إسرائيل تقبل وحماس تدرس مقترحا أميركيا لهدنة مؤقتة في غزة
القدس - وافقت إسرائيل على اقتراح وقف إطلاق النار الجديد في غزة والذي قدمه مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بينما أعلنت حماس أنها تدرس المقترح، فيما يأمل الغزيون أن تضع الحرب التي تسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية، أوزارها.
وينص المقترح على هدنة مؤقتة تمتد على 60 يوما وتتضمن تسليم 18 جثة إسرائيليين احتجزتهم حماس مقابل أكثر من مئة جثة لفلسطينيين، فيما يقترح أن يستمر وقف إطلاق النار حتى في حال عدم التوصل إلى تفاهمات نهائية بشأن إنهاء الحرب بشكل دائم.
وتوقعت تقارير أن يشمل المقترح إعادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بإشراف الأمم المتحدة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق سيطر عليها خلال عمليته البرية، بالإضافة إلى اقتراح بتشكيل لجنة إدارة مشتركة لقطاع غزة تضم شخصيات تكنوقراطية وسياسية فلسطينية مستقلة.
وقالت حماس في بيان مقتضب على منصة تلغرام إنها تسلمت المقترح الأميركي الجديد من الوسطاء، مضيفة أنها "تقوم بدراسته بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع".
وميدانيا، قُتل 44 شخصا على الأقل في غارات إسرائيلية منذ الفجر على مناطق متفرقة من قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم، وحيث اقتحم آلاف الفلسطينيين مساء الأربعاء مخزنا تابعا لبرنامج الأغذية العالمي وسط أزمة جوع مستفحلة.
والخميس، قال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير في بيان "نقل 44 شهيدا جراء غارات اسرائيلية منذ فجر اليوم على قطاع غزة". وأشار إلى وقوع "23 شهيدا وإصابات وعدد من المفقودين جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة".
وقال أبوعدي "صديقي هو وزوجته وأولاده تحت الركام"، بينما كان عدد من الفلسطينيين يبحثون عن ضحايا تحت أنقاض المبنى المدمّر. وفي جنوب قطاع غزة، قتل شخصان بنيران القوات الإسرائيلية قرب مركز مساعدات الشركة الأميركية في محور موراج، واثنان آخران في جنوب مدينة خان يونس، وآخر في منطقة قيزان النجار، وفق المصدر نفسه.
ورفعت إسرائيل جزئيا الأسبوع الماضي الحصار المطبق الذي تفرضه على قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار وتمنع من خلاله دخول أي امدادات إليه ما تسبب بنقص حاد بالمواد الغذائية والأدوية والوقود.
ومساء الأربعاء "اندفعت حشود من الجياع إلى المستودع بحثا عن إمدادات غذائية معدّة مسبقا للتوزيع"، وفق ما أفاد برنامج الأغذية العالمي في بيان داعيا إلى وصول إنساني آمن ومن دون عوائق، للسماح بتوزيع الغذاء فورا وبشكل منظّم في قطاع غزة.
وأشار البيان إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي يحاول التأكد من تقارير تفيد عن مقتل شخصين وإصابة آخرين في الواقعة.
وأضاف أنه "لطالما حذر من تدهور الوضع والمخاطر التي يتسبب بها الحد من المساعدات الإنسانية بالنسبة الى أشخاص جياع يحتاجون إلى مساعدة بشكل ملح"وأظهرت صور حشودا من الفلسطينيين يحملون أكياسا وصناديق وحزما من الإمدادات الغذائية، بينما سُمع دوي إطلاق نار.
من جهته، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس بالهجمات الإسرائيلية على غزة التي اعتبرها بمثابة "عقاب جماعي للسكان المدنيين"، في انتقاد روسي شديد لإسرائيل.
وقال إن "الإجراءات التي اتّخذتها إسرائيل" ردا على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي شنته حماس على الدولة العبرية "يمثّل عقابا جماعيا للسكان المدنيين"، معتبرا ما يحصل في غزة "غير مفهوم ولا يمكن وصفه".
والثلاثاء أصيب 47 شخصا بجروح في مركز توزيع مساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية وهي منظمة جديدة مدعومة أميركيا وإسرائيليا وضعت نظاما جديدا لتوزيع الإعانات اعتبرته الأمم المتحدة مخالفا للمبادئ الإنسانية.
وأقر الجيش الإسرائيلي بأن جنوده أطلقوا النار تحذيرا في الهواء، خارج مركز التوزيع التابع لمؤسسة غزة الإنسانية لكن ليس باتجاه الناس. ونفت المؤسسة كذلك أي إطلاق نار على الحشود مباشرة.
وقال أحد السكان صالح الشاعر "هناك 200 كرتونة لـ20 ألف شخص. وصلت الساعة 4 صباحا ولم يكن أحد موجودا. عند الرابعة والنصف كل هؤلاء كانوا قد أتوا" مشيرا إلى الحشود.
وقال صبحي عارف "ما يحصل لنا إذلال نحن نضحي بأرواحنا من أجل الحصول على الطحين لإطعام أولادنا".