إسرائيل تُركز على تدمير البنية التحتية للطاقة في إيران
طهران - استهدفت ضربة إسرائيلية اليوم السبت حقل بارس الجنوبي للغاز بمحافظة بوشهر، فيما يبدو أن الدولة العبرية تسعى إلى تدمير البنية التحتية للطاقة في إيران، مما ينذر بعواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي وأسواق الطاقة العالمية.
ويعتبر استهداف منشأة حيوية بهذا الحجم مؤشرا على توسع محتمل لدائرة الصراع بين إيران وإسرائيل لتشمل الأهداف الاقتصادية الحيوية، كما تهدف هذه الضربة إلى إضعاف الاقتصاد الإيراني، المنهك بسبب العقوبات الأميركية والغربية.
ويمتد الحقل، الذي يعدّ واحدًا من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، على مساحة شاسعة من مياه الخليج العربي بين،إيران وقطر، وهو ما يجعله مصدرًا رئيسًا ومهمًا للدخل في كلا البلدين, وفق موقع "الطاقة".
ويمثل جزءًا حيويًا من البنية التحتية للطاقة في إيران، ويستخدم أغلب غازه على المستوى المحلي في محطات توليد الكهرباء والصناعات، بينما تُصدر إيران الباقي.
ويتوقع أن يؤثر أي ضرر يلحق بحقل بارس الجنوبي، بشكل مباشر على أسواق الطاقة العالمية، حيث تعد إيران من الدول المنتجة للغاز، وأي اضطراب في إنتاجها يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في الأسعار وزيادة المخاوف بشأن أمن الطاقة.
ويرجح أن يؤدي هذا الاستهداف إلى تصعيد في الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي، فيما ينتظر أن تستهدف طهران بدورها منشآت طاقة إسرائيلية أو مصالح أخرى، مما قد يُدخل المنطقة في دوامة من التوترات يصعب التنبؤ بنتائجها.
وأفادت وكالة "تسنيم" للأنباء في وقت لاحق بتعليق إنتاج الغاز في جزء من حقل بارس الجنوبي الإيراني في أعقاب الهجوم إسرائيلي على الموقع اليوم السبت.
وأضافت الوكالة "بسبب حريق في إحدى الوحدات الأربعة في المرحلة 14 من الحقل توقف إنتاج 12 مليون متر مكعب من الغاز مؤقتا إلى حين إعادة تشغيل هذا القسم من المصفاة".
وفي سياق متصل هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت بتصعيد المواجهة مع إيران قائلا، إنّ تل أبيب "ستضرب كل موقع وكل هدف تابع للنظام هناك".
وفي خطاب متلفز، قال نتنياهو "قريبا جدا سترون طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق سماء طهران، سنضرب كل موقع وكل هدف تابع للنظام"، على حد زعمه.
وأكد أن "إسرائيل وجهت ضربة قاصمة لموقع تخصيب اليورانيوم الرئيسي هناك"، متابعا أن الجيش الإسرائيلي "تمكن من استهداف الفريق القيادي للمشروع النووي الإيراني"، مضيفا "ما فعلناه بإيران حتى الآن لا يقارن بما سنفعله في الأيام المقبلة".
وفي سياق متصل أعلن الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين أن حملته الجوية المتواصلة سمحت له بتحقيق "حرية الحركة في الأجواء" من غرب إيران وصولا إلى طهران، حيث شنّت سبعون طائرة حربية تابعة له ضربات خلال الليل.
وأكد أن "العاصمة الإيرانية لم تعد بمأمن"، مضيفا أن سلاح الجو شنّ ضربات واسعة شاركت فيها أكثر من 70 طائرة مقاتلة على أكثر من 40 هدفا في المدينة خلال الليل، في سياق الحملة الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة على الجمهورية الإسلامية.
وأضاف "هذه أيضا أعمق عملية اختراق نقوم بها داخل الأراضي الإيرانية حتى الآن"، مؤكدا أنّ "الوصول إلى طهران يحمل دلالات استراتيجية وعملياتية كبيرة".
وأطلقت إسرائيل الجمعة هجوما غير مسبوق على إيران، حيث استهدفت حوالي 200 موقع عسكري ونووي، وفقا لديفرين. كما أسفرت الضربات عن مقتل قادة عسكريين، وعلماء نوويين ومسؤولين كبار آخرين.
وأعلنت إيران مقتل 78 شخصا وإصابة 320 آخرين بجروح في الجولة الأولى من الضربات، مؤكدة أن غالبيتهم مدنيون.
وردّت طهران بهجمات صاروخية وبإطلاق طائرات مسيّرة على إسرائيل، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة أكثر من 70 آخرين بينهم سبعة عسكريين، وأحدث أضرارا في عدد من المدن.