إسرائيل ترسل تعزيزات للجولان مع تقدم الجيش السوري

الجيش الإسرائيلي يحذّر القوات السورية النظامية من الاقتراب في إطار هجومها على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة على الجانب السوري من هضبة الجولان المحتلة.

إسرائيل تتحسب لكل السيناريوهات في الجولان المحتل
التعزيزات الإسرائيلية تتزامن مع مكاسب ميدانية للجيش السوري
نتنياهو يطلب من سوريا احترام اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974
إسرائيل تتحدث عن مئات النازحين يصلون للجولان يوميا

القدس المحتلة - دفعت إسرائيل اليوم الأحد بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى هضبة الجولان المحتل بالتزامن مع تقدم الجيش السوري في مناطق خاضعة للمعارضة بالقرب من الحدود مع السورية الإسرائيلية.

وكثف الجيش الإسرائيلي من نشر الدبابات والمدفعية على جبهة هضبة الجولان، محذرا القوات الحكومية السورية من الاقتراب في إطار هجومها على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة على الجانب الآخر من الحدود.

وبدعم من روسيا، أطلق الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي هجوما لاستعادة السيطرة على منطقة درعا في جنوب غرب البلاد مما دفع آلاف النازحين للتوجه نحو الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وتأتي التحذيرات الإسرائيلية للجيش السوري بعدما قبلت سلسلة من البلدات والقرى الخاضعة للمعارضة يوم السبت بسط الحكومة السورية سلطتها عليها عندما انهارت خطوط المعارضة في أجزاء من جنوب غرب البلاد تحت وطأة قصف كثيف قالت الأمم المتحدة إنه دفع 160 ألف شخص للنزوح من ديارهم.

وتضمن شريط مصور للجيش السوري يوم السبت لقطات لدبابات تطلق نيرانها وجنودا يطلقون النار من سيارات مدرعة في محافظة درعا وكذلك لقطات من الجو لقرية جعلية وسد أبطع وهما منطقتان تحت سيطرة الحكومة.

وتفاوضت الجماعات المحلية في كثير من البلدات التي سيطر عليها الجيش السوري على استسلامها دون تنسيق مع قياداتها العليا بعد ضربات جوية عنيفة.

وبث التلفزيون السوري لقطات من داخل بلدتي داعل والغارية الغربية ظهر فيها سكان يرددون هتافات مؤيدة للرئيس بشار الأسد.

ويأتي هجوم الجيش في الجنوب الغربي بعد استسلام معاقل لمقاتلي المعارضة قرب حمص ودمشق، منها الغوطة الشرقية التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها عقب هجوم اتبع أسلوب الأرض المحروقة وراح ضحيته أكثر من ألف مدني ودمر عددا من البلدات.

والأحد أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه دفع بتعزيزات من الدبابات والمدفعية إلى الجولان "في ضوء التطورات في هضبة الجولان السورية"، مضيفا أن إسرائيل ستلتزم بسياسة عدم التدخل.

وتقول إسرائيل إنها تلتزم الحياد في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، لكنها نفذت عشرات الضربات الجوية في سوريا على ما وصفتها بأنها أهداف إيرانية أو أهداف لجماعة حزب الله اللبنانية أو ردا على ما وصفتها بهجمات على قواتها في الجولان.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة أمام مجلس الوزراء إن إسرائيل أحاطت روسيا والولايات المتحدة علما بموقفها من التطورات في الجولان، مشيرة إلى اتفاق فض الاشتباك مع سوريا بعد حرب 1973 والذي أقيمت بموجبه منطقة عازلة بينها وبين سوريا تقوم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بدوريات فيها.

وأضاف "سنستمر في حماية حدودنا وسنوفر المساعدات الإنسانية لأقصى حد ممكن. لن نسمح بدخول لأراضينا وسنطالب بالتزام صارم باتفاقات فض الاشتباك الموقعة في عام 1974 مع الجيش السوري".

وسيطرت إسرائيل على الكثير من أراضي الجولان في حرب عام 1967 وضمتها بعد ذلك في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وتحشد إسرائيل حاليا بدعم من شخصيات جمهورية لاعتراف أميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل.

وقال وزير كبير في حكومة نتنياهو في مايو/أيار إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تستجيب قريبا. ولم تعلق واشنطن على الأمر.

وذكر تقرير في مارس/آذار عن أنشطة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك أن القوات المسلحة السورية تبقي على مواقع في الجولان بما ينتهك الاتفاق الذي ينتهكه أيضا نشر إسرائيل لأنظمة القبة الحديدية الدفاعية المضادة للصواريخ والعتاد المتعلق بها في المنطقة.

وتقدم القوات الإسرائيلية مساعدات إنسانية لقرويين ونازحين سوريين في الجولان منذ 2016 في محاولة للحفاظ على هدوء الحدود. ويقول الجيش إنه زاد من المساعدات في الأيام الماضية مع وصول المئات يوميا.

وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي مسؤول عن جهود الإغاثة في الجولان اليوم الأحد إن آلاف النازحين السوريين الذين فروا من القتال في درعا لجئوا إلى قرى ومخيمات أقامها موظفو إغاثة دوليون على الحدود.

وأضاف الضابط وهو برتبة لفتنانت كولونيل وطلب عدم نشر اسمه "أتخيل أنهم يفترضون أنه من المستبعد قصفهم. أتخيل أنهم لا يتوقعون أن يحدث لهم قرب الحدود مع إسرائيل ما حدث لهم في درعا أو حلب أو ضواحي دمشق".

ولدى سؤاله عن الرد الإسرائيلي المحتمل إذا شن الجيش السوري ضربات قرب الحدود، وصف الضابط الإسرائيلي هذا السيناريو بأنه مستبعد. وقال "أعتقد أن قادتنا سيقيمون الوضع في مثل هذا الموقف وسيقررون الرد المناسب".