إسرائيل تطلق النار باتجاه وفد دبلوماسي أجنبي يزور جنين

مسؤولون أوروبيون يدينون إطلاق النار ويطالبون الدولة العبرية بفتح تحقيق في الحادثة.

غزة - أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص بكثافة "لتخويف وترهيب" وفد دبلوماسي أجنبي خلال وصوله إلى أحد مداخل مخيم جنين شمالي الضفة الغربية وفق ما قال مسؤول في وزارة الخارجية الفلسطينية، الأربعاء وسط تنديد دولي بالحادثة.
وذكر أحمد الديك، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي خرق للأعراف أطلقت الرصاص الحي عند وصول وفد دبلوماسي مكون من 35 سفيرا وقنصلا ودبلوماسيا إلى أحد مداخل المخيم".
وأشار الديك الذي يرافق الوفد إلى أن عملية الإطلاق تأتي "لترهيب وتخويف" الوفد وعدم السماح لهم بدخول المخيم المحاصر منذ 21 يناير/كانون الثاني منددا بالسلوك الإسرائيلي، وطالب بوقف "العدوان الإسرائيلي على شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ومحاسبة ومساءلة إسرائيل".

وبرر الجيش الإسرائيلي إطلاق "طلقات تحذيرية" وذلك بعد "انحرفت" الزيارة التي قام بها دبلوماسيون أجانب إلى مدينة جنين عن المسار المتفق عليه.
وقال الجيش في بيان "انحرف الوفد عن المسار المعتمد ودخل منطقة لم يُصرح له بالتواجد فيها"، مؤكدا أن "الجنود الذين كانوا في المنطقة أطلقوا طلقات تحذيرية". وأضاف الجيش أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة"، مشيرا الى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الأربعاء أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو "غير مقبول" مضيفة للصحافيين في بروكسل "ندعو إسرائيل الى التحقيق في هذه الحادثة ونطلب محاسبة المسؤولين عنها".
من جانبها ندّدت وزارة الخارجية الإسبانية "بشدّة" بالحادثة قائلة ان"الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنيّة بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدّة".
وفي وقت سابق، اعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية عن تنظيم زيارة لقناصل وسفراء إلى جنين، اليوم الأربعاء، للوقوف على العدوان الإسرائيلي المتواصل، وسبقه زيارة مماثلة الأسبوع الماضي لمدينة طولكرم.
وفي 21 يناير/كانون الثاني 2025، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا شمال الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّع عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) عن مقتل 13 فلسطينيا، وإصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 4200 عائلة من المخيمين.
كما أسفر العدوان عن تدمير 400 منزل بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمتاجر، وفق الوكالة.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف.