إسرائيل تخنق غزة بإغلاق معبر البضائع الوحيد للقطاع

 الجيش الإسرائيلي يقول إن غلق معبر كرم سالم حتى إشعار آخر يأتي ردا على إطلاق طائرات ورقية مشتعلة تسبب سقوطها في مزارع إسرائيلية في أضرار اقتصادية كبيرة.

إغلاق المعبر يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
الطائرات الورقية المشتعلة تثير قلقا إسرائيليا
نشطاء يلحقون أضرارا اقتصادية بإسرائيل دون مواجهة مباشرة

القدس المحتلة - أعلنت إسرائيل الاثنين إغلاق معبر كرم سالم، المعبر الوحيد المفتوح لمرور البضائع إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر وذلك ردا على الحرائق التي نشبت في المزارع الإسرائيلية بسبب الطائرات الورقية والبالونات التي تطلق من قطاع غزة وتحمل مواد حارقة .

وأدى إطلاق هذه الطائرات الورقية والبالونات إلى زيادة القلق بين السكان الإسرائيليين المتاخمين لقطاع غزة المحاصر، فطالبوا السلطات الإسرائيلية باتخاذ إجراءات.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "سيغلق المعبر أمام البضائع باستثناء المعدات الإنسانية (بما في ذلك الغذاء والدواء) التي ستتم الموافقة عليها حالة بحالة. ولن يتم تصدير أو تسويق البضائع من قطاع غزة".

وأضاف الجيش "تأتي هذه الخطوة أيضا بسبب محاولات إرهابية إضافية"، مشيرا إلى عمليات تسلل وغيرها من الحوادث على طول حدود غزة.

وأوضح الجيش أن المعبر المعروف إسرائيليا باسم "كيرم شالوم" سيبقى "مغلقا حتى إشعار آخر".

ومن المتوقع أن يزيد هذا الإقفال من تفاقم الوضع في قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا خانقا منذ أكثر من عشر سنوات، وبات أكثر من ثلثي سكانه يعتمدون على الإعانات الدولية.

وتقول السلطات الإسرائيلية إن مئات الطائرات الورقية والبالونات التي يم إطلاقها عبر السياج الحدودي من قطاع غزة الذي تديره حماس، تسببت بأضرار كبيرة في المزارع في المنطقة.

وقال متحدث باسم جهاز الإطفاء الإسرائيلي إن "750 حريقا أدت إلى إحراق 26000 دونم (2600 هكتار) خلال مئة يوم، ما تسبب بإلحاق أضرار في المزارع" قدرتها الحكومة الإسرائيلية بخمسة ملايين شيكل (1.4 مليون دولار).

وبدأ سكان غزة بإطلاق الطائرات الورقية في أبريل/نيسان وسط احتجاجات جماهيرية على طول الحدود ضمن "مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هجروا منها قسرا في 1948 لدى إقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد.

ومنذ 30 مارس/اذار بدأ الفلسطينيون بتنظيم هذه الاحتجاجات، فاندلعت مواجهات على طول حدود غزة، قتل فيها ما لا يقل عن 139 فلسطينيا بنيران إسرائيلية.

و ينظر الفلسطينيون إلى إستراتيجية حرق المزارع من خلال الطائرات الورقية كطريقة لإلحاق أضرار اقتصادية بإسرائيل احتجاجا على حصارها وعلى سياستها تجاه القطاع وذلك دون المخاطرة المباشرة بحياتهم من خلال الاقتراب من السياج الحدودي.

وكانت إسرائيل أغلقت معبر كرم سالم في 12 مايو/ايار حتى إشعار آخر بسبب المواجهات التي جرت على طول الحدود، ثم قامت بإعادة فتحه.

وخاضت إسرائيل وحركة حماس ثلاث حروب منذ 2008، ويسري وقف هش لإطلاق النار منذ العام 2014 على جانبي السياج الفاصل بين إسرائيل والقطاع.

والمعبر الحدودي الآخر في غزة هو معبر رفح مع مصر، وهو مغلق في أكثر الوقت ولا يفتح إلا لفترات قصيرة لدواع أمنية.

وقد دعا مسؤولو الأمم المتحدة ونشطاء حقوق الإنسان مرارا وتكرارا إسرائيل إلى رفع الحصار عن غزة، مشيرين إلى تدهور الأوضاع الإنسانية.