة وجيزة في 2020 لكن سرعان ما عاد لسابق عهده ليواجه تراجع الطلب الناجم عن جائحة كوفيد - 19 ويظهر قوته منذ ذلك الحين.

وحلت الذكرى السابعة لميثاق التعاون المشترك المؤسس لأوبك+ في ديسمبر/كانون الأول وقالت أوبك حينذاك إن الأعضاء يظهرون "التزاما لا يتزعزع".

ونشرت منظمة أوبك، للمرة الأولى، رقما للطلب على خام دول أوبك+ في تقريرها لشهر أبريل/نيسان نُشر إلى جانب الطلب التقليدي على نفطها.

والطلب على نفط أوبك هو أساسا كمية الخام التي يتعين على المنظمة ضخها لتحقيق توازن في السوق، مع الأخذ في الاعتبار العرض المتوقع من خارج المنظمة والمشتقات الأخرى التي تنتجها مثل سوائل الغاز الطبيعي المستثناة من اتفاقيات الإنتاج.

ويتوقع تقرير أوبك لشهر أبريل/نيسان أن يصل الطلب على خام دول المنظمة لعام 2024 إلى 28.5 مليون برميل يوميا والطلب على خام دول أوبك+ عند 43.2 مليون برميل يوميا، مقارنة بالطلب العالمي على النفط البالغ 104.5 مليون برميل يوميا.

وتنشر وكالة الطاقة الدولية التي تحظى توقعاتها بمراقبة عن كثب بالفعل تقديرات للطلب على خام دول أوبك+ وتتوقع أن يبلغ الطلب على خام دول التحالف بالإضافة إلى المخزونات 41.8 مليون برميل يوميا في عام 2024.

وقد يؤثر تحرك المنظمة على الطريقة التي ينظر بها محللون آخرون إلى سوق النفط. ويوم الثلاثاء المقبل، يصدر التقرير الشهري التالي لأوبك الذي قال المصدران إنه سيعكس التغيير.