صناعة وإنتاج الألمنيوم محور الشراكة القادمة بين روسيا ومصر

المشروع يشكل نموذجا للتكامل الصناعي بين القطاع العام المصري والشركات متعددة الجنسيات، ويمثل نقطة انطلاق لإعادة هيكلة صناعة الألومنيوم في مصر.

القاهرة – تبحث شركات مصرية وروسية رائدة في صناعة وإنتاج الألمنيوم، سبل الشراكة والتعاون في مشروعات جديدة بين الطرفين، في ظل وجود العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة والمشروعات التطويرية.

وكشفت وزارة قطاع الأعمال العام المصرية عن مباحثات متقدمة بين شركة "مصر للألومنيوم" وتحالف تقوده عملاق الصناعة الروسية "روسال" لإقامة مشروع ضخم في مجال إنتاج الألومنيوم.

والتقى الوزير المصري محمد شيمي مع وفد من تحالف "روسال" و"فلييت إينرجي" الإماراتية، وهو الثالث بين الجانبين في سياق سلسلة من الاجتماعات التي تكثفها الحكومة المصرية منذ أشهر مع أطراف دولية كبرى لبحث فرص استثمار نوعية في قطاعات استراتيجية.

وأكد الوزير المصري الاهتمام بتعزيز الشراكات مع كبرى الشركات العالمية في مختلف المجالات الصناعية، والاستفادة من أحدث التقنيات ودعم وتطوير الصناعة المحلية وزيادة القدرات الإنتاجية والتنافسية للشركات التابعة للوزارة ورفع كفاءتها التشغيلية، وتعزيز مساهمتها في دعم الصناعة والاقتصاد الوطني، وذلك في ضوء التوجه العام لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتعميق التصنيع المحلي، وزيادة القيمة المضافة، وتبني أحدث التكنولوجيات في الإنتاج.

وتتعلق المفاوضات بشركة "مصر للألومنيوم" التي تعاني منذ سنوات من تقادم خطوط الإنتاج وارتفاع تكاليف التشغيل، ودخول طرف بحجم "روسال" الروسية، ثاني أكبر منتج للألومنيوم في العالم، يفتح الباب لنقلة نوعية على مستوى التقنية والإنتاج والقدرة التصديرية.

وتناولت الاجتماعات دراسات فنية واقتصادية أعدها الطرف الروسي بشأن سبل التعاون المحتمل، خصوصا في مشروعات تطوير قائمة أو إطلاق خطوط إنتاج جديدة تشمل منتجات عالية القيمة مثل جنوط السيارات وأسلاك الألومنيوم والفويل الصناعي، وهو ما يتقاطع مع التوجه المصري لإحلال الواردات وزيادة القيمة المضافة.

وتندرج المحادثات ضمن مناخ إقليمي ودولي يشهد تقاربا روسيا – مصريا متزايدا في الملف الصناعي، وتُعد المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس نموذجا متقدما لهذا التعاون، إذ تسعى موسكو لتحويلها إلى منصة لتصنيع المنتجات الروسية للسوقين الإفريقية والشرق أوسطية.

والتوجه المصري لربط هذه المفاوضات بمجمع صناعي في تلك المنطقة يعزز فرضية أن المشروع المستقبلي لا يقتصر على السوق المحلي، بل يستهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة وتصدير الألومنيوم.

وإذا ما توصل الطرفان إلى اتفاق نهائي، فإن المشروع يشكل نموذجا للتكامل الصناعي بين القطاع العام المصري والشركات متعددة الجنسيات، ويمثل نقطة انطلاق لإعادة هيكلة صناعة الألومنيوم في مصر، وتحقيق طموح طال انتظاره بتحويلها إلى صناعة تصديرية قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.

وفي المقابل، تسعى "روسال" لتعزيز حضورها في منطقة تشهد تحولات جيوسياسية واقتصادية، ما يمنح المشروع أبعادًا تتجاوز الإطار الاقتصادي الضيق، ويدفع به إلى خانة الاستثمار الاستراتيجي طويل الأمد.

وترتبط مصر وروسيا بالعديد من المشروعات الصناعية، وتعد المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، منصة حيوية للتعاون الصناعي بين البلدين، ومؤخرا تم توقيع اتفاقية إنشاء هذه المنطقة لتكون مركزا لتصنيع المنتجات الروسية للسوق المصرية والإفريقية والشرق أوسطية.

ومن المتوقع أن تستوعب هذه المنطقة مشاريع متنوعة، بما في ذلك مجمع لإنتاج الألومنيوم.

وتسعى مصر إلى تعزيز استخدام الطاقة النظيفة في القطاع الصناعي، خاصة في صناعات الألومنيوم والسبائك الحديدية، بهدف تقليل التكاليف التشغيلية وزيادة القدرة التنافسية للصادرات.

وفي هذا السياق، وقعت شركة مصر للألومنيوم اتفاقية مع شركة سكاتك النرويجية لإنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1 غيغاوات لتزويد مجمع الألومنيوم في نجع حمادي بالكهرباء اللازمة. ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في خفض تكلفة الطاقة، التي تبلغ حاليًا نحو 7.5 مليار جنيه سنويًا، مما يعزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الدولية.