إيران تستعرض قدراتها العسكرية بمناورات واسعة النطاق
طهران - أطلقت إيران اليوم الثلاثاء مناورات واسعة النطاق تجري على مساحة تفوق مليون متر مربع من الأرضي الإيرانية، أي ما يعادل ثلثي المجال الجوي للبلاد وفق ما أفاد به التلفزيون الرسمي الإيراني، فيما لا يزال التوتر يرخي بظلاله بين الغرب والجمهورية الإسلامية لتزويدها القوات الروسية بطائرات مسيّرة تستخدمها في حربها ضد أوكرانها وفي ظل قلق أميركي من تزايد التعاون العسكري بين موسكو وطهران، بالإضافة إلى وصول محادثات إحياء الاتفاق النووي إلى طريق مسدود.
وقال العميد قادر رحيم زادة أن مناورات "مدافعو سماء الولاية 1401" تجري بمشاركة وحدات الدفاع الجوي لدى قوات الجيش والحرس الثوري، مضيفا أنها تضم مقاتلات وطائرات مسيرة وأجهزة رادار ومعدات حرب إلكترونية وأجهزة اتصالات بهدف اختبار القدرات حال تعرضت المنشآت الحساسة لهجوم، وفق وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا".
وكشف العميد فرجبور المتحدث باسم المناورات أن هذا التمرين العسكري يجري في بيئة واقعية ويهدف إلى "تشكيل طبقات آمنة من الدفاع الجوي لحماية الحدود الجوية الإيرانية، فضلاً عن الدفاع الشامل عن المراكز الحساسة والحيوية في البلاد والتي يتم تنفيذها على مدار 24 ساعة في اليوم".
وأضاف أن المناورات اختبرت قاعدة الدفاع الجوي خاتم الأنبياء والمراكز الحيوية والحساسة والمهمة في البلاد باستخدام القوة والقدرات المحلية وتنفيذ تكتيكات هجومية مختلفة في ارتفاعات وأنظمة مختلفة.
وتابع أن حركة القوات المسلحة وخاصة في مجال الدفاع الجوي مرتبطة بسلوك التهديدات، موضحا "في هذا التدريب نسعى لإظهار القوة والروح المعنوية العالية...حتى يرى الشعب الإيراني هذه السلطة والقوة، فیكون أكثر فخرا بها".
وتأتي هذه المناورات في وقت يبلغ فيه التوتر بين طهران وإسرائيل أشده ومطالبة الدولة العبرية المجتمع الدولي بفعل المزيد لمنع طهران من نشر أسلحة متطورة وتهديدها باستعمال كل الوسائل الممكنة للتصدي للتهديدات الإيرانية ومنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك سلاح نووي.
ويتزامن التمرين العسكري الإيراني مع مناورات بحرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) انطلقت الاثنين بمشاركة 9 دول المياه في المياه الإقليمية والدولية لجزيرة صقلية وتستمر حتى 10 مارس/آذار المقبل، بحسب بيان صادر عن قيادة القوات البحرية في الحلف.
ويشارك في المناورات إلى جانب تركيا كل من كندا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وأكد البيان أن "المناورات تهدف إلى تعزيز التعاون بين الأطراف المشاركة فيما يخص الحروب البحرية وتقديم دورات في ظروف الحرب القاسية".
وكانت الولايات المتحدة قد عبرت مؤخرا عن قلقها بشأن تزايد التعاون العسكري بين إيران وروسيا، مشيرة إلى إمكانية تبادل البلدين شحنات أسلحة قد يستخدم الروس بعضها في حرب أوكرانيا وقد يعتمد عليها الإيرانيون في نشاطات مزعزعة للاستقرار بالمنطقة، بينما لا تبدو في الأفق بوادر لتخفيض حدة التوتر بين الطرفين رغم تشديد الغرب للعقوبات على طهران وموسكو.
وكشف البيت الأبيض الجمعة أن روسيا تدرس إرسال طائرات مقاتلة إلى إيران في إطار تعاون عسكري موسع تضمّن شحن طهران كميات متزايدة من الأسلحة إلى موسكو لاستخدامها في غزو أوكرانيا.
وصرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي "نعتقد أن روسيا قد تنخرط في تعاون دفاعي غير مسبوق مع إيران بما في ذلك في مجال الصواريخ والإلكترونيات والدفاع الجوي"، مرجحا أن تزود روسيا إيران بطائرات مقاتلة.
وأضاف أن إيران المعزولة بشدة بسبب العقوبات الغربية التي تهدف إلى وقف برنامجها النووي تسعى إلى تعزيز جيشها بمساعدة روسية مقابل إرسال أسلحة تستخدم في الهجوم على أوكرانيا المستمر منذ عام، قائلا إن "طهران تسعى أيضا لشراء معدات عسكرية إضافية من روسيا من بينها مروحيات هجومية ورادارات وطائرات تدريب قتالية.