إيران تستعجل إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان على مقاس طروحات حزب الله

وزير الخارجية الإيراني يؤكد من بيروت أن بلاده تدعم أي اتفاق لبناني بشأن انتخاب رئيس للبلاد، داعيا الأطراف الأجنبية إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي.
وزير الخارجية اللبناني يؤكد أن اتفاق إيران والسعودية مهم للسلام في المنطقة

بيروت - دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم الخميس من بيروت الأطراف اللبنانية كافة إلى تسريع انتخاب رئيس للبلاد، بعد ستة أشهر من فراغ المنصب في البلد الغارق في انهيار اقتصادي وجمود سياسي، فيما لا تخفى محاولات طهران لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان على مقاس طروحات حزب الله.

وقال عبداللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب غداة وصوله إلى بيروت "نشجع الأطراف كافة في لبنان على تسريع انتخاب رئيس وإتمام العملية السياسية في هذا البلد الهام في المنطقة".

وأضاف "سندعم أي انتخاب واتفاق يتمّ التوصل إليه في هذا الصدد"، داعيا "الأطراف الأجنبية إلى احترام خيار اللبنانيين من دون التدخل في شؤون البلاد".

وتأتي دعوة الوزير الإيراني متناغمة مع استعجال الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) المدعوم من إيران إنهاء الشغور الرئاسي بعد أن أعلن دعمه لزعيم تيار المردة سليمان فرنجية وسط خلافات بين الكتل البرلمانية حول المرشحين للمنصب.

ويبدو الثنائي الشيعي في الوقت الراهن الطرف الأقوى في دفع وتوجيه الدفة نحو مرشحه للرئاسة مع عجز القوى الأخرى عن الاتفاق حول مرشح أو أكثر له القدرة على استقطاب الإجماع أو التوافق المطلوب لكسر طرح حزب الله وإن كان من المبكر الجزم بقدرته على تمرير مرشحه لكن يراهن على عامل الوقت والخلافات في صفوف خصومه.

وقال وزير الخارجية اللبناني إن "اتفاق إيران والسعودية مهم للسلام في المنطقة و نتمنى أن يأتي الخير إلى لبنان بعده"، مشيرا إلى أن "عدم الخلاف في المنطقة يُفيد لبنان"، مضيفا "الوزير عبداللهيان أطلعنا على الاتفاق الإيراني - السعودي ونأمل أن يأتي الخير إلى لبنان ومتفائلون بأي اتفاق مع دول الجوار". 
وقال عبداللهيان "قمنا بإجراء مشاورات حول القضايا الثنائية والوضع الداخلي في لبنان والوضع الإقليمي ونحن نشجع جميع الجهات على تسريع العملية الانتخابية الرئاسية والسياسية في هذه الدولة المهمة".

ولفت إلى أن "المسؤولين في لبنان وكافة الأحزاب لها القدرة والكفاءة اللازمة للتوصل إلى اتفاق وإجماع بشأن انتخاب رئيس للجمهورية".
وهذه الزيارة الثانية للدبلوماسي الإيراني إلى بيروت خلال العام الحالي وعلى جدول أعماله لقاء مسؤولين لبنانيين على أن يعقد مؤتمرا صحافيا عصر الجمعة قبل انتقاله الى دمشق.

وغالبا ما تتخلل زياراته إلى بيروت لقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعيدا عن الأضواء والذي تعد طهران داعمته الرئيسية.

وكان عبداللهيان قد التقى خلال زيارته الماضية إلى بيروت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض مساعدات على الجانب اللبناني من بينها استعداد إيران لتزويد لبنان بالفيول وتأهيل مصانع إنتاج الطاقة الكهربائية.

وأقرّ وزير الخارجية اللبناني حينها بوجود "محاولات جدية للاستفادة من المساعدات الإيرانية"، لكنه أكد أن "هناك عوائق واختلافا سياسيا في لبنان وضغوطا خارجية".

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون نهاية أكتوبر/تشرين الأول فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب رئيس جراء انقسامات سياسية عميقة، في وقت لا يملك أي فريق أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشح.

وأعلن حزب الله وحلفاؤه دعمهم لوصول النائب والوزير السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة، في وقت يصفون فيه المرشح الآخر ميشال معوض، الذي يحظى بتأييد عدد من الكتل ونواب مستقلين بمرشح "التحدي" ويأخذون عليه قربه من الولايات المتحدة.

وقال فرنجية في مقابلة عبر تلفزيون الجديد الأربعاء "في حال وصلت إلى الرئاسة سأكون على مسافة واحدة من الجميع ومن مختلف المكوّنات وألاقي الآخرين في منتصف الطريق".

وعام 2016 وصل عون الذي يعدّ من أبرز حلفاء الحزب المسيحيين إلى رئاسة الجمهورية بعد شغور استمر عامين ونصف العام، واستناداً الى تسوية سياسية بين الحزب وخصومه. وأقر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في كلمة الشهر الماضي بأن حزبه وحلفاؤه عطلوا حينها النصاب حتى انتخاب عون.

ويزيد الشلل السياسي الوضع الاقتصادي سوءا في وقت تدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، بينها إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي لتقديم الدعم من أجل وقف الانهيار الاقتصادي المتمادي منذ خريف 2019.

وعقد ممثلو خمس دول معنية بالشأن اللبناني بينها فرنسا والولايات المتحدة والسعودية اجتماعا في باريس في فبراير/شباط من أجل مناقشة الوضع في لبنان، من دون تحقيق أي تقدّم.