إبراهيم نصر الله يعود للنشر بـ'مصائد الرياح' وفلسيطيني'

المجموعة الشعرية تأتي بمثابة رحلة ابداعية ترافق مسارات البشر في حياتهم وموتهم وأحلامهم، فيما تشكل الرواية نصا يفيض متجاوزًا الحدود لقضية طويلة مستعادة في قصة حبّ مفاجئ.

بالعربية والإنكليزية وفي وقت واحد صدرت المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله عن دار طباق للنشر والتوزيع في فلسطين بعنوان "مريم غزة" وفي أميركا عن دار "عالم الشعر" بعنوان "فلسطيني". وقد تبرع الكاتب بحقوق الطبعتين لغزة.

في تقديم دار طباق للمجموعة جاء: هذه القصائد من نبض بحر غزة، وإيقاع مدن القطاع، وحاراتها، وأطفالها، وأمهاتٍ جعلن أرواحهنّ حبالا لنجاة بناتهنّ وأبنائهنّ.

هذه المجموعة الشعرية، بمثابة رحلة ابداعية، أدبية، ترافق مسارات البشر في حياتهم وموتهم وأحلامهم، حيث يقف الشعر في مواجهة القتل والتدمير، منتصرًا للأرض والإنسان ومواجِهًا الطغيان وصمت العالم وظلمه.

وقد لقيت كثير من هذه القصائد انتشارًا كبيرًا، وتُرجم عدد منها إلى الإنكليزية والإسبانية والإيطالية والتركية والكتالونية والغاليثية... وقُدِّمتْ في تظاهرات أدبية وسياسية داعمة لفلسطين في المهرجانات الشعرية والجامعات والوقفات الاحتجاجية العالمية، كما تمّ تقديم قصيدة "مريم غزة" كعمل أوركسترالي غنائي من قبل معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، فلسطين.

النسخة الإنكليزية من الديوان الذي ترجمت قصائده الكاتبة والدكتور هدى فخر الدين قدمها الشاعر والكاتب الأميركي بيير يوريس قائلا: هل هذه القصائد "صرخة من قلب"؟ لا، بل هي صرخة الجسد بأكمله، وصرخة العقل والروح.... حيث يثبت لنا إبراهيم نصر الله في هذه القصائد (التي ترجمتها هدى فخر الدين ببراعة)، أنّ الفلـسـطيني قادر على تأكيد وجوده كفلـسطيني، لا بل الإصرار على هذا الوجود وهو يرثي شـهـداءه ... ومع أنّه فَقَد "حقه في قبر"، فإنّه "لن يختفي"، بل سيبقى وسيتجمّع في "الغين والزين والتاء".

وسيقوم الشاعر بجولة لتقديمها وتقديم عدد من المحاضرات والقراءات الشعرية في أميركا نهاية الشهر المقبل ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر، تبدأ باستضافة من جامعة براون، كرسي محمود درويش.

من ناحية أخرى صدرت في بيروت رواية "مصائد الرياح" لنصر الله عن الدار العربية للعلوم، وطبعة خاصة بفلسطين عن دار طباق، وقدمها الناشران بكلمة جاء فيها: إنها روايةُ ماضٍ وحاضِر معًا، ضمن روايات مشروع "الملهاة الفلسطينية"، مختلفة، على المستويين الفنّي والدّلالي، حيث الفلسطيني لا يكتفي بحوار قضاياه هنا، بل يتأمّلها وهو يتأمّل قضايا العالم أيضًا ومعنى الوجود البشريّ، عبر نص يفيض متجاوزًا الحدود، لقضية طويلة، مستعادة في قصة حبّ مفاجئ.

كل شيء مغاير هنا، في هذه المساحة الممتدّة بين عام 1929 وعام 2021، بأحداث متقاطعة تدور في جغرافيات متباعدة ماديًّا، متقاطعة جوهريًّا، من فلسطين إلى بريطانيا، إلى العالم العربي، وشخصيات يلاحقها الماضي الذي تُخفيه، وأخرى تصرُّ على أن تكون أكثر وضوحًا بعد كلّ محو، مقاوِمَةً المحو، ومعها خيول تعيش ما يعيشه البشر، وتقاوم بغريزتها وبمنطق حريتها الأقفاص والمصائد.

ثلاثة أزمنة وثلاثة أمكنة، وثلاثة مسارات، مع "الرّاوي العليم" الذي نراه هنا واحدًا من أبرز شخصيات "مصائد الرياح"، التي تشكل أولى روايات "ثلاثية الراوي العليم"، التي يحضر فيها الراوي العليم بكامل قلقه وهواجسه وأحلامه، وقوّته وضعفه، وشكّهِ ويقينه، كما لو أنّه قائد أوركسترا يتجسّد كائنا مُكتويًا بأسئلة الخلود والفَناء والحبّ والموت، وهو يستعيد مسارات البشر مُجْتَمِعَةً على الأرض، وسيكون لكل رواية من روايات هذه الثلاثية موضوعاتها المختلفة وأزمنتها وأمكنتها، وتستقلّ كلّ منها عن الأخرى، عبر تاريخ ممتدّ من بدايات البشرية، موحَّدَةً في الوجود الملموس للراوي العليم، بعيدًا عن لا مرئيته التقليدية.

ويذكر أن إبراهيم نصرالله هو شاعر وروائي، فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2018، شاعر وروائي، يعتبر حسب موقع ويكيبيديا واحدا من أكثر الكتاب العرب انتشار وتأثيرًا.

نشر حتى الآن 15 ديوانا شعريا و24 رواية من ضمنها مشروعه الروائي "الملهاة الفلسطينية" المكون من 14 رواية تغطي أكثر من 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث، ومشروع "الشرفات" المكون من عشر روايات تتأمل الحال العربي من مختلف وجوهه الإنسانية والاجتماعية والسياسية.

نال 11 جائزة، من بينها جائزة سلطان العويس للشعر العربي عام 1997؛ وجائزة "عرار" الشعرية، وجائزة تيسير سبول" للرواية، واختيرتْ روايته "براري الحُمّى" من قبل صحيفة الغارديان البريطانية كواحدة من أهم عشر روايات كتبها عرب أو أجانب عن العالم العربي. عام 2012 نال جائزة القدس للثقافة والإبداع التي تُمنح لأول مرة تقديرًا لأعماله الأدبية.

تطوّع للصعود إلى قمة "جبل كليمنجارو"، 2014، دعما لأطفال فلسطينيين فقدوا سيقانهم بسبب قوات الاحتلال، ووصلوا القمة، وكتب عن هذه التجربة رواية "أرواح كليمنجارو" 2015، وفازت هذه الرواية بجائزة كتارا للرواية العربية عام 2016.

في عام 2020 فاز بجائزة كتارا للرواية العربية للمرة الثانية، عن روايته: ثلاثية الأجراس: "دبابة تحت شجرة عيد الميلاد"، ليكون أول كاتب عربي يفوز بهذه الجائزة مرتين عن الفئة الكبرى، وفي عام 2022 فاز بجائزة فلسطين للآداب، التي تمنحها مؤسسة جائزة فلسطين، أوهايو، الولايات المتحدة، للمبدعين الذين تركوا أثرًا عميقا في الحياة والأدب، وفي عام 2023 تم منحه "الجائزة الكبرى للرواية" من اتحاد الكتاب في تركيا تقديرا لأعماله.

صدر عن تجربته الشعرية والروائية 16 كتابا في العالم العربي والعالم، وصدرت أكثر من 30. ترجمة لكتبه، وتناولت تجربتيه الشعرية والروائية أكثر من 80 رسالة ماجستير ودكتوراه في العالم.