إدانات عربية ودولية لحادثة حرق مصحف في السويد

عشرات المتظاهرين العراقيين يقتحمون مقرّ السفارة السويدية في بغداد استجابة لدعوة مقتدى الصدر، بينما قام بعضهم بحرق أعلام قوس قزح التي ترمز إلى مجتمع الميم.
المغرب يستدعي سفيره بالسويد إلى أجل غير مسمى
الخارجية الإماراتية تستدعي السفيرة السويدية للاحتجاج
الأزهر يدعو إلى إصدار فتوى بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع استخدامها
الخارجية الأميركية تندد بحادثة حرق المصحف في السويد
بويتن يؤكد أن عدم احترام القرآن "جريمة يعاقب عليها القانون الروسي"

بغداد - اقتحم عشرات المتظاهرين العراقيين اليوم الخميس مقرّ السفارة السويدية في بغداد احتجاجًا على حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم في ستوكهولم، بينما يأتي هذا التطور إثر دعوة زعيم التيار الصدري بالعراق مقتدى الصدر في بيان إلى الخروج في تظاهرة غاضبة ضد السفارة السويدية، مطالبا الحكومة بطرد سفيرها ورفع الجنسية العراقية عن الشخص الذي قام بحرق المصحف.

ورفع بعض المتظاهرين منشورا كتب عليه "دستورنا القرآن وقائدنا الصدر" باللغتين الإنقليزية والعربية. كما أحرقوا أعلام قوس قزح التي ترمز إلى مجتمع الميم، وذلك استجابة لنداء مقتدى الصدر الذي رأى في ذلك "أفضل طريقة لاستفزاز" الذين يدعمون أو يدافعون عن حرق القرآن وكتبوا أيضا على بوابة السفارة السويدية "نعم، نعم للقرآن". 

وقالت وزارة الخارجية السويدية في بيان إنها "على علم بالاحداث وأن موظفي سفارتها سالمون".

بدوره أوعز رئيس مجلس القضاء الأعلى بالعراق فائق زيدان بالتحرك قانونياً ضد الشخص الذي أساء للقرآن بالعاصمة السويدية استوكهولم.
وقال المجلس في بيان إن "زيدان وجَّه باتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشخص الذي أقدم على حرق المصحف الشريف، عملاً بأحكام المادة 14 من قانون العقوبات العراقي النافذ".
وأضاف أن "زيدان أوعز إلى رئاسة الادّعاء العام وبالتنسيق مع محكمة تحقيق الكرخ الأولى بضرورة إكمال الإجراءات القانونية لطلب استرداد هذا الشخص ومحاكمته وفق القانون".
وفي سياق متصل، نشرت وكالة "بغداد اليوم" وثيقة سابقة صدرت في فبراير/شباط الماضي عن المجلس الأعلى للقضاء تحتوي على أمر قبض وتحرٍ بحق السويدي ذي الأصول العراقية سلوان موميكا وهو من سكان الموصل سابقا".
وأشارت الوثيقة إلى أن "سلوان موميكا (سريانيٌ الديانة) كان قد تقدم بطلب للحكومة السويدية بحرق نسخة من القرآن في ستوكهولم في 10 فبراير/شباط الماضي إلا أن طلبه قوبل بالرفض بسبب المخاطر الأمنية المحتملة".
وأثارت الحادثة استياء وغضبا عربيا وإقليميا واسعين، بينما تصاعدت المطالب في العديد من الدول العربية بطرد بسفراء السويد ومقاطعة منتجاتها ردا على سماحها بهذه الواقعة التي وصفت بـ"الجريمة".
والأربعاء مزق سويدي من أصول عراقية يُدعى سلوان موميكا (37 عاما) نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي بعد أن منحت الشرطة تصريحا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.
وأدانت الخارجية المصرية في بيان "قيام متطرف بهذا الأمر"، واصفة ما تم بأنه "فعل مخز يستفز مشاعر المسلمين حول العالم في أول أيام عيد الأضحى المبارك ويتنافى مع قيم احترام الآخر ومقدساته ويؤجج من مشاعر الكراهية".
وأعربت القاهرة عن "بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخراً في بعض الدول الأوروبية"، مؤكدة على "مسؤولية الدول في منع دعوات التحريض وجرائم الكراهية".
بدورها أدانت الخارجية اللبنانية اليوم الخميس الحادث واعتبرته "اعتداء على مقدسات المسلمين واستفزازا لهم ويزيد من حدة الإسلاموفوبيا والكراهية"، داعيا إلى "وضع حد نهائي لهذه الاستفزازات واعتبارها جرائم يعاقب عليها القانون".
كما استنكرت الخارجية البحرينية في بيان الحادث وعدته "عملا بغيضا يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم وإساءة مرفوضة وتحريضًا على الكراهية والعنف"، داعية إلى "ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تكراره".
واستدعى المغرب سفيره بالسويد كريم مدرك إلى المملكة "لأجل غير مسمى" للتشاور، كما تم إبلاغ القائم بأعمال السفارة السويدية رفض ما تم، وفق بيان لوزارة الخارجية المغربية.
وفي سياق متصل أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط بأشد العبارات سماح السلطات السويدية بهذا الأمر، منددا بـ"تساهل السلطات مع هذا الفعل الشنيع"، محملا حكومة السويد المسؤولية عن نتائج وتبعات ما أسماها "الواقعة النكراء".
بدوره دعا الأزهر الشريف في بيان "دور الفتوى وهيئات الإفتاء في العالم إلى إصدار فتوى بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع استخدامها نصرةً للمصحف الشريف"، مطالبا "الحكومات الإسلامية باتخاذ مواقف جادة وموحدة تجاه انتهاكات حرق المصحف".

