أوروبا تحشد لوضع لائحة سوداء لكبار مهربي المهاجرين

رئيس البرلمان الأوروبي يبحث مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج أهمية مراقبة الحدود الجنوبية لليبيا للحد من تدفق المهاجرين القادمين إليها ومن سواحلها يحاولون العبور إلى أوروبا في رحلات سرية محفوفة بالمخاطر.

دول الاتحاد الأوروبي تقف عاجزة في مواجهة الهجرة السرية
أوروبا تبحث دعم ليبيا لمساعدتها في كبح الهجرة
بروكسل مستعدة لمساعدة ليبيا على تأمين الانتخابات العامة

طرابلس - تحشد أوروبا لتشديد الخناق على مهربي المهاجرين ضمن جهود كبح الهجرة السرية بحرا انطلاقا من السواحل الليبية إلى ايطاليا نقطة العبور الرئيسية لدول الاتحاد الأوروبي.

وأكد انتونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي الاثنين أثناء زيارة لطرابلس على ضرورة وضع "لائحة سوداء" بأسماء أبرز مهربي المهاجرين من أجل مكافحة تهريب البشر في إفريقيا وأوروبا.

وقال تاجاني خلال مؤتمر صحافي "يجب وضع لائحة سوداء لكبار المهربين حتى تتمكن أجهزة مكافحة الجريمة في إفريقيا وأوروبا من التعاون في هذا الهدف المشترك"، مضيفا أن هؤلاء المهربين "إرهابيون ومهربو أسلحة وبشر".

وتابع "إذا لم نتمكن من القضاء على هذه المنظمات الإجرامية، سيكون من الصعب جدا مكافحة الهجرة غير الشرعية".

وكان تاجاني يتحدث إثر اجتماعه برئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج.

وقال إنه بحث مع السراج أهمية مراقبة الحدود الجنوبية لليبيا للحد من تدفق المهاجرين القادمين إلى هذا البلد ومنه محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط المحفوفة بالمخاطر.

وتأتي زيارة المسؤول الأوروبي بعد أيام من زيارة قام به وزير الداخلية الايطالي ماتيو سافيني أكد خلالها على ضرورة رفع حظر السلاح إلى ليبيا لمساعدة قوات خفر السواحل الليبية على مواجهة الهجرة السرية.

انتونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي التقى رئيس حكومة الوفاق الليبية في طرابلس
انتونيو تاجاني بحث مع السراج قضايا الهجرة والانتخابات العامة في ليبيا

وعبر سالفيني عن استغرابه من استمرار الحظر بينما يواصل مهربو البشر والأسلحة أنشطتهم الإجرامية دون رادع.

وتوترت العلاقات الأوروبية الايطالية منذ وصول حكومة شعبوية للسلطة معادية للهجرة واتخذت تدابير مشددة بحق سفن إنقاذ المهاجرين.

وكان سالفيني قد أعلن أن حكومته لن تسمح بأن تتحول ايطاليا إلى مركز لإيواء المهاجرين، منتقدا بعنف سياسة الشركاء الأوروبيين حيال الهجرة.

كما أعلن أنه لا يريد أن يرى مركبا واحدا للمهاجرين يدخل السواحل الايطالية.

وتشعر ايطاليا بأن الاتحاد الأوروبي تخلى عنها في مواجهة أعباء الهجرة وأكدت مؤخرا أنها ستوصد أبواب موانئها في وجه سفن إنقاذ المهاجرين.

كما تم خلال اللقاء بحث التعاون الاقتصادي وفي مجالات الصحة والتعليم العالي.

وقال تاجاني إن الاتحاد الأوروبي على استعداد لمساعدة ليبيا في تنظيم الانتخابات القادمة خصوصا لجهة التحضير التقني وإرسال مراقبين للسهر على حسن سير الاقتراع.

وتابع "يعود لليبيا أمر تحديد موعد الانتخابات وليس إلينا" دون الإشارة إلى اجتماع باريس.

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جمع في نهاية مايو/ايار بباريس أبرز أطراف الأزمة الليبية التي تعهدت بتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2018.

إلا أن محللين ودبلوماسيين يعتبرون أن الانقسام في البلاد يجعل من الصعب تحقيق هذه الوعود.

وزادت حدة الأزمة الليبية في الآونة الأخيرة حيث شهدت الشهر الماضي صراعا بين السلطات السياسية للسيطرة على الموانئ النفطية وإدارة عائدات هذه الثروة.

وفي ليبيا الغارقة في الفوضي والصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في 2011، سلطتان متنافستان هما حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن عملية سياسية رعتها الأمم المتحدة والمعترف بها دوليا ومقرها بطرابلس، وحكومة مؤقتة مقرها شرق ليبيا.

وعلاوة على السراج من المقرر أن يجتمع تاجاني بمسؤولين آخرين من غرب ليبيا إضافة إلى مسؤولين عن حرس السواحل ومنظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة.