إجماع عربي على رفض خطة السلام الأميركية

مقررات اجتماع الجامعة العربية المنعقد على مستوى وزراء الخارجية تشمل تحذير إسرائيل من القيام بتنفيذ بنود صفقة القرن متجاهلة القوانين الدولية.
الجامعة العربية تدعو المجتمع الدولي للتصدي لأي محاولة إسرائيلية لتنفيذ بنود صفقة القرن
أبوالغيط يدعو الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسام الداخلي لمواجهة التحديات المقبلة

القاهرة - خلص اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ، المنعقد السبت في القاهرة حول صفقة القرن إلى "رفض خطة السلام الأميركية الإسرائيلية".

وجاء في قرار مجلس الجامعة المنعقد على مستوى وزراء الخارجية أنه تم "رفض صفقة القرن الأميركية  الإسرائيلية، باعتبار أنها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني وتخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

كذلك شمل القرار بحسب بيان الجامعة "تحذيراً من قيام إسرائيل بتنفيذ بنود الصفقة متجاهلة قرارات الشرعية الدولية، متضمنا لدعوة المجتمع الدولي إلى التصدي لأي إجراءات تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع".

وعبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عن استيائه من الخطة الأميركية المعلنة للسلام في الشرق الأوسط، داعيا الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسام الداخلي لأجل مواجهة التحديات المقبلة.

وقال أبوالغيط خلال الجامعة العربية الطارئ إن "القضية الفلسطينية تهم العرب جميعا واجتماعنا اليوم هو تضامن مع الفلسطينيين وقيادة"، مؤكدا إلى أن توقيت طرح صفقة القرن يثير الكثير من الأسئلة.

وأضاف "يفترض أن يتم التفاوض على أرضية يتفق عليها الطرفان أو على الحد الأدنى منها"، مشددا "نريد بلورة موقف عربي موحد إزاء خطة ترمب للسلام وسندرس كل ما يطرح علينا ومن حقنا أن نقبل أو نرفض"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تفهم صفقة القرن بمعنى الهبة ولا يمكن العودة للتفاوض بناء على الحد الأدنى لحقوق الفلسطينيين".

وشدد على أن "الاجتماع الطارئ اليوم، عقد من أجل بلورة موقف عربي جماعي من الطرح الأميركي وخطورته وأهمية أن يكون موقفنا ذا مستوى من الجدية والشعور بالمسؤولية".

وطالب أبو الغيط بأن "يبدأ التفاوض على أساس صحيح ومتكافئ يأخذ بعين الاعتبار مطالب الطرفين وتطلعاتهما في ضوء تجارب التفاوض السابقة والتي تحمل خطوط التسوية النهائية ويؤخذ في الاعتبار مبادئ القانون الدولي والقرارات الأممية".

وأكد قرار وزراء الخارجية العرب على "الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية في مواجهة هذه الصفقة وأي صفقة تقوض حقوق الشعب الفلسطيني".

وقال وزير خارجية العراق محمد علي الحكيم الذي ترأس الجلسة، إن "الظروف الحالية تحتم علينا الالتزام بالوحدة الوطنية، خاصة بين الأشقاء الفلسطينيين، لضمان إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف، وضمان حق عودة اللاجئين لأرضهم"، مشيرا إلى أن اجتماع اليوم استثنائي في ظرف بالغ الحساسية بعد إعلان صفقة القرن التي جاءت بتنسيق من طرف واحد وهو إسرائيل، مستثنية فلسطين والشرعية الدولية.

ودعا الحكيم المجتمع الدولي إلى ضرورة وضع إستراتيجية إلى جانب الدول العربية، لرفع الوعي العالمي حول مخاطر الصفقة المجحفة، مؤكدا أن موقف العراق ثابت في دعم الشرعية الفلسطينية.

ردود الفعل العربية تبعث برسالة واضحة لترامب مفادها أن فلسطين "خط أحمر"
ردود الفعل العربية تبعث برسالة واضحة لترامب مفادها أن فلسطين "خط أحمر"

من جانبه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن "ثوابت بلاده إزاء القضية الفلسطينية لا تتغير ولا تتبدل، مشددًا على ضرورة الخروج بموقف عربي موحد إزاء صفقة القرن المزعومة".

وأضاف الصفدي أن "تاريخية اللحظة تفرض أن يخرج من جامعتنا العربية اليوم موقف موحد أيضا يؤكد ثوابت السلام العادل الذي لن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار والسلام الشامل من دون تحقيقه، على الأسس التي تضمن قبول الشعوب به".
وأكد أن "حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل"، لافتا إلى أن "إطلاق مفاوضات مباشرة فاعلة وجادة لتحقيق حل الدولتين هدف يجب أن تتكاتف كل الجهود الدولية لتحقيقه".
وحذر من "التبعات الكارثية" لأي خطوة إسرائيلية أحادية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، ومن "العواقب المدمرة لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات بالقدس المحتلة".
وشدد على أن المملكة ستظل "تكرس كل إمكاناتها لحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم وحماية هويتها العربية الإسلامية والمسيحية ودعم الشعب الفلسطيني في سعيهم للحصول على حقوقه المشروعة".

بدوره دعا وزير خارجية لبنان ناصيف حتي إلى توفير كافة أنواع الدعم للموقف الفلسطيني والتحرك دولياً للعمل على تحقيق السلام.

وقال حتي "تقييمنا لأي مبادئ أو مجموعة أفكار لتحقيق السلام هو مدى التزامها بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ورؤية جهات النزاع كافة، فلا يمكن التفاوض ضمن فراغ مرجعي"، مؤكدا التزام بلاده بمبادرة سلام تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وتطبيق حق العودة ورفض توطين اللاجئين.
من جانبه أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في لقائه بالقاهرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على ثبات الموثف المصري تجاه حل القضية الفلسطينية عبر إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على الأراضي المحتلة.

وتقر الخطة الأميركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب  الثلاثاء، بضم إسرائيل فورا للمستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مقابل شبه دولة فلسطينية مفككة يمكن الوصول إليها بعد سنوات. وهذا العرض بالنسبة للفلسطينيين أسوأ مما كان معروضا عليهم في المفاوضات السابقة التي انهارت دون الوصول إلى نتيجة.