والأربعاء أثار الحادث إدانات عربية واسعة من السعودية والكويت والأردن وفلسطين واليمن، بالإضافة إلى هيئات عربية مثل مجلس التعاون الخليجي والبرلمان العربي وحركتي حماس والجهاد الإسلامي بفلسطين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بلبنان. وطالبت بيانات منفصلة من تلك الدول والهيئات بوقف العنصرية والمساس بالمقدسات.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان اليوم الخميس إنها استدعت السفيرة السويدية للاحتجاج على حرق المصحف في ستوكهولم.

وكتب أنور قرقاش مستشار رئيس الإمارات في تغريدة إن على العالم الغربي "إدراك أن منظومته القيمية وتبريره لها لا يمكن فرضه على العالم".

وذكر بيان لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن الأردن استدعى السفيرة السويدية في عمّان احتجاجا على حرق نسخة من المصحف في ستوكهولم.

واستنكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحادثة، مؤكدا أن"عدم احترام القرآن جريمة يعاقب عليها القانون في بلاده".
وقال خلال حديثه مع إمام مسجد بمدينة دربند جنوب روسيا سيدياخيا سيدوف، الذي أهداه نسخة من القرآن "هذا المصحف مقدس عند المسلمين ومقدس أيضا عند الآخرين. نعلم أن بعض البلدان الأخرى يتصرفون بصورة مختلفة ومنها من لا تحترم المشاعر الدينية للناس ويقولون إنها ليست جريمة".
وأوضح بوتين أن "عدم احترام القرآن يعتبر جريمة في بلدنا وبحسب الدستور والمادة 282 من قانون العقوبات فإنها جريمة وسنلتزم دائما بهذه القواعد التشريعية".
وهذه ليست الواقعة الأولى في السويد، حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 يناير/كانون الثاني الماضي أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة.

وقالت الولايات المتحدة اليوم الخميس إنها تدين حرق مصحف أمام مسجد في السويد، غير أنها أضافت أن إصدار التصريح بالمظاهرة دعم لحرية التعبير وليس تأييدا لهذا الإجراء.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مات ميلر في مؤتمر صحفي إن "واشنطن تعتقد أن المظاهرة خلقت بيئة من الخوف ستؤثر على قدرة المسلمين وأفراد الأقليات الدينية الأخرى على ممارسة الحرية الدينية".

وندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الخميس بشدة بالسويد لسماحها لمتظاهر بإحراق صفحات من نسخة من المصحف، ما يرخي بمزيد من الظلال على مساعي الدولة الاسكندينافية الانضمام بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال في تصريحات متلفزة "عاجلا أم آجلا سنعلّم رموز الغطرسة الغربية أن إهانة المسلمين ليست حرية فكر"، مضيفا "سنبدي ردة فعل بأقوى طريقة ممكنة حتى يتم محاربة التنظيمات الإرهابية وأعداء الإسلام بحزم".

وتأتي تصريحات أردوغان الحادة قبل أسبوع من لقاء مقرر بين وزيري الخارجية السويدي والتركي في بروكسل لمناقشة انضمام ستوكهولم لحلف شمال الأطلسي.

وتعرقل تركيا والمجر عضوا الناتو المصادقة على الطلب الذي وافق عليه جميع الأعضاء الآخرين في التحالف الدفاعي بقيادة الولايات المتحدة. وكان مسؤولون غربيون يأملون في انضمام السويد إلى الكتلة بحلول قمة للناتو في ليتوانيا يومي 11 و12 يوليو/يوليو